jo24_banner
jo24_banner

اخصائيون لجو24: وسائل التواصل رفعت حالات الانتحار.. ودعوات لتفعيل دور الاسرة

اخصائيون لجو24: وسائل التواصل رفعت حالات الانتحار.. ودعوات لتفعيل دور الاسرة
جو 24 :
مالك عبيدات - شهد الأردن خلال الفترة القليلة الماضية ارتفاعا ملحوظا في عدد حالات الانتحار، حيث تم تسجيل 46 حالة انتحار في اقل شهرين، كانت منها 5 حالات خلال يومين، إضافة إلى ثني 5 حالات عن الانتحار بنفس الفترة.

وعزا خبراء واخصائيون تربويون ونفسيون إلى أن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الانتحار في الاردن تعود إلى تراجع الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والدينية.

ابو سنينة: وسائل التواصل سبب من اسباب الانتحار

رئيس قسمي الأصول والإدارة التربوية والمناهج وطرق التدريس في جامعة عمان العربية، الدكتور عودة أبو سنينة، يرى أن الانتحار يعتبر اقصى حالات الاعتداء على الذات بحيث يكون الشخص قد وصل الى مرحلة من اليأس والاكتئاب تمنعه من التراجع عن ذلك الفعل، معتبرا أن كل الأبواب قد سُدت في وجهه.

وأضاف أبو سنينة لجو24 أن ارتفاع حالات الانتحار في المملكة يعود الى عدة عوامل اقتصادية كالفقر وارتفاع الاسعار، إضافة إلى عوامل اجتماعية كالبطالة وثقافة العيب والمتغيرات التي طرأت على المجتمع بشكل عام نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي.

ولفت الى ان العامل الاهم في انتشار ظاهرة الانتحار مرتبط بغياب الوازع الديني بين جيل الشباب وضعف الايمان الذي أدى الى تغيرات في القيم الاجتماعية والثقافية وخلق ثقافة بعيدة عن مجتمعهم وجعلهم فريسة سهلة للتطرف او الانحلال، بحيث وصل الشباب الى وضع لا يستطيعون التفريق فيه بين الصواب والخطأ، الأمر الذي تسبب بصراع داخلي واكتئاب عندهم وبالتالي دفعهم الى الانتحار.

وأشار ابو سنينة إلى أن الظروف المحيطة والحروب والصراعات واستخدام القوة المفرطة من قبل الدول العظمى خلقت نوعا من الاضطراب لدى هؤلاء الشباب جعلتهم يكفرون بكل شئ من حولهم ووضعهم في دائرة صراعات نفسية مستمرة.

وأشار الى ان غياب دور الاسرة في التربية وترك الشباب والاطفال لساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي خلقت مزيدا من الصراع النفسي الذي جعلهم يعيشون في دوامات عرضتهم للاحباط والاكتئاب نتيجة بعدهم عن المجتمع والواقع.

وشدد أبو سنينة على ضرورة التركيز على دور الاسرة في التربية والتعليم وتقوية الروابط الاجتماعية والدينية ومراقبة الابناء بشكل مستمر لمعالجة أي خلل قد يؤدي إلى الانتحار.

ابو مغلي: عدم التكيف مع الظروف سبب للانتحار

وفي ذات السياق، قال رئيس الجمعية الاردنية للطب النفسي، الدكتور سمير ابو مغلي، إن ظاهرة الانتحار توحي للشخص بأن هناك عوامل وضغوط نفسية واجتماعية تدفعه الى الانتحار بالهروب الى الموت.

ولفت ابو مغلي لجو24 الى انه من الصعب حصر العوامل وتحديد السبب الرئيس الذي يدفع الاشخاص الى الانتحار، مبينا أن هناك ضغوطا نفسية واجتماعية لا يستطيع الانسان التكيف معها وبالتالي تدفعه الى الانتحار.

وأشار الى ان هناك اسبابا متعددة مرتبطة بالفئات العمرية المختلفة قد تؤدي الى الانتحار، فكبار السن الذين يعانون من ظروف مادية صعبة ولا يجدون رعاية من قبل الدولة لتأمين العلاج لهم تجدهم يحاولون انهاء حياتهم للتخلص من تلك الظروف، أما فيما يتعلق بفئة الشباب، فإن عدم توفر فرص عمل لهم لتمكينهم من العيش والتقدم في الحياة يتسبب باختيارهم الانتحار وتفضيلهم له للتخلص من كل ذلك البؤس.

وشدد ابو مغلي على ان انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي الحديث قد يلعبان دورها مهما في الاقدام على الانتحار، بحيث يصبح الشخص في ظلهما غير قادر على تحقيق طموحاته وتطلعاته، وبالتالي فإنه يلجأ الى الانتحار للفت الناس له ولقضيته.

وبين ان غياب العدالة الاجتماعية وانتشار سياسة الغاب تؤدي الى انتشار ظاهرة الانتحار،مؤكدا على ضرورة قيام الجهات المختصة بايجاد حلول جذرية للتخلص منها وتوعية الشباب بمخاطر الاقدام عليها وتقوية الروابط الدينية لديهم ودفعهم الى النظر بايجابية الى الحياة.

الديري: الانتحار تحول من ظاهرة الى حالة اجتماعية

من جانبها،قالت الناشطةالحقوقية والمساعدة التنفيذية في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في عماناماني الديري، ان الانتحار لم يعد ظاهرة اجتماعية وإنما تحول الى حالة اجتماعية يجب النظر اليها باهتمام ودق ناقوس الخطر حولها ومعرفة الاسباب التي تدفع الشباب اليها.

وقالت الديري لجو24 إن حالة الركود الاجتماعي وارتفاع معدلات البطالة والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة كلها تنذر بكارثة اجتماعية تستوجب تظافر الجهود لحلها من قبل الحكومات ومنظمات المجتمع المدني.

وأشارت الى ان وصول الانسان الى مرحلة ينهي بها حياته بطرق بشعة كقطع شرايينه او شنق نفسه تعني انه وصل الى مرحلة اللاوعي ليتخلص من الضغوطات النفسية التي يعاني منها.
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير