ضباط متقاعدون : مقابلة رئيس الأركان رسالة لقوة الجيش وجاهزيته
اعرب ضباط متقاعدون عن ثقتهم العالية بالجيش العربي ، وقدرته على التصدي لأي اعتداء يمس الحدود الاردنية جراء الاحداث والتطورات العكسرية الجارية في دول الجوار.
وبينوا ان مقابلة رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات امس الاول مع محطة «بي بي سي» تدل دون ادنى شك على الثقة العالية بجيشنا العربي والمهارة العسكرية الاحترافية في معرفة ادق التفاصيل حول ما يجري على الحدود الشمالية ومواقع كل التنظيمات المقاتلة.
واعربوا عن ارتياحهم للعلاقة والتنسيق المشترك العكسري بين ضباط الارتباط على الجانبين مما سيحقق الامن والامان للحدود الاردنية السورية وضرب كل التنظيمات الارهابية التي تهدد امن وامان الدول المجاورة وحدودنا الاردنية.
واشادوا بالقدرة العسكرية الاردنية على التخطيط والمراقبة والجهد الاستخباري المحترف وتقدير الموقف الامني والعسكري والاستراتيجي لتطورات الاوضاع حول الازمات التي تحيط بحدودنا ما يمكن من اتخاذ القرارات المناسبة التي تحفظ امن واستقرار الاردن وحدوده.
اللواء الركن المتقاعد محمد يحيى الدقامسة قال «ان تصريحات رئيس هيئة الاركان تدل على تمتع قواتنا المسلحة الاردنية - الجيش العربي بقدرات عالية واحترافية عسكرية رفيعة المستوى والتي تبرز بوضوح من خلال المقابلة التي تحدث فيها عن الاوضاع الحدودية بكافة وادق التفاصيل وبثقة عالية.
وبين الدقامسة ان ما تملكه القوات المسلحة الاردنية من معلومات واسعة ودقيقة عن هذه التنظيمات الارهابية ومواقعها واهدافها وحتى عددها والتوقعات الدقيقة التي طرحها بعد الانتهاء من العمليات العسكرية في حلب يتطلب منا وقفة امنية وعيون مفتوحة ودعم قواتنا المسلحة الباسلة لما تتمتع به من كفاءات وجهود جبارة تبذل على مدار الساعة لحماية حدودنا وامننا.
اما اللواء المظلي الركن المتقاعد والعين السابق احمد علي عايد العجارمة فقال ان حديث رئيس هيئة الاركان امس الاول كان كلاما واضحا ورسالة لا غبار عليها حول الثقة العالية لجيشنا وامتلاكه كافة المعلومات الوقائية والاجرائية حول اخر التطورات التي تجري في المنطقة.
واضاف العجارمة ان تحذير رئيس الاركان المشتركة من مخاطر المليشيات والتنظيمات الارهابية ومعرفة مواقعها بالتفاصيل ومدى بعدها عن حدودنا يدلل ايضا على بصيرة هذه القيادة العسكرية الاحترافية والقادة المساعدين له الذين يعملون بالليل والنهار لرصد اي خطر خارجي قد يمس حدودنا.
واعرب العجارمة عن الثقة الشعبية العالية التي يمتلكها هذا الجيش العربي من خلال ثقة جلالة الملك بالجيش مما يعزز ثقة المواطنين بجيشهم والاستعداد الدائم ليكونوا سندا لهذا الجيش وهذه القيادة التي لم تخذلهم يوما.
ودعا العجارمة كافة ابناء الشعب الاردني الى اليقظة والحيطة والانتباه والوقوف خلف قواتنا المسلحة لافتا الى تصريحات رئيس الاركان المشتركة بوجود تنظيمات ارهابية قريبة من الحدود وتمدد هذه التنظيمات وخطورتها والمهام الكبيرة التي يقوم بها الجيش لحماية الحدود من الطرفين وان نكون عينا يقظة حيال كل من يحاول المساس بامن وسلامة هذا الوطن.
اما اللواء الركن «قوات خاصة» المتقاعد الدكتور علي جرادات فاكد على ان المهام الموكولة لرئيس هيئة الاركان وقيادته وافراد قواتنا المسلحة الباسلة هي مهام صعبة وتحتاج الى حنكة ومهارة ومعلومات استخباراتية واسعة ومساعدين محترفين وضباط مدربون لحماية هذه الحدود على مدار الساعة في احلك واصعب الظروف التي تمر بها المنطقة وهي بالفعل كفاءات يزخر بها الجيش العربي بكافة صفوفه وتشكيلاته .
واضاف ان ثقة حديث رئيس هيئة الاركان حول هذه المخاطر وسرد كافة التفاصيل السياسية والعسكرية كانت بمثابة رسالة على صلابة وقوة هذا الجيش العربي الذي يعرف ببسالته تاريخيا ويشهد له القاصي والداني.
وبين ان العلاقة التي تربط قواتنا المسلحة بالجيش السوري من خلال ضباط الارتباط تؤكد على سلامة التواصل والهدف بين الطرفين لضرب منابع الارهاب والتنظيمات التي الحقت الخراب والدمار بالدول العربية المجاورة ،وما زال الاردن يبذل قصارى جهده وبالتعاون مع الدول الحليفة لضرب هذا التنظيم الارهابي في اوكاره.
من جانبه بين اللواء الركن المتقاعد محمود فلاح المعايطة والذي كان قائدا عسكريا للمنطقة الشمالية «ان منطقة الحدود الشمالية هي منطقة حيوية وهامة وعليها تركيز عسكري عالي الاحتراف نظرا لخطورتها البالغة في مجاورتها للاوضاع الملتهبة في الجوار».
وطمأن المعايطة الشعب الاردني بان الحدود الشمالية محمية بقوة الجيش الباسل الذي يقف على راس هرمه قائدا عسكريا له خبرة واسعة على هذه الواجهة التي يحرسها ابطال ونشامى الوطن والعين الساهرة الذين يتمتعون بمعنويات عالية ، لا سيما واننا نعرف التفاصيل المكانية والاستخباراتية والدفاعية بالرغم من طول واتساع هذه الواجهة.
واضاف المعايطة ان القيادة الهاشمية واختيارها لقادة الجيش من المحترفين العسكريين لهو دلالة اكيدة على سلامة وقوة جيشنا العربي الباسل الذي لا يعرف الا الانتماء والعمل الاحترافي المخلص في حماية الحدود وتدريب الافراد والاشراف عليهم وامتلاك احدث الاسلحة وقوة التنسيق الميداني والاستخباراتي والتدريبي حيث كان لهم الشرف العظيم في تدريب جيوش وقادة عرب في هذا السياق.
وكان فريحات اشار الى استمرار قنوات الاتصال العسكرية مع النظام السوري من خلال ضباط الارتباط منذ بداية الأزمة السورية ونحن لم نعمل ضد النظام وعلاقتنا مع النظام ما تزال مفتوحة إلى جانب التنسيق المستمر مع الفصائل المعارضة المسلحة وذلك بهدف احتواء نشاط التنظيمات الإرهابية على الحدود الشمالية، وهدفنا واحد وهو محاربة الإرهاب أينما كان .
وأكد فريحات على أن فصيل (جيش خالد بن الوليد) الموالي لتنظيم داعش الإرهابي، والمتواجد بمنطقة حوض اليرموك القريبة من الحدود الأردنية، يشكل خطرا دائما ووشيكا على المملكة، قائلا إن "التنظيم متواجد في مناطق تبعد تقريبا كيلومترا واحدا في بعض الأماكن، ويمتلك إمكانيات عسكرية من دبابات وناقلات جند مدرعة ومضادات جوية ورشاشات قد تطال مواقعنا الأمامية».
واضاف اننا نتعامل معه بكل حذر والجهود الاستخباراتية مستمرة لرصده، ونحن بالمرصاد له، وعلى وعي تام بأنه مصدر خطر دائم ووشيك.
وأضاف أن "ما يزيد خطورة هذا التنظيم هو التعزيزات البشرية التي تصله من أماكن نفوذ تنظيم داعش في الشمال السوري، وخصوصا الرقة.
واستبعد الفريق فريحات إعادة فتح المعابر الحدودية بين الأردن وسورية حاليا، مؤكدا أن "الإقدام على هذه الخطوة يتطلب أولا سيطرة الجيش النظامي على منطقة درعا واستعادة المعابر في نصيب، وتأمين الطريق إلى دمشق من الجيوب الإرهابية”.
واوضح إن "الجيش الأردني يقوم بدور مضاعف على طول الحدود الشمالية الشرقية، نظرا لغياب الجيش النظامي عن الجهة المقابلة، وهو ما يفرض على الجانب الأردني تأمين الحدود من الجهتين”.
وأشار الفريق فريحات إلى أن "النظام السوري أمامه عدة خيارات بعد السيطرة على حلب، أولها أن يتقدم نحو إدلب وهو أمر أقل احتمالية، نظرا لكبر حجم المدينة ووجود أعداد كبيرة من المعارضة هناك، أما الخيار الثاني فهو التوجه نحو المناطق الشرقية، وهو أمر يتطلب التنسيق مع التحالف الدولي، أما الخيار الأكثر احتمالا فهو التوجه نحو المناطق الجنوبية، من خلال السيطرة على وادي بردى، التي يعمل عليها الجيش السوري الآن، ثم الغوطة الشرقية، ومن ثم السيطرة على درعا”.
وأكد الفريق فريحات ان تدريب بعض الفصائل السورية المعارضة خاصة "جيش العشائر” المتواجد في المناطق الجنوبية لسورية،بهدف محاربة تنظيم داعش في أماكن تواجدهم”، نافيا أن يكون الهدف من تدريبهم هو "محاربة القوات النظامية السورية”.
وتوقع الفريق فريحات أن تشهد نهاية العام 2017 اللحظات الأخيرة لتنظيم داعش الإرهابي، قائلا "إن المؤشرات تكشف أن هناك تقدما ملموسا ضد التنظيم في العراق وسورية، حيث يحاصر التنظيم حاليا في الموصل التي تعد آخر معاقله في العراق، كما خسر مساحات واسعة من مناطق نفوذه، إلى جانب فقدانه لربع قواه البشرية ونصف قياداته”.الراي