هذا هو طفل دار الأيتام الذي تعرض للتعذيب.. تبول على نفسه فعاقبته!
في الساعة السابعة من صباح يوم السبت الماضي، كانت المواطنة المصرية، أميرة عبداللطيف، تقف في شرفة منزلها بمنطقة التجمع الخامس والكائن أمام دار الأورمان لرعاية الأيتام بشرق القاهرة، وفجأة سمعت صرخات طفل صغير بالدار، يرفض ما تفعله به المشرفة من إجباره على الاستحمام بالماء البارد عقاباً له.
المواطنة قامت بتصوير الواقعة بالفيديو ونشرتها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وسرعان ما انتشر الفيديو كالنار في الهشيم وبدأت ردود الأفعال المستنكرة تتوالى، وتصب جام غضبها على الدار ومسؤوليها.
غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، قامت بتوجيه فريق التدخل السريع المركزي ومسؤولة دور الأيتام بالإدارة العامة للأسرة والطفولة في الوزارة بالتحرك نحو الدار للتحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات اللازمة، كما أرسلت الجمعية لجنة تحقيق مع المشرفة وهي أم بديلة حديثة التعيين، وليس لها خبرة بالعمل في دور الرعاية وحاصلة على مؤهل ثانوية عامة.
مسؤولو الدار: فصل الموظفة والأم البديلة نهائياً
وقالت الوزيرة في بيان لها إنه تم تحويل المشرفة إلى النيابة، بعد تحقيق الإدارة العامة للأسرة والطفولة معها، وفي ضوء ما تبين من صحة الواقعة كما قررت إلزام الجمعية بنقل الأطفال؛ وعددهم 15 إلى فروع أخرى لجمعية الأورمان بالجيزة، وهي فروع أكتوبر والمهندسين والتعاون حيث توجد أعمال صيانة بالدار لحين الانتهاء بالكامل منها.
اللواء ممدوح شعبان، مدير عام جمعية الأورمان كشف لـ "العربية" التفاصيل كاملة، وقال إنه فور تلقي الجمعية خبر الفيديو قامت الإدارة بالتحقيق الفوري، وتبين أن المشرفة التي قامت بتعذيب الطفل هي نهى محمد عبدالله، من مواليد العام 1997 وتبلغ من العمر 20 عاماً حاصلة على الثانوية العامة، وقامت بالواقعة في غياب الأم البديلة للطفل، والتي ثبت تقصيرها وإهمالها أيضا؛ لذا قامت الجمعية بإنهاء خدمتهما فوراً، وحررت محضراً بالواقعة، حمل رقم 277 إداري، وسلمت الأم البديلة في قسم التجمع الخامس، وجارٍ عرضها على النيابة.
وشكر رئيس الجمعية السيدة التي قامت ببث الفيديو، وطالب الجميع بالإبلاغ عن أي مخالفات أو وقائع في الجمعية ودورها.
وأضاف إن الطفل اسمه أحمد ويبلغ من العمر 4 سنوات، وتم استدعاء فريق طبي متكامل للكشف عليه، كما تم استدعاء مشرفين وخبراء للحديث معه وإزالة أي آثار نفسية للحادث عليه، مشيرا إلى أن الجمعية لها عشرات دور الأيتام في مصر والمحافظات الأخرى، وتقوم بدورها على أكمل وجه وما حدث في الدار واقعة فردية مؤسفة.
وأشار إلى أنه تم نقل الأطفال الصغار في الدار لدار أخرى لحين اكتمال الصيانة فيما تبقي بها الطلاب، الذين يخوضون امتحانات نصف العام، مضيفا أن الدار بها سخانات كبيرة للمياه، وما فعلته المشرفة كان حادثة فردية.
تبول على نفسه
وقالت الموظفة المتهمة في التحقيقات التي أجرتها الدار إنها فعلت ذلك، عقاباً للطفل لأنه تبول على نفسه وقامت بتغيير ملابسه مرتين طوال الليل، وفور قيامها بإيقاظه في الصباح اكتشفت أنه تبول للمرة الثالثة على نفسه، فطلبت منه أن يستعد للاستحمام قبل استيقاظ زملائه، لأنه يخجل منهم فرفض وخاف وصاح صارخا رافضا الاستحمام بالماء البارد، فهددته بالاستحمام بالماء البارد لو بال على نفسه مرة أخرى.
(العربية)