مثيرو الشفقة.. تسوّل بأسلوب جديد لكسب المال
جو 24 :
لم يعُد الإستجداء وسؤال الناس الحاجة دوافع حقيقية لكشف العوز والفاقة، التي تعيشها أعداد كبيرة من المواطنين بإسلوبها الكلاسيكي القديم، إنما بدأت تظهر في صور غير تقليدية نلمسها بشكل يومي، ليس فقط في مواقع التسول المعروفة وحسب، بل في أماكن العمل سواء في القطاع العام أو الخاص.
مثيرو الشفقة هم جزء من نسيج المجتمع الذين يعيشون إقتصاد الكفاف، من خلال دخول متدنية لا تفي بالإحتياجات كافة، فقد تجدهم على صورة عامل يؤدي عمله بطريقة مثيرة للشفقة، لأنه يبدو يمارس عملاً جليلاً، وهو يكنُس أحد الشوارع، لكنه بذات الوقت؛ يحفز عواطف المارة لدفع ما يجودون به، كما أن المشهد يتكرر في دائرة ما، حين يُوهمك أحدهم بأنه سيُنجز لك المعاملة بسرعة لكنه لا يتردد في قبول الجزاء.
الحال لا يختلف مع سائق تاكسي يتذمر من أحواله المادية، لأن السيارة التي يعمل عليها (ضمان) لعله يحصل على أجرة زيادة، وهو ذات الشيء عند بعض أصحاب المهن، وفي الأسواق الشعبية الأخرى، وقد يمتد الأمر لأكثر من ذلك لتصل حد الرشوة، التي لم تصل حد الظاهرة في مجتمعنا حتى اليوم.
أيضا ثمة تغول من أصحاب الحرف على المواطن، فقد يختلف الاتفاق على الأجور بعد الشروع في العمل وسط التأفف والتذمر والشكوى من ضيق الحال، بهدف الحصول على مبالغ زيادة عن المبالغ المتفق عليها.
مشاهد إثارة الشفقة أصبحت تتمدد في كثير من مناطق المملكة، إبتداء من المدن الكبيرة، وإنتهاء بالقرى ومناطق التجمعات السكنية والمهنية الصغيرة؛ تلك الحالة باتت مألوفة لدى المواطن الأردني، يلمسها في حياته اليومية بإستمرار، لكن المشكلة تكمن أن ردود الفعل العاطفية لدى عديد الشعب تجبرهم على الدفع عن طيب خاطر.
لا أحد يُنكر بأن أصحاب الدخول المحدودة بدأوا يتململون من ضيق ذات اليد، وسط الزيادة الكبيرة في الأسعار، والضرائب، حسب ما ذكر التاجرعبدالحليم حسين، لكنه يرى بأن الأمور زادت عن الحد، وأصبح الكثير يلجأون للكسب بهذا الطريقة، التي لم تعد مُخجلة ومعيبة للبعض كما كانت في السابق.
هذا الأمر يتفق مع قول عمر شكيب معلم مدرسة، فهناك الآلاف من المواطنين لا يجدون قرشاً واحداً بعد مرور إسبوع على الراتب، وبالتالي فإن اللجوء للإستدانة لم يعد الحل، وسط إمتناع الكثير عن إقراض الناس لأسباب تتعلق بعدم السداد، فإن الأمر نحى منحىً آخر، وهو الرشوة المغلفة بأطار (الإكراميات).
تلك قضايا باتت تطفو على السطح لدى الفئة الأقل حظاً وفئة الموظفين الصغار أو ممن يتقاضون رواتب متدنية، كما أن طلب المال بجرأة أمراً مألوفاً، بعد أن كان عيباً ذات زمن.
مهتمون في القضايا الإجتماعية، يرون بأن السواد الأعظم من المواطنين هم دون خط الفقر، والدليل أن معيشتهم أصبحت ذات تكاليف باهظة، في ظل دخول متواضعة، لم يجرِ عليها زيادة، بحيث أصبح هناك تضخماً كبيراً ما بين الدخول والإستهلاك.
لذلك فإن إستخدام إسلوب الشفقة هو المعمول به حالياً لجلب المال، بهدف الإنفاق عند الكثيرين، لكن البعض الآخر يجده طريقة لمهنة التسول التي تُعد الأسهل في جمع المال؛ غير أن الخوف أن تتطور العملية من نظرة شفقة لمطلب مباشر يتخذ مسميات عديدة.
ربما تكون الصور السالفة الذكر لإثارة الشفقة، مناظر غير حضارية لتسويق الأردن سياحياً وإقتصادياً، خاصة وأن أصحابها يعملون في وظائف رسمية، ومن باب أولى أن يؤدون عملهم بإخلاص؛ وهذا يقع على عاتق المؤسسات الرسمية بمزيد من الرقابة، والبحث عن حلول لرفع الرواتب، ومراقبة تغول التجار، للتخفيف من خطورة أن يتحول إستدرار الشفقة إلى طلب الرشوة!!.الراي
مثيرو الشفقة هم جزء من نسيج المجتمع الذين يعيشون إقتصاد الكفاف، من خلال دخول متدنية لا تفي بالإحتياجات كافة، فقد تجدهم على صورة عامل يؤدي عمله بطريقة مثيرة للشفقة، لأنه يبدو يمارس عملاً جليلاً، وهو يكنُس أحد الشوارع، لكنه بذات الوقت؛ يحفز عواطف المارة لدفع ما يجودون به، كما أن المشهد يتكرر في دائرة ما، حين يُوهمك أحدهم بأنه سيُنجز لك المعاملة بسرعة لكنه لا يتردد في قبول الجزاء.
الحال لا يختلف مع سائق تاكسي يتذمر من أحواله المادية، لأن السيارة التي يعمل عليها (ضمان) لعله يحصل على أجرة زيادة، وهو ذات الشيء عند بعض أصحاب المهن، وفي الأسواق الشعبية الأخرى، وقد يمتد الأمر لأكثر من ذلك لتصل حد الرشوة، التي لم تصل حد الظاهرة في مجتمعنا حتى اليوم.
أيضا ثمة تغول من أصحاب الحرف على المواطن، فقد يختلف الاتفاق على الأجور بعد الشروع في العمل وسط التأفف والتذمر والشكوى من ضيق الحال، بهدف الحصول على مبالغ زيادة عن المبالغ المتفق عليها.
مشاهد إثارة الشفقة أصبحت تتمدد في كثير من مناطق المملكة، إبتداء من المدن الكبيرة، وإنتهاء بالقرى ومناطق التجمعات السكنية والمهنية الصغيرة؛ تلك الحالة باتت مألوفة لدى المواطن الأردني، يلمسها في حياته اليومية بإستمرار، لكن المشكلة تكمن أن ردود الفعل العاطفية لدى عديد الشعب تجبرهم على الدفع عن طيب خاطر.
لا أحد يُنكر بأن أصحاب الدخول المحدودة بدأوا يتململون من ضيق ذات اليد، وسط الزيادة الكبيرة في الأسعار، والضرائب، حسب ما ذكر التاجرعبدالحليم حسين، لكنه يرى بأن الأمور زادت عن الحد، وأصبح الكثير يلجأون للكسب بهذا الطريقة، التي لم تعد مُخجلة ومعيبة للبعض كما كانت في السابق.
هذا الأمر يتفق مع قول عمر شكيب معلم مدرسة، فهناك الآلاف من المواطنين لا يجدون قرشاً واحداً بعد مرور إسبوع على الراتب، وبالتالي فإن اللجوء للإستدانة لم يعد الحل، وسط إمتناع الكثير عن إقراض الناس لأسباب تتعلق بعدم السداد، فإن الأمر نحى منحىً آخر، وهو الرشوة المغلفة بأطار (الإكراميات).
تلك قضايا باتت تطفو على السطح لدى الفئة الأقل حظاً وفئة الموظفين الصغار أو ممن يتقاضون رواتب متدنية، كما أن طلب المال بجرأة أمراً مألوفاً، بعد أن كان عيباً ذات زمن.
مهتمون في القضايا الإجتماعية، يرون بأن السواد الأعظم من المواطنين هم دون خط الفقر، والدليل أن معيشتهم أصبحت ذات تكاليف باهظة، في ظل دخول متواضعة، لم يجرِ عليها زيادة، بحيث أصبح هناك تضخماً كبيراً ما بين الدخول والإستهلاك.
لذلك فإن إستخدام إسلوب الشفقة هو المعمول به حالياً لجلب المال، بهدف الإنفاق عند الكثيرين، لكن البعض الآخر يجده طريقة لمهنة التسول التي تُعد الأسهل في جمع المال؛ غير أن الخوف أن تتطور العملية من نظرة شفقة لمطلب مباشر يتخذ مسميات عديدة.
ربما تكون الصور السالفة الذكر لإثارة الشفقة، مناظر غير حضارية لتسويق الأردن سياحياً وإقتصادياً، خاصة وأن أصحابها يعملون في وظائف رسمية، ومن باب أولى أن يؤدون عملهم بإخلاص؛ وهذا يقع على عاتق المؤسسات الرسمية بمزيد من الرقابة، والبحث عن حلول لرفع الرواتب، ومراقبة تغول التجار، للتخفيف من خطورة أن يتحول إستدرار الشفقة إلى طلب الرشوة!!.الراي