ما هي أسرار تفوق كلوب المتكرر على غوارديولا؟
كرريورغن كلوبتفوقه التكتيكي على منافسهبيب غوارديولاحين قادليفربولللتفوق علىمانشستر سيتيبلقاء كسر من خلاله المدرب الألماني التعادل بالانتصارات مع غوارديولا وحقق فيه الانتصار الخامس على الإسباني مقابل 4 لبيب.
الملفت بتاريخ مواجهات المدربين هو تفوق كلوب بمعظم المواجهات الحاسمة أو لقاءات الكؤوس فـثلاث من انتصارات بيب الأربع تحققت بمسابقة الدوري إضافة لانتصار وحيد بالوقت الإضافي بنهائي الكاس عام 2014 في حين تفوق كلوب مرة واحدة من أصل 4 مواجهات بالبوندسليغا مقابل فوزه مرتين على بيب بكأس السوبر ومرة بركلات الترجيح في نصف نهائي كأس ألمانيا موسم 20142015 وهو ما يُظهر علو كعب كلوب على خصمه حين تحمل المواجهة صفة الحسم.
مدرسة ساكي والفارق بالتطبيق:
بغض النظر عن هوية مؤسس مدرسة الضغط العالي لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الكبير للمدرب الإيطالي آريغو ساكي الذي طور هذا الأسلوب مع ميلان ويمكن القول أنه باستثناء بصمات كرويف لم يأتي من أعاد لمدرسة الضغط ألقها إلا تنافس الثنائي كلوب وغوارديولا فكلاهما سعيا لإحياء الأسلوب بداية من عام 2008 مع فارق يرتبط بأن بيب كان يملك أوراق فريق بحجم برشلونة في حين كان كلوب يسعى لوضع بصمته على فريق يتوسط ترتيب البوندسليغا وهو دورتموند قبل أن يقوده للمجد بعد سنوات قليلة.
يُلزم غوارديولا لاعبيه بأدوار فكرية وتكتيكية كثيرة من أجل تطبيق الضغط العالي فتتحول العملية إلى ما يشبه المسألة الحسابية الواسعة والمعقدة فكل لاعب يعرف سلفاً أثناء الهجوم المنافس الذي عليه الذهاب لتغطيته لحظة فقدان الكرة وهو يبدو شيئاً قريباً لأسلوب الدفاع "واحد ضد واحد" مع فارق يكمن بأن السعي لتطبيق الضغط يكون الهدف منه منع وصول التمريرة للاعب الخصم وليس مراقبته مع بدء الهجوم.
أسلوب كلوب يعتمد أكثر على الجري واللياقة العالية وهو ما يجبر اللاعبين القريبين من الكرة على الضغط مباشرة وإغلاق منافذ التمرير بوجه اللاعب الخصم الذي يقوم بإيقاف الهجمة وهو ما يمنعه من بدء المرتدة بشكل سليم وسط سعي المدافعين بالدرجة الأولى لمنعه من تقديم تمريرة للعمق وإجباره على اللعب نحو الأطراف لتبطيء الهجمة وإعطاء المدافعين بعض الوقت لإعادة التمركز بحال لم يكُن من الممكن قطع الكرة.
المرونة:
بالفقرة الماضية شرحنا فكر كل مدرب من حيث طريقة تنفيذ أسلوبه الخاص لكن ما الذي يجعل أسلوب كلوب يتفوق على بيب؟ ببساطة يعتاد لاعبو بيب على طريقة تنفيذ خطة الدفاع وهم بمواقع متقدمة وأي تغيير بطريقة التوزيع أو المنطقة التي ينتشر بها الفريق سيؤدي للتشويش على المعادلة الفكرية وأساساً تفقد طريقة بيب فعاليتها بحال تمكن الخصم من تدوير الكرة بين لاعبيه لأكثر من 6-7 ثواني لأن هذا سيعني فشل منظومة الضغط العالي باستعادة الكرة سريعاً وبالتالي يحصل الخصم على فرصة للانتشار وخلق مرتدة قوية لأن طريقة الدفاع هذه تؤدي لإحداث تفوق للخصم بحال تفوق أي لاعب على من يراقبه من حيث السرعة أو المهارة خاصة وأن طريقة "واحد ضد واحد" تعتبر من الطرق سهلة الكسر دفاعياً.
بالنسبة لكلوب أسلوب الاعتماد على الجري والضغط قد يكون قابلاً للتطبيق بأي من مناطق الملعب، صحيح أن الفريق لا يفضل الدفاع بمناطقه لكن التفاهم والانسجام بين اللاعبين وفهم الأدوار يسمح لهم بتطبيق منظومة دفاعية متماسكة حين يعودون للخلف ليتحول الفريق لتطبيق دفاع المنطقة بنجاح إضافة لذلك تحافظ المجموعة دائماً على ترابط الخطوط بين اللاعبين ليعود الجميع ككتلة واحدة للخلف مع مسافات صغيرة بين اللاعبين وهو ما يتسبب بخنق الخصم وإجباره على لعب تمريرات غير مُجدية وبهذه الطريقة نجح كلوب ذات يوم بإهداء دورتموند الفوز على بايرن بأول لقاء رسمي بين المدربين.
في أول مباراة رسمية لغوارديولا مع بايرن واجه بيب كلوب في كأس السوبر ويومها بدا بايرن بمظهر القادر على الاستحواذ والعاجز عن التسجيل بوقت سجل فيه دورتموند 4 أهداف من غزوات سريعة لمناطق البافاري ويومها قال بيب بعد المباراة أن فريقه تفوق بالاستحواذ لكن دورتموند تفوق بالانتشار والمساحة وهو ما لم يفهمه الكثيرون لكنه مثل شرحاً دقيقاً لتماسك خطوط دورتموند وعمل الفريق كمنظومة كاملة لتعطيل هجوم الخصم وليس كما يعتمد بيب على محاولة مجاراة كل لاعب من خلال لاعب آخر.
خلال لقاء الأمس بين السيتيزيز والريدز استفاد كلوب من قدرة ميلنر على الانتقال بين الطرف والعمق وهو ذات الدور الذي لعبه الظهير الآخر كلاين كما لعب رأس الحربة الوهمي فيرمينو دوراً كبيراً بتشكيل رأس المنظومة الدفاعية من خلال ضغطه على برافو وقلوب الدفاع وإجبارهم على التمريرات الطويلة ومن خلال هذا الثلاثي حقق كلوب الزيادة العددية المطلوبة بعمق الملعب بظل عدم تمكن آغويرو من تطبيق أفكار مدربه من حيث الضغط وعدم تمكن زاباليتا وكولاروف من تحقيق ذات الزيادة التي قدمها قرينهما.
نقاط ضعف:
بالتأكيد كما هو لكل أسلوب هجومي تاريخياً يملك نهج المدربَين العديد من نقاط الضعف دفاعياً لأن كثرة الجري والتقدم لمناطق عالية من الملعب يُعد مجازفة كبيرة خاصة حين تواجه خصماً يملك مهاجماً سريعاً أو لاعب يتمتع بدقة تمرير عالية قادرة على إيصال الكرة للمناطق الميتة بدفاع الخصم لكن بذات الوقت لا يمكن لأحد أن ينكر تمكن بيب وكلوب من إعادة عهد الكرة الجميلة الممتعة بغض النظر عن النتيجة.