"الأردن الذي نريد" لـ"تقدّم": نواة نحو أردن ديموقراطي منفتح منتج أخضر آمن
مع أجواء حوارية تتسم بالديموقراطية واحترم الرأي الآخر، عقدت "تقَّدم"؛ وهي منصة حوارية تعمل على بناء تيار مجتمعي جديد يعبّرعن توجه تقدّمي متنور منفتح منتج في الأردن، مؤخرا أولى جلساتها الحوارية التي شكلت لقاء مفتوحا جاء بعنوان "الأردن الذي نريد"، وذلك في مركز جاليريا في راس العين.
حوار "الأردن الذي نريد" جاء ليحدد الخطوة القادمة لـ "تقَّدم" التي أطلقت منذ شهرين، وبدأت بموقع الكتروني www.taqaddam.org يؤمن القائمون عليه بأنه آن الأون لأن يصبح الأردن دولة المواطنة الديمقراطية، ذو اقتصاد منتج، حيث يعيش فيه المواطنون سوياً في مجتمع متعاضد متكاتف وبيئة مستدامة في المدن والقرى والبادية، وأيضا لوضع خطوات أولية للوصول إلى أردن عصري ديمقراطي أخضر منتج وحداثي.
في حوار "الأردن الذين نريد" استضافت "تقدَّم" أربعة متحدثين في أربعة محاور، حيث كان السياسي د. مصطفى حمارنة المتحدث في المحور السياسي، وكانت المختصة بقضايا التربية والتعليم هيفاء النجار المتحدثة في المحور التعليمي، كما كان الاقتصادي د. ابراهيم سيف المتحدث في المحور الاقتصادي، أما في المحور البيئي فقد تحدث فيه وزير البيئة السابق خالد الإيراني.
الحضور الذي وصل عدده إلى اكثر من 150 شخص وتنوع في فئاته العمرية ما بين الشباب وحتى كبار السن، ملأتهم الحماسة والرغبة في المشاركة، وانقسموا بعد الجلسة الافتتاحية في أربعة جلسات مع المتحدثين الأربعة، وناقشوا خلالها قضايا سياسية واقتصادية وبيئية وتعليمية مختلفة، لتخرج بعد ذلك نتائج الجلسات.
يقول العشريني حسام الدحيات الذي كان أحد الحضور في جلسة محور التعليم، أنه تم التركيز في الجلسة على ما ينقص التعليم في وضعه الحالي وأهمية التركيز على دور الفن والمسرح والعلوم الانسانية والابتعاد عن تلقين الطلبة.
ويشير الدحيات، الذي عرف عن "تقدَّم" من خلال الانترنت والصفحة الخاصة بالمنصة على فيسبوك، بأن التغيير في المجتمع يبدأ من التعليم. وأكد حسام على أن جو الحوار كان ديموقراطيا ومدنيا، وبالرغم من وجود آراء متعاكسة إلا أنه لم يكن هناك أية حدية في النقاش.
د. مصطفى حمارنة قال إنه يعتقد ان "تقًّدم" تشكل "انطلاقة سياسية حضارية تقدمية"، وهو يتمنى على شباب وشابات المنصة التقدم المستمر، رائيا في ذلك "أحد روافد التنمية السياسية في بلادنا".
ويصف حمارنة فعالية الحوار بأنها "مثيرة للاعجاب، خاصة مع اندفاع الشباب الذي كان حاضرا، ورغبتهم بالمساهمة في الحياة العامة وخدمة الوطن وحماسهم ووعيهم السياسي، الذي اعتبره حمارنه بأنه "مؤشر صحي".
د. سلمى النمس، وهي مستشارة في التخطيط التمنوي وتكافؤ الفرص تقول أنها أعجبت برقي وعمق النقاش الذي دار في الجلسات. وأضافت "الآن نريد خلق هذا الحوار على المستوى الوطني".
أما مؤسسة موقع Be Amman لمى قدومي التي كانت حاضرة في حوار البيئة ترى أن الفعالية كانت "بداية جيدة جدا"، وتجد ضرورة في التوجه للمحافظات لأن "الحوار بالضرورة سيختلف".
لمى وجدت في "تقَّدم" مساحة وفضاء لاشراك المواطنين في حل المشكلات التي تواجه الأردن، بدلا من الوقوف على المشكلات دون التفكير بالحلول.
وبعدما استمرت الجلسات لنحو ساعة من الزمن تجمع الحاضرون للاستماع لمخرجات ما تم طرحه ونقاشه في الجلسات.
هيفاء النجار تحدثت عن مخرجات جلسة التعليم، وقالت إنه "يجب التركيز على أهمية الابداع في عملية التعليم بدأ من مرحلة الروضة"، وبينت أن التعليم يرتكز في الأساس على توجيه الطلبة لطرح الأسئلة والبحث عنها.
كما ركزت على أهمية تدريس الفنون مثل الموسيقى والمسرح وغيرها. وأضافت أنه "بإمكاننا تغيير مستوى التعليم من خلال تغيير النمطية السائدة في المدارس"، فبدلا من أن يصطف الطلبة في صف في الصباح، من الممكن اشراكهم في حديث ما وفتح المجال لهم لراوية قصصهم الشخصية.
وأضافت النجار أنه يجب اعادة الاحترام للمعلم ودوره، بدأ من العلاقة بين الطلبة والمعلمين أنفسهم، فضلا عن قضايا أخرى تم طرحها.
وفي المحور السياسي تحدثت مها الخطيب نيابة على د. مصطفى حمارنة وقالت أن الجلسة تناولت مواضيع منها: لماذا فشلت مبادرات تقدمية مثل الأجندة الوطنية وما هو الدرس الذي نستفيده منها، وأشارت الى أهمية تحقيق العدالة الاجتماعية ، وضرورة حل الاشكالات المرتبطة بمفهوم المواطنة، وضورة تحقيق المساواة بين جميع المواطنين، فضلا عن اشكالية الهوية، وضرورة العمل بشكل جماعي ومؤسسي وحزبي لتحقيق أوضاع أفضل.
وعن المحور البيئي فقد تحدث المهندس خالد الأيراني عما تناولته جلسة البيئة التي ركزت على المشاريع التي يعمل عليها الأردن حاليا مثل مشروع الديسي وقناة البحرين ، أيضا تم منقاشة موضوع الطاقة النظيفة، والمشروع النووي وغيرها من المواضيع.
المحور الاقتصادي تناول مواضيع عدة قدمها في الختام د. ابراهيم سيف ، حيث تناولت الجلسة المشاكل الهيكلية في الاقتصاد الأردني، والبطالة وانخفاض الانتاجية، ومدى جدوة الاتجاه نحو القطاع الخدماتي، وأهمية اعادة الصناعة الأردنية إلى ألقها والمشاكل التي تواججها الصناعة مثل كلفة الطاقة وعدم وجود العمالة المؤهلة وغيرها من المواضيع. كما تم مناقشة القدرة التنافسية للأردن على خارطة الاقتصاد العالمي.
وركز سيف على وجود سلطة حقيقية لحكومات خفية أوصلت الحال الى ما وصل إليه من الخراب القائم. وأضاف أن هنالك نمط انفاق من الحكومة لا ينسجم مع موارد الدولة، الأمر الذي أوجد نمط استهلاكي عند الدولة والأفراد على حد سواء لا ينسجم مع الموراد الموجودة.
اللقاء اختتم ببعض الاقتراحات منها أهمية التوسع نحو المحافظات، والتركيز على التعليم وأخذ خطوات حقيقية لبلورة الأقكار ومعرفة كيفية تحقيق الأهداف ضمن اطار مجتمعي منظم، ووضعها في حيز تنفيذي على أرض الواقع.