على شفا حفرة من الكرك
جو 24 :
كتب جروان المعاني -
بعد ان ذهبت السكرة وجاءت الصحوة على وجعٍ مس بيوت الاردنيين، وبعد ان تناول السادة اصحاب الاقلام ما حدث في الكرك بالتحليل والتحذير والدعوة لرص الصفوف، فإني ساتحدث بالموضوع كما لو كنت قادما من كوكب اخر وبشكل متجرد من العواطف سوى الشعور بالاسى على دماء ابناءنا.
في عام 2013م، نشرت مقالا عنوانه لسنا بمنأى عن الثورات، رغم انف المتنطعين المنافقين الذين يصورون لجلالة لملك أن الأوضاع على خير ما يرام، لا تصدقهم يا صاحب الجلالة، ستأتي اللحظة التي تبين زيف تحليلاتهم، الاردن ليس بخير فغالبية مسئوولي الدولة الأردنية متهمين بالفساد والإفساد والاستغلال من قبل الشارع الأردني وهو ما تسبب بخلل اجتماعي بارز فتزايدت نسب الحاقدين من الفقراء والعاطلين عن العمل برغم كل محاولات القضاء على ذلك بمكرمات ملكيه سامية، فلا زالت الدخول تتآكل والأسعار تتزايد.
بعيدا عن القدرات المهولة الزائفة التي تحاول القوى الاستعمارية اقناعنا بها بان وليدة حجر صهيون (داعش) تمتلك قوة خارقة، فإني اتسائل بمرارة العارف، ماذا بعد الكرك؟
هي ثلاثة اسئلة ملحة على الدولة بكليتها ان تفكر فيها وان تجد لها حلولا عاجلة مستعجلة، بعيدا عن التخبط الاعلامي، وضحالة التفكير عند متخذي القرار من الصف الثاني الذين يقدمون المعلومة ثم يتلقفون الاجابة ليتصرفوا بما يرضي من هم اعلى منهم دون التنبه للمصلحة العليا للوطن والمواطن.
السؤال الأول: كيف لحملة شهادات في المحاسبة والهندسة المدنية والكيمياء ان يتحولوا لارهابيين بهذه البساطة،وهم ابناء عشائر عرفت بموالاتها للعرش وحرصها على الاردن.
السؤال الثاني: كيف لستة افراد حولناهم لارهابيين نتيجة لسوء ادارتنا ان يوقعوا هذا الكم من الشهداء وماذا لو ثارت قبيلة باكملها؟ الم نكن سنصل لحالة مشابة للثورات في البلدان الاخرى.
ارجو ان نتوقف عن المزاودات بان هذا لن يحدث ولست ابرر لهم هذه الجريمة النكراء، لكن الامر جداً خطير وحالنا ينذر بان الفقر لا يعرف ولاءاً وبأن الشعور بالظلم يوصل للعمى .
السؤال الثالث: كتبته قبل اربع سنوات (حين تنتفي المصلحة الاسرائيلية والامريكية في الاردن ماذا سيكون مصيرنا) سنذهب للمجهول والدليل تخليهم ببساطة عن حسني مبارك ومن قبله شاه ايران وهو ما تناولته عدد من المقالات لكتاب كبار في الايام الماضية، وهنا اعود للسؤال ، ماذا بعد ما جرى في الكرك؟.
لا استطيع الاجابة على هذه الاسئلة في هذا المقال، لكني بعيدا عن المصالح الدولية والمؤامرت الصهيونية على القدس وتغيير وجه التاريخ فإني اوجه ندائي لجلالة الملك ومن خلفه الاحرار (تنبهوا من حاول قتل نفسه لاجل مخالفة سير معتقدا انه مظلوما يمكن ان يحمل حزاما ناسفا ويمكن ان يتحول لارهابي في أي لحظة)، فمغبة الظلم والفقر وخيمة، إننا يا سيدي بسطاء احلامنا باتت تقتصر ان نعيش امناً حقيقيا من غير تجفيف منابع رزقنا وان لا تمارس علينا الحكومات سياسات التعرية والاستقواء .
لسنا بحاجة لاصلاح سياسي يقوده ثلة من المتنفعين المستوزرين، نحن بحاجة لاعادة اللحمة الوطنية والالتفاف حول راية العدل والعيش الكريم الذي أوضحه رئيس وزراء سابق صادق اسمه احمد عبيدات، يا صاحب الجلالة حاشيتك فاسدة تخفي عنك الحقائق فادرك البلد قبل ان تهلك هي على شفا حفرة من الكرك، ويا ربي سلم . .