المنسف.. مرشح للانتخابات
يبدو المشهد الانتخابي على أشده بين مرشحين لا يتبارون في الأفكار والشعارات "وكثير منها مكرور بالمناسبة"، وإنما في تقديم ما لذ وطاب.
تعكس المقار الانتخابية التي افتتحت حتى الآن حجم الأموال التي سينفقها مرشحون في الانتخابات النيابية، وإذا كان ثمة نفر من المرشحين ما زالوا لم يفتتحوا مقارهم، لإدراكهم أن الكلف التشغيلية لها باهظة الثمن، فقد سارع آخرون إلى التبكير في افتتاح المقرات، وحجز الإعلانات على الفضائيات" التي دخلت السوق بقوة هذا الموسم"، وفي المواقع الالكترونية والصحف، فضلا عن البروشورات التعريفية والبيان الانتخابي والمطبوعات الاخرى.
يتراوح ما يقدمه المرشحون لاسعاد ناخبيهم، كل حسب قدرته، بين القهوة المرة وكاسات الشاي، إلى سندويشات الفلافل والمرتديلا و"السناك" ووجبات"التيك اويه"، والكنافة "الأصابع خالية الدسم"، والكنافة العادية، فضلا عن المشروبات الغازية.
ويتميز مرشحون بنصب "سيخ شارورما" في خيمهم، وآخرون بتقديم الكيك بخدمات خمس نجوم، فيما ارتأى آخرون، أكثر دراية بتوجهات الناخبين، إلى تقديم المنسف الى زائري مقراتهم الانتخابية.
صحيح ان هذا المنسف، وهو سيد الموقف بلا منازع، ليس بالجميد الكركي ولا اللحم البلدي.. لكنه مقبول ومقدر، يترشح للبرلمان دون منافس. ولو أجرينا استفتاءً سريعاً، لوجدت الناخبين يدلون بأصواتهم للمنسف، دون كثير تمحيص، خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، الذي لم يراع المرشحون تأثيره على المواطنين والناخبين.
ويقول عاملون في المجال الانتخابي ان الحملة الانتخابية هذه السنة هي الاقوى.
ويشيرون الى ان احد المرشحين رصد 10 ملايين دينار، وآخر اشترى لافتات بقيمة 250 ألف دينار.
ثمة مقار انتخابية عامرة، يزورها "مسجلون وغير مسجلين"، فلا تفريق بين أبناء الشعب، وأخرى يزورها آخرون بقصد تزجية الوقت والسمر، لكن أحدا لا يقدر أن يقطع لمن سيصوت الناخبون.
ثم يسألونك عن المال السياسي!
(السبيل )