مختصون:الظروف الاقتصادية والاجتماعية تدفع بشباب إلى العنوسة
اجمع مختصون على أن نظرة الشباب للزواج وبناء الأسرة اختلفت نتيجة اختلاف المعايير والمفاهيم والنظرة للمؤسسة الزوجية واختلاف نمطية التفكير والقِيَم والعادات في مجتمعاتنا، حتى أصبحت هذه الظاهرة مشكلة اجتماعية (خطيرة).
وعزوا ارتفاع نسبة العزوبية عند الشباب الى اسباب، اقتصادية ،اجتماعية،نفسية والرغبة بعدم تحمل المسؤولية.
دكتور الارشاد النفسي محمد ابو شوك قال «اننا نشهد في الاونة الاخيرة عزوف الشباب عن الزواج وذلك لاسباب اقتصادية واجتماعية ونفسية، والسبب النفسي اراه الاكثر من وجهة نظري لما يتعرض له الشباب من افكار غريبة عن الزواج، مثل النكات السلبية المتعلقة بالزوجة والاولاد والمصاريف وتقنين الحرية، مما يؤدي الى تشويه فكرة الزواج الحقيقية لدى الشاب، وغير ذلك مما يسمعه من مواقف مشاكل وخلافات زوجية منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فكل هذا يؤدي الى غسيل دماغ لفكرة الزواج وتأخيره هو تأخير للمشاكل وتحمل المسؤولية».
واضاف»هناك انهدام النموذج الاساسي للزواج وهو الوالدين، فعندما تكون العلاقة بين الوالدين جافة وليس فيها حب وود واحترام متبادل، ولو على الاقل امام الاطفال فهذا يعكس صورة للزواج انه مشاكل وعدم استقرار فيحبذ الشباب الابتعاد حتى لايقع في خطأ والديه كما يعتقد، فالشباب يعشقون الحرية وعدم تحمل المسؤولية واعتقادهم ان الزواج هو القفص ولو كان ذهبيا فهو سجن وتقنين للحرية.
ثورة ثقافية وتوعوية
وقال دكتور علم الاجتماع في جامعة الحسين بن طلال هاشم الطويل «لقد شرعت الديانات السماوية جميعها الزواج لمقاصد سامية، ولتحقيق أهداف نبيلة، كونه أهم وسائل العفاف والحصانة، والزواج شأن اجتماعي وليس فردي، وممارسة اجتماعية غاياتها وأهدافها عديدة ، أهمها المحافظة على الجنس البشري».
ونوه الطويل الى انه هناك خطأ شائعا في التسمية ( العزوف عن الزواج )، بل هو عدم المقدرة على الزواج، وبالتالي يترتب على ذلك (تأخر سن الزواج)، وهو كذلك مرتبط بقضية أخرى وهي (العنوسة).
إواشار الى ان ظاهرة تأخّر سِنّ الزواج التي أصابت مجتمعنا الأردني والمجتمعات العربية بشكل عام، لم تعان منها مجتمعاتنا لعهد قريب، أما اليوم فقد اختلفت النظرة لقضية الزواج وبناء الأسرة نتيجة اختلاف المعايير والمفاهيم والنظرة للمؤسسة الزوجية واختلاف نمطية التفكير والقِيَم والعادات في مجتمعاتنا، حتى أصبحت هذه الظاهرة مشكلة اجتماعية (خطيرة)، لأن تأخر سن الزواج لا بُد أن تتولد أو تنتج عنه مشكلات أخرى، فمستقبل المجتمع بات في خطر، لأن تأخّر الزواج يعني تراجعاً في بناء المجتمع المرتبط بصورة وثيقة بالفئة الشابّة، وتأخّر الزواج وقلّته يفقدان المجتمع حلقة الشباب أو يعملا على تضييقها.
وبين الطويل الأسباب عزوف الشباب عن الزواج متشابكة ومترابطة، وأساسها اقتصادي وتربوي واجتماعي وثقافي، حيث أصبح للأمور المادية والطبقية الأولوية في عملية القبول للشاب وربما للفتاة أيضاً ،الا انه قد تغيّرت تربية الآباء والأمّهات للأبناء حتى أصبحوا يشعرون أنهم فاقدو القدرة على تحمل المسؤولية، ناهيك عن ارتفاع نسبة الفقر وتفشّي البطالة بين أبناء المجتمع، وكذلك الانخفاض الملحوظ في مستوى دخل الشباب، الذي يجعل منه غير قادر على بناء منزل أو حتّى تحمل مسؤوليّات ماديّة جديدة، والتكاليف الباهظة للزواج.
ولفت الى أسباب وعوامل نفسية كإصرار الفتيات على العيش في بيت مستقل، أو عدم رغبة الشاب في تقييد حريته، والبعد عن الدين الذي تفشّى بين الشباب، كذلك انعدام الثقة بين الطرفين، والخشية من المستقبل في ظل الظروف القاسية المحيطة، والخشية من حدوث الطلاق.
وبين الطويل ان إرتفاع ( سن الإعداد ) لدى الطرفين ساعد على تأخر الزواج أيضاً، فارتفاع سن التعليم عند الفتاه، ومن ثم حصولها على عمل، كذلك توجّه الشباب إلى الدول الأجنبية وهروبهم من الظروف السياسيّة والاقتصاديّة ، وزواجهم من فتيات هذه الدول، هروباً من الشروط التعجيزية في بلدانهم، ناهيك عن انغماسهم في الحضارة التكنولوجية (عيشاً واستخداماً)، الا ان غياب دور المؤسسات الأهلية والرسمية في التوعية في التصدي لهذه الظاهرة قد يؤدي إلى نتائج وخيمة.
واضاف الى ان فقدان الثقة بالمرأة وشعورها بالنقص، السخط على المجتمع وسوء التكيّف الاجتماعي، الميل للوحدة والانعزالية وتحميل الأهل أحياناً مسؤولية عدم الزواج، الشعور الدائم بالحسرة، عدم استقرار المجتمع، انتشار أنواع لم نعهدها من الزواج كالمسيار والمسفار والفريند وغيرها، توسيع الفجوة بين الآباء والأبناء بسبب فارق السِن بينهم ايضا.
ودعا الطويل الحكومة بمؤسساتها المختلفة خاصة الجهات المسؤوله عن العمل والاسكان،في تأمين فرص عمل وزيادة الدخل، وبناء وحدات سكنية بمعايير مقبولة للشباب ، وبث الوازع الديني ونشر تعاليم الشرع حول تسهيل الزواج وتخفيف المهور وتبيان الآثار السلبية لتأخير الزواج،من خلال المساجد ووسائل الاعلام كافّة والتي تُعد الحربة الأصعب هنا (سلاح ذو حدين )، فعليه مسؤوليةتوعوية ورقابية في الوقت نفسه.
واكد مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان ان هنالك ارتفاعا متزايدا لمتوسط سن الزواج لدى الجنسين حيث يصل معدل سن الزواج للذكور ما يزيد عن 29 عاما وبالنسبة للاناث يقارب 27 عاما.
واشار سرحان الى دراسة سابقة لجمعية العفاف اظهرت وجود الى مايقارب من 120 الف فتاة تجاوزت اعمارهن 30 عاما ولم يسبق لهن الزواج ولاشك ان هنالك اسباب متعددة للارتفاع سن الزواج ومنها الدخل والارتفاع الكبير لتكاليف الزواج ابتداء من تكاليف الجاهه والخطبة وحفلة العرس والاثاث وغيرها من مستلزمات البيت الزوجية والتوالتي يؤدي في كثير من الحالات الى تحمل الزوج لاعباء الديون مما يؤثر سلبا على استقرار الاسرة الناشئة من تلك الاسباب لتاخير سن الرواج اسباب اجتماعية ومنها تغير النظرة لقيمة الاسرة والزواج واصرار بعض الاهل على زواج البنت الكبرى اولا مما يؤثر على فرص الاخريات بالزواج كما ان انتشار التعليم وخصوصا التعليم العالي اثر على سن الزواج من حيث الارتفاع.
وتحدث سرحان عن دور جمعية العفاف الخيرية التي تاسست للعمل على تيسير سن الزواج والمحافظة على استقرار الاسرة التي تقوم بتنظيم حفلات زفاف جماعية بهدف مساعدة الشباب والفتيات على الزواج وتقليل التكاليف.الراي