حزن الأردنيين على ضحايا الكرك يغيّب الاحتفالات بالعام الجديد
غيّب حزن الأردنيين على "ضحايا الكرك"، الذين قضوا في مواجهتين مسلحتين مع عدد من "الإرهابيين" جنوبي البلاد في النصف الثاني من الشهر المنتهي، مظاهر الفرح والاحتفال بالعام الميلادي الجديد.
وفي جولة للأناضول، التقت خلالها مواطنين عاديين، سادت شوارع العاصمة عمان حالة من الهدوء، رافقها تواجد أمني مكثّف في العديد من المناطق الاستراتيجية والحساسة، والذي يعد طبيعياً في مثل هذه المناسبات، كإجراء احترازي، للحيلولة دون حدوث ما يهدد أمن البلاد، رغم تعظيم البعض له وأنه يأتي على خلفية أحداث الكرك.
وقال عدنان أبو عويضه (46 عاماً) للأناضول: "هذه السنة لم تمر على الإطلاق بالنسبة للاحتفالات، فأحداث الكرك أثرت بالأردنيين، ولكن في الحقيقة أيضاً أن الأحداث من حولنا تحزننا أكثر، لأن الوطن العربي كله وضعه سيء".
وتابع "الوضع يزداد سوءاً، وتدعو الله أن يحمي الأردن لأنه بلد الملجأ للجميع، وأن يسترنا الله مما يحدث من مشاكل".واتفق سند الزمقلة (20 عاماً) مع أبو عويضه من حيث وصفه لليلة رأس السنة وأنها تختلف عن كل عام من حيث الحزن الذي يخيم على أجوائها.
وأشار الزمقلة للاناضول "إن اختفاء المظاهر الاحتفالات بسبب ما تعرضت له مدينة الكرك وحزننا عليها".
وأكد شاب عشريني آخر يدعى خالد محمد "أن أهالي الشهداء يعيشون لحظات حزينة، والشعب الأردني برمته أيضاً يقف إلى جانبهم ويعيش الحزن معهم ، وما حدث في الكرك محاولة فاشلة للنيل من استقرارنا ، والحمد لله أن الله حمى هذه البلد".
ومساء الأمس، هنأ جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الأردن شعبه بالعام الجديد على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لصفحة الديوان الملكي، حيث قال: "فخور بأبناء وبنات أردننا الغالي، الذين يثبتون للعالم دوماً أن قوتهم بتكاتفهم وتلاحمهم، وأنهم بوحدتهم قادرون على المضي قدماً نحو المستقبل الأفضل".
وتابع "متمنياً لوطننا الغالي عاماً جديداً من الخير والإنجاز بهمة وسواعد الشباب. كل عام وأنتم بخير – عبد الله ابن الحسين".
وكان مسيحيو الأردن قد ألغوا احتفالاتهم بالعيد المجيد، بل وتعدّوا ذلك بإقامة قداس ليلة العيد في إحدى كنائس الكرك على أرواح الشهداء.
جدير بالذكر أن مدينة الكرك (جنوباً) شهدت في 18 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مواجهةً مسلحةً بين قوات الأمن الأردني ومسلحين، أدت إلى مقتل سبعة من رجال الأمن ومواطنين اثنين وسائحة كندية وأربعة مطلوبين.
وتجددت تلك الاشتباكات بعد إعلان الأمن الأردني انتهاء المواجهة بيوم واحد مع مسلحين آخرين، أدت هي الأخرى إلى مقتل أربعة رجال أمن وتصفية أحد المطلوبين واعتقال آخر.