السبّاحة السورية اللاجئة : حاولوا نزع حجاب والدتي وهذا ما قاله لي أوباما
رغم أنها اختيرت من ضمن أكثر 30 امرأة تأثيراً وحضوراً في العالم والتقت ببابا الفاتيكان فرانسيس الأول والرئيس الأميركي باراك أوباما إلا أنها لم تنج من براثن العنصرية.
فقد كشفت السباحة السورية يسرى مارديني، التي اشتهرت برحلة لجوئها المحفوفة بالمخاطر في عام 2015، ثم مشاركتها في المنتخب الأولمبي للاجئين في أولمبياد ريو دو جانيرو 2017 إنها كانت ذات مرة مع والدتها في الطريق، وهي ترتدي حجاباً، فجاء البعض وحاولوا تمزيق حجابها.
السباحة التي ألهم نجاحها الملايين خاصة من أبناء جلدتها من السوريين، قالت في حديث مع صحيفة "بيلد أم زونتاغ" الألمانية في عددها الصادر الأحد 1 كانون الثاني 2016 إنها تعرضت مراراً لاعتداءات عنصرية في ألمانيا.
وأضافت "في الحقيقة هناك بعض الناس الذين لا يحبوننا. يقولون ذلك في وجهك. وهناك الكثير من هؤلاء" وروت أنها "ذات مرة تشاجرت مع رجل، صرخ (لماذا لا تعودين إلى بلادك اللعينة؟) فرددت عليه: "فلتبق هادئاً، لم اختر القدوم إلى بلادك" ورداً على سؤال إذا كانت تبكي بعد هذه الحوادث، نفت ذلك مرجعة ذلك إلى اعتيادها على هذه الحوادث، وأنها قد عاشت أموراً أسوأ من ذلك في حياتها، ولا يمكن مقارنتها بتلك الحوادث، مذكرة بأنه في كل بلد هناك أناس سيئون وآخرون جيدون.
وقالت إن الكثيرين غيروا رأيهم فيما يتعلق باللاجئين بسبب نجاحها، وتعهدت بأن تواصل السباحة وتحفيز الناس على ممارسة الرياضة، كما ستقوم بفعل الكثير للاجئين، وستعمل على خلق مشاريع تساعدهم، لافتة إلى أن عملها مع الأمم المتحدة قد بدأ بالفعل.
وعن لقائها مع البابا فرانسيس والرئيس الأميركي باراك أوباما، وماذا تكلمت معهما، قالت: "مع البابا تبادلنا كلمات محدودة فقط "مرحبا" و"تفضل"، إذ لم يكن هناك الكثير من الوقت. وتابعت قائلة "أما أوباما فسألني عن عائلتي، كيف هو حال شقيقتي وكم سأمكث، ثم أعطاني توقيعاً على الكلمة التي ألقيتها في قمة (القادة) عن اللاجئين التي أقيمت في الأمم المتحدة في نيويورك.
لكن هل أخذت رقم هاتف أوباما المحمول، قالت وهي تضحك: "كلا، كما أنه لن يكون الرئيس قريباً".
واعتبرت السباحة السورية أن 2016 كان عاماً مثيراً بالنسبة لها عايشت فيه الكثير، إلا أنه على الرغم من ذلك تعتبره طلقة البداية بالنسبة لما هو قادم، وأن كل ما حدث فيه فتح لها باباً ومنحها صوتاً يسمعه الناس. وأشارت إلى أن أبرز ما فيه كان مشاركتها في الأولمبياد ومقابلتها لكل الأبطال الذين تتخذهم قدوة لها، متوقعة أن يكون عام 2017 عظيماً تماماً كسابقه.
مارديني لم تعتقد البتة بأنها قد تصبح صوت اللاجئين، أو أن تسهم في مشاريع من أجلهم، موضحة أن كل تفكيرها عن هذا الأمر تغير بعد رحلة الهروب إلى ألمانيا التي دامت 25 يوماً.
وعن التغيرات التي طرأت على شخصيتها في الأشهر الـ 16 التي عاشت فيها في برلين، قالت إنه من الناحية الشخصية ما زالت كما هي، مرحة، تقوم بـ"حماقات"، لكن آراءها تغيرت، فأصبحت تفكر في الآخرين أكثر من نفسها، وأنه على الرغم من إمكانية ألا يحصل المرء دائماً على شيء مقابل الكثير مما يفعله للآخرين، فإنه يمنح شعوراً داخلياً جيداً، بأنه قد فعل شيئاً حسناً ولو قليلاً للعالم، كالاهتمام بشؤون اللاجئين على سبيل المثال.
وأردفت قائلة "سابقاً كنت أفكر في ماركات ملابسي، لكن حالياً ترى هذا الأمر بشكل مختلف". وعن أبرز ما جرى معها خلال عام 2016 من مواقف، قالت إنها كانت سعيدة للغاية بتحدثها مع السباح الفرنسي فلورنت مانادو خلال منافسات أولمبياد ريو، وقوله لها إنه يرى قصتها مؤثرة، ويريد أن يعرف بالضبط ماذا حدث، وفي نهاية حديثهما عبر عن رغبته في تبادل قبعة السباحة معها. وأضافت "أما الموقف الثاني فعندما كتب صبي لها أن والده توفي وبات عليه أن يعمل لأجل العائلة كلها، الأمر الذي لم يعجبه، حتى قرأ قصتها، فأصبح جاهزاً لذلك جسدياً وروحياً، مشيرة أن ذلك أثر فيها كثيراً، فلم يسبق وأن اعتقدت أنها تستطيع تغيير الناس على هذا النحو.
عروض زواج
وعندما سألتها الصحيفة فيما إذا كانت قد تلقت عروض زواج، قالت إنها تلقت الكثير منها، حتى إن بعضها جدية على ما تعتقد، فيكتبون "أحبك” رغم أنهم لا يعرفونها، وأن أحدهم سألها عن رقم هاتف أبيها، لأنه يريد التقدم لخطبتها. وفيما إذا كان لديها صديق عاطفي، ردت بالنفي موضحة أنه سيكون في الوقت الحاضر أمراً معقداً، مضيفة وهي تضحك ربما ينجح ذلك عام 2017.
سألتها الصحيفة هل هي من الفتيات اللواتي يواظبن على حضور الحفلات، نفت "مارديني” ذلك، قائلة أنها تمارس رياضة تنافسية، وأنها تستطيع الخروج لأمور كهذه وهي في سن الخمسين، فالمرء يجب أن يتمتع بما يملكه بالفعل في حياته، وهو السباحة بالنسبة لها. وعن المكان الذي تتخيل فيه نفسها بعد 10 سنوات، قالت مارديني إنها تريد أن تصبح واحدة من أكثر المتحدثات المحفزات في العالم، وأنها ستتوقف عن المشاركة في السباحة عندما تبلغ الـ 28 عاماً.
وأضافت قائلة "إنها إذا فازت بميدالية في أولمبياد طوكيو 2020 ستواصل، وإذا لم أستطع سأتوقف بعدها. وتابعت "أمامي الكثير في حياتي وسأكون حينها في الـ 28 من عمرها وسبحت لمدة 18 عاماً، وهي مدة كافية، ثم سأقوم بافتتاح مدرسة للسباحة، والعمل على مشاريع للاجئين. اللافت أن مارديني لم تستبعد أن تتجه للعمل في السياسة، ووصفتها بالفكرة الجيدة. وعن تلقيها عروضاً إعلانية، قالت إنها تلقت بالفعل لكنها رفضتها كلها، وأن إدارة أعمالها تتكفل بالاهتمام بالأمر. أما أكثر عرض إعلاني جنوني تلقته، فقالت إنه كان وضع صورتها على علبة شاي، فعلى الرغم من شربها الشاي لكن رؤية وجهها على العلبة، اعتبرته أمراً غريباً.
(هافينغتون بوست)