تخلوا عنها فماتت برداً على بعد 7645 كلم من بيتها.. إليك قصتها
خرجت من بلدها الإفريقي الذي تتنازعه الحروب قبل أن تولد.. يمَّمت وجهها شطر الغرب، حاملة القليل من الأمتعة، والكثير من الأحلام التي ما لبثت أن حطمتها عاصفة ثلجية، وبعثرت أشلاءها على بعد 7645 كلم من بيت الشابة الصومالية.
أخيراً وصلت إلى تركيا، ومنها حاولت العبور وسط مجموعة من 30 مهاجراً غير شرعي إلى بلغاريا. كل شيء كان يهيئها نفسياً لتحقيق حلمها بعد أن اقتربت العشرينية السمراء من الخطوة الأخيرة لحدود القارة البيضاء (أوروبا). بلغاريا هي الأمل إذاً.
وهناك على الحدود بين تركيا وبلغاريا، وتحديداً قرب بلدة رافادينوفو على بعد حوالي 40 كلم من الحدود، ضبطت الشرطة مجموعة المهاجرين غير الشرعيين يوم الأحد 1 يناير/ كانون الثاني 2017، ولكن لم تكن الفتاة الصومالية بينهم.
إنهم ببساطة تخلوا عنها، هذا ما توصلت إليه الشرطة البلغارية خلال استجواب المهاجرين غير الشرعيين، حيث قالوا إنهم تركوها وسط عاصفة ثلجية لينجوا بأنفسهم.
وعلى جبل سترانجا (جنوب شرقي بلغاريا) عثرت الشرطة البلغارية الإثنين 2 يناير/ كانون الثاني 2017، على الفتاة الصومالية التي قطعت كل هذه المسافة من بيتها لتموت برداً.
ليست وحدها التي راحت ضحية العاصفة الثلجية، إذ عانى مراهقان صوماليان، فتى في الـ16 وفتاة في الـ14 من العمر من تجمد الأطراف، نتيجة الهبوط الشديد لدرجات الحرارة، الذي بلغ 10 درجات تحت الصفر ليلاً.
وبحسب الشرطة البلغارية، فقد ضمت المجموعة 25 أفغانياً وثلاثة باكستانيين وثلاثة صوماليين.
وتشهد بلغاريا، الواقعة على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي اكتظاظاً في مراكز استقبال المهاجرين، خصوصاً بعد إغلاق صربيا حدودها أمامهم لقطع الطريق إلى وسط وغرب أوروبا.