58 بالمئة من الجيل الإسرائيلي الجديد يريدون الهجرة النهائية و40 بالمئة يريدون الهروب
جو 24 : مما لا شك فيه أن ما يُطلق عليها في المعجم الصهيوني المشكلة الديمغرافية تقُض مضاجع صناع القرار في الدولة العبرية منذ تأسيسها، وفي الآونة الأخيرة باتت هذه المسألة تُعتبر خطرًا إستراتيجيُا على دولة الاحتلال، خصوصا في ظل تراجع استجلاب اليهود إلى فلسطين، وبالمقابل ازدياد أعداد الإسرائيليين، الذين يُهاجرون منها إلى الغرب، علاوة على ذلك، يُرجح مراقبون أن الهدف الأساسي الصهيوني من منع إيران الحصول على القنبلة النووية، هو خشيتها من أنْ يؤدي ذلك إلى تنامي ظاهرة الهجرة المعاكسة.
وفي هذا السياق كشفت نتيجة استطلاع، نشرته أمس صحيفة 'هآرتس' العبرية أن نحو 40 بالمئة من الإسرائيليين يفكرون بالهجرة والعيش في دولة آخرى في حال تسنى لهم ذلك. كما جاء في الاستطلاع أن 37 بالمئة من المشاركين أعلنوا أنهم يدرسون الانتقال للعيش في دولة أخرى في المستقبل، علما بأن 2 بالمئة فقط من هؤلاء ينفذون فعلاً هذا الأمر ويهاجرون إلى دول أخرى، وبحسب الصحيفة فإن نتائج هذا الاستطلاع مفاجئة في ظل المعطيات الرسمية لدائرة الإحصائيات المركزية التي تقول إن ميزان الهجرة هو إيجابي لصالح إسرائيل وليس سلبيا. ولفتت مع ذلك إلى أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين يريدون، بدرجات متفاوتة، البحث عن مكان آخر للعيش فيه، إذ أن الميل العام عند هؤلاء هو البحث دولة أخرى لها أولية بارزة وخاصة لدى شريحة من تتراوح أعمارهم بين 30-39 عاما من العلمانيين والأجيرين وأيضا عند مستوطني الجنوب ومنطقة المركز في دولة الاحتلال، علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن الاستطلاع أجري قبل العدوان الأخير على قطاع غزة.
إلى ذلك كشفت الصحيفة أن بحثًا أعده يوسي هيرباس في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة تل أبيب بين أن أكثر من 100 ألف إسرائيلي ملكوا في العام 2007 جواز سفر أجنبيًا لدول من أوروبا الوسطى، وهو ما شكل ارتفاعا بنسبة 100 بالمئة مقارنة بعدد حاملي الجنسيات المزدوجة الذي سجل في العام 2000.
ورأت الصحيفة أن العامل الأساسي والمفاجئ في تحديد الرغبة بالهجرة ليس نابعا من الأوضاع الأمنية، بل من الأوضاع الاقتصادية، وأن الذين يهاجرون لأسباب أيديولوجية، معارضة الاحتلال والقوانين غير الديمقراطية هم قلة فقط. وفي هذا السياق نوهت الصحيفة إلى بحث نشره البروفيسور سرجيو ديلي - بيرجولا من الجامعة العبرية في القدس والذي أظهر أن 14 ألف صهيوني قد غادروا إسرائيل في العام 2012 ولم يعودوا إليها.
يُشار إلى أنه في آخر استطلاع للرأي أجرته جماعة تطلق على نفسها اسم (شبيبة هرتسل) تبين من نتائجه أن منسوب الخوف على مستقبل إسرائيل ارتفع في وسط الشباب الإسرائيلي بنسبة 71 بالمئة بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك في مصر. وعلق ديفيد شاحاك (23 عاماً) متسائلاً من أين لإسرائيل أن تصمد ويكون لها مستقبل آمن في المنطقة بعد هذا التسونامي الشعبي الجارف في مصر وتونس واليمن، وأضاف: العرب لا يريدوننا أن نكون في المنطقة، وكذلك حكامنا الحمقى الذين أهدروا كل فرص السلام الجدية مع الشعوب العربية. لأن السلام القوي والواثق لا يقوم إلا بين الشعوب وليس بين الأنظمة، ولذلك فقد وطنتُ نفسي على الهجرة إلى الولايات المتحدة، ولن أعود إلى بلد الجحيم إسرائيل بعد الآن.
وقالت شابة إسرائيلية تدعى سارة دراعي (21 سنة): أعيش خوفًا لا مثيل له على نفسي، وعلى عائلتي، وعلى مجتمع إسرائيل ككل. لا مستقبل لنا بفضل حكامنا الذين لا يبشرون إلا بالحروب، يقولون بالسلام وينحرونه في اليوم التالي، يحتالون علينا وعلى حياتنا ومستقبلنا بالمزيد من استعداء العرب واستفزازهم، وأضافت: سوف يأتي يوم لن تكون الشعوب العربية فيه إلا متأهبة وبكل الشروط العملية ضدنا، المستقبل للعرب في بلدانهم وفي المنطقة، وليس لنا، وكل ذلك بفضل جهل حكامنا ومرضهم واستعلائهم ورؤوسهم الحامية وإصرارهم على محاربة الأوهام، على حد تعبيرها. هذا وجاءت نتيجة الاستفتاء المذكور، والذي شمل نحو 3 آلاف إسرائيلي، داخل إسرائيل وخارجها، لتقول إن 58 بالمئة من الجيل الإسرائيلي الجديد يريدون الهجرة القطعية والنهائية مع بلدهم.
وفي العام 2010 أظهر استفتاء أكاديمي خاص بالهجرة العكسية في إسرائيل أن 6 بالمئة من المغادرين كن من النسوة اليهوديات. وأن الوكالة اليهودية طلبت من المعنيين بالاستفتاء وقف الاستمرار بإعلان نتائج استفتائهم، وذلك تحت طائلة المسؤولية القانونية وبند الإساءة إلى أمن البلاد.
جدير بالذكر، أنه بحسب المصادر الإسرائيلية فإن أغلب الهجرات اليهودية المعاكسة من إسرائيل كانت تتجه في نهاية مطافها إلى الولايات المتحدة. وتأتي بوصلة توجه المهاجرين الآخرين منهم بعد ذلك إلى ألمانيا والتي فيها الآن أكثر من 210 آلاف يهودي روسي، تليها أستراليا التي استقبلت بدورها 75 ألف مهاجر إسرائيلي، ثم كندا التي استقبلت أكثر من 103 آلاف مهاجر، فيما استقر عشرات الألوف منهم في فرنسا والنمسا والدول الاسكندينافية وإيطاليا وأسبانيا إلخ.
في السياق ذاته، يطرح '(معهد سياسة الشعب اليهودي) في تقريره الأخير للعامين 2011- 2012، ومن جديد، مسألة اغتراب الأجيال اليهودية الناشئة عن إسرائيل والأطر اليهودية والصهيونية، وهذه القضية تطرح على جدول أعمال الكثير من المعاهد والمؤسسات البحثية، كون أن الاغتراب وعدم الانخراط في المؤسسات اليهودية في أوطان اليهود المختلفة، يقللان إلى درجة كلية احتمالات أن يهاجر هؤلاء إلى إسرائيل. ويتركز تقرير المعهد المذكور في الجانب الإبداعي والثقافي لأبناء الديانة اليهودية في أوطانهم، إلا أنه في سياق التقرير ظهرت لهجة قلق من توجهات الأمريكيين اليهود إذ جاء: لدى الكثير من القادة الشباب من اليهود الأمريكيين، باتت أسئلة العدالة الاجتماعية ثاقبة أكثر، بشكل خاص حينما ينتقد هؤلاء السياسة الإسرائيلية، وهذا الأمر يسري على مستوى الأفراد، وأيضا على مستوى المؤسسات.
وتابع التقرير قائلاً إن إن هناك من يسمي هذه الشريحة بشريحة النخبة التقدمية الـ(ما بعد صهيونية)، كأولئك الناشطين في (صندوق إسرائيل الجديدة) وفي منظمة (جي ستريت)، التي هي تؤيد السلام وتؤيد إسرائيل وتؤيد الفلسطينيين.
وخلص التقرير إلى القول: من الجدير ذكره أن هؤلاء ليسوا الأصوات الوحيدة الصادرة عن جيل الشبان المتجددين، فهناك كثيرون منهم مؤيدون لإسرائيل، بالمفهوم القديم المتبع للتأييد، إلا أن كثرة التنظيمات البديلة التي تتمسك برؤى يهودية ليست تقليدية، تشكل مؤشرًا للعولمة وتعدد الثقافات اليهودية، على حد تعبيره.
القدس العربي
وفي هذا السياق كشفت نتيجة استطلاع، نشرته أمس صحيفة 'هآرتس' العبرية أن نحو 40 بالمئة من الإسرائيليين يفكرون بالهجرة والعيش في دولة آخرى في حال تسنى لهم ذلك. كما جاء في الاستطلاع أن 37 بالمئة من المشاركين أعلنوا أنهم يدرسون الانتقال للعيش في دولة أخرى في المستقبل، علما بأن 2 بالمئة فقط من هؤلاء ينفذون فعلاً هذا الأمر ويهاجرون إلى دول أخرى، وبحسب الصحيفة فإن نتائج هذا الاستطلاع مفاجئة في ظل المعطيات الرسمية لدائرة الإحصائيات المركزية التي تقول إن ميزان الهجرة هو إيجابي لصالح إسرائيل وليس سلبيا. ولفتت مع ذلك إلى أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين يريدون، بدرجات متفاوتة، البحث عن مكان آخر للعيش فيه، إذ أن الميل العام عند هؤلاء هو البحث دولة أخرى لها أولية بارزة وخاصة لدى شريحة من تتراوح أعمارهم بين 30-39 عاما من العلمانيين والأجيرين وأيضا عند مستوطني الجنوب ومنطقة المركز في دولة الاحتلال، علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن الاستطلاع أجري قبل العدوان الأخير على قطاع غزة.
إلى ذلك كشفت الصحيفة أن بحثًا أعده يوسي هيرباس في قسم العلوم الاجتماعية بجامعة تل أبيب بين أن أكثر من 100 ألف إسرائيلي ملكوا في العام 2007 جواز سفر أجنبيًا لدول من أوروبا الوسطى، وهو ما شكل ارتفاعا بنسبة 100 بالمئة مقارنة بعدد حاملي الجنسيات المزدوجة الذي سجل في العام 2000.
ورأت الصحيفة أن العامل الأساسي والمفاجئ في تحديد الرغبة بالهجرة ليس نابعا من الأوضاع الأمنية، بل من الأوضاع الاقتصادية، وأن الذين يهاجرون لأسباب أيديولوجية، معارضة الاحتلال والقوانين غير الديمقراطية هم قلة فقط. وفي هذا السياق نوهت الصحيفة إلى بحث نشره البروفيسور سرجيو ديلي - بيرجولا من الجامعة العبرية في القدس والذي أظهر أن 14 ألف صهيوني قد غادروا إسرائيل في العام 2012 ولم يعودوا إليها.
يُشار إلى أنه في آخر استطلاع للرأي أجرته جماعة تطلق على نفسها اسم (شبيبة هرتسل) تبين من نتائجه أن منسوب الخوف على مستقبل إسرائيل ارتفع في وسط الشباب الإسرائيلي بنسبة 71 بالمئة بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك في مصر. وعلق ديفيد شاحاك (23 عاماً) متسائلاً من أين لإسرائيل أن تصمد ويكون لها مستقبل آمن في المنطقة بعد هذا التسونامي الشعبي الجارف في مصر وتونس واليمن، وأضاف: العرب لا يريدوننا أن نكون في المنطقة، وكذلك حكامنا الحمقى الذين أهدروا كل فرص السلام الجدية مع الشعوب العربية. لأن السلام القوي والواثق لا يقوم إلا بين الشعوب وليس بين الأنظمة، ولذلك فقد وطنتُ نفسي على الهجرة إلى الولايات المتحدة، ولن أعود إلى بلد الجحيم إسرائيل بعد الآن.
وقالت شابة إسرائيلية تدعى سارة دراعي (21 سنة): أعيش خوفًا لا مثيل له على نفسي، وعلى عائلتي، وعلى مجتمع إسرائيل ككل. لا مستقبل لنا بفضل حكامنا الذين لا يبشرون إلا بالحروب، يقولون بالسلام وينحرونه في اليوم التالي، يحتالون علينا وعلى حياتنا ومستقبلنا بالمزيد من استعداء العرب واستفزازهم، وأضافت: سوف يأتي يوم لن تكون الشعوب العربية فيه إلا متأهبة وبكل الشروط العملية ضدنا، المستقبل للعرب في بلدانهم وفي المنطقة، وليس لنا، وكل ذلك بفضل جهل حكامنا ومرضهم واستعلائهم ورؤوسهم الحامية وإصرارهم على محاربة الأوهام، على حد تعبيرها. هذا وجاءت نتيجة الاستفتاء المذكور، والذي شمل نحو 3 آلاف إسرائيلي، داخل إسرائيل وخارجها، لتقول إن 58 بالمئة من الجيل الإسرائيلي الجديد يريدون الهجرة القطعية والنهائية مع بلدهم.
وفي العام 2010 أظهر استفتاء أكاديمي خاص بالهجرة العكسية في إسرائيل أن 6 بالمئة من المغادرين كن من النسوة اليهوديات. وأن الوكالة اليهودية طلبت من المعنيين بالاستفتاء وقف الاستمرار بإعلان نتائج استفتائهم، وذلك تحت طائلة المسؤولية القانونية وبند الإساءة إلى أمن البلاد.
جدير بالذكر، أنه بحسب المصادر الإسرائيلية فإن أغلب الهجرات اليهودية المعاكسة من إسرائيل كانت تتجه في نهاية مطافها إلى الولايات المتحدة. وتأتي بوصلة توجه المهاجرين الآخرين منهم بعد ذلك إلى ألمانيا والتي فيها الآن أكثر من 210 آلاف يهودي روسي، تليها أستراليا التي استقبلت بدورها 75 ألف مهاجر إسرائيلي، ثم كندا التي استقبلت أكثر من 103 آلاف مهاجر، فيما استقر عشرات الألوف منهم في فرنسا والنمسا والدول الاسكندينافية وإيطاليا وأسبانيا إلخ.
في السياق ذاته، يطرح '(معهد سياسة الشعب اليهودي) في تقريره الأخير للعامين 2011- 2012، ومن جديد، مسألة اغتراب الأجيال اليهودية الناشئة عن إسرائيل والأطر اليهودية والصهيونية، وهذه القضية تطرح على جدول أعمال الكثير من المعاهد والمؤسسات البحثية، كون أن الاغتراب وعدم الانخراط في المؤسسات اليهودية في أوطان اليهود المختلفة، يقللان إلى درجة كلية احتمالات أن يهاجر هؤلاء إلى إسرائيل. ويتركز تقرير المعهد المذكور في الجانب الإبداعي والثقافي لأبناء الديانة اليهودية في أوطانهم، إلا أنه في سياق التقرير ظهرت لهجة قلق من توجهات الأمريكيين اليهود إذ جاء: لدى الكثير من القادة الشباب من اليهود الأمريكيين، باتت أسئلة العدالة الاجتماعية ثاقبة أكثر، بشكل خاص حينما ينتقد هؤلاء السياسة الإسرائيلية، وهذا الأمر يسري على مستوى الأفراد، وأيضا على مستوى المؤسسات.
وتابع التقرير قائلاً إن إن هناك من يسمي هذه الشريحة بشريحة النخبة التقدمية الـ(ما بعد صهيونية)، كأولئك الناشطين في (صندوق إسرائيل الجديدة) وفي منظمة (جي ستريت)، التي هي تؤيد السلام وتؤيد إسرائيل وتؤيد الفلسطينيين.
وخلص التقرير إلى القول: من الجدير ذكره أن هؤلاء ليسوا الأصوات الوحيدة الصادرة عن جيل الشبان المتجددين، فهناك كثيرون منهم مؤيدون لإسرائيل، بالمفهوم القديم المتبع للتأييد، إلا أن كثرة التنظيمات البديلة التي تتمسك برؤى يهودية ليست تقليدية، تشكل مؤشرًا للعولمة وتعدد الثقافات اليهودية، على حد تعبيره.
القدس العربي