أولياء أمور على ابواب (التوجيهي)..دعم للطلبة ام قلق من الامتحان؟
يتزاحم اولياء الامور عند بوابات المدارس بلهفة تملؤها الدعوات والمناجاة والتذرع لله بان يقدم ابناؤهم امتحان الثانوية العامة «التوجيهي» على اكمل وجه.
واعتبر اولياء امور انها تمنح الطلاب دعما نفسيا، وتخفف من وطأة العبء النفسي الذي يتكبدونه طوال الفصل الدراسي.
في حين وجد اولياء امور ان هذا الجانب يعد محبطا للطلبة، مؤكدين ضرورة تعزيز الجانب الاعتمادي على النفس بالعمل على تحفيز شخصيتهم ليتمكنوا مستقبلا من مواجهة تبعات الحياة التي هي اصعب بكثير من مجرد امتحان.
وقالت ولي امر الطالبة «مريم عبيد» انها تصر على انتظار ابنتها عند بوابة المدرسة التي تقدم بها ابنتها امتحان «التوجيهي» وبحسب رايها انها تعتبرها نوعا من الدعم النفسي لها كي تتمكن من الاجابة على الاسئلة بكل اريحية دون خوف او توتر.
بدورها وجدت ولي امر الطالبة ميس علي ان انتظارها لابنتها نابع من تحمل المسؤولية الاجتماعية تجاه ابنتها التي لطالما انتظرت لتحصد ثمار السنوات السابقة من جهد وعمل ومتابعة لجميع المواد الدراسية، وحرصا منها على صحة ابنتها التي تشعر بالخوف عند بداية كل امتحان.
في الوقت الذي وجد فيه والد الطالبة ربى عدنان ان انتظار ابنته يعد واجبا تجاهها وانه يكمل مسيرته الابوية ليحيطها بالحنان والعطف التي تحتاجه في الاوقات العصيية-حسب وصفه- نظرا لكم الاجراءات التي تسبق الامتحان بظل تواجد امني يدعو بعض الطلبة للخوف، مثنيا بدور الجهات الامنية التي تسهل كافة الاجراءات امامهم لتخفف من وطاة مشاعر القلق لدى الطرفين الاهالي والطلبة.
في حين وجدت والدة الطالب عمر اللوزي انها تصر على البقاء في المنزل وانتظار ابنها لحين اكمال امتحانه لتقدم له الدعم بطريقة غير مباشرة وذلك بان يعتمد على نفسه وليقوي شخصيته ليتمكن مستقبلا من مواجهة تبعات الحياة التي هي اصعب بكثير من مجرد امتحان ثانوية عامة.
وقال دكتور علم الاجتماع ماجد الخياط في حديث لـ»الراي» ان هذا المشهد اصبح ظاهرة دخيلة على المجتمع تدعو مليا الى التوقف عند مسبباتها والحاجة من انتظارهم عند بوابات المدارس.
وارجع هذه الظاهرة الى التوجيهي الذي ما يزال يؤرق المجتمع نتيجة الاجراءات الصارمة التي تفرضها الجهات المسؤولة عن اداء الامتحان ونظرة المجتمع السلبية تجاه المخفق فيه.
ونوه الى ان امتحان الثانوية العامة لا يعني بالضرورة احد اسباب التفوق والنجاح في الحياة، بل يجب ان يكون جزءا مكملا من النشاط الاكاديمي الذي يسير به الطلبة بمختلف مراحلهم الدراسية.
واكد الخياط ان الحياة مليئة بالتحديات والعقبات التي تؤدي بالفشل تارة والنجاح تارة اخرى لذا وجب على الاهالي ان يسهلوا الامر امام ابنائهم لا ان يجعلوا منه العقبة الوحيدة في الحياة، بل ان هنالك جوانب حياتية تتطلب صلابة وتحملا لمواجهتها.
واضاف الخياط انه يعتبر وقوف الاهالي عند بوابات المدارس تحملا لجزء من المسؤولية المجتمعية تجاه ابنائهم للتخفيف من الاثر النفسي الذي يتكبدونه طوال العام الدراسي.
ولفت الخياط ان هذه الظاهرة قد ترمي بثمار سلبية على الطلبة الاخرين الذين لا يجدون من يتنظرهم نظرا لظروفهم الاسرية والتي تمدهم بالاحباط والتخاذل من نقص هذا الجانب في حياتهم.الراي