ردا على المزاعم الاسرائيلية بالحرص على دعم النظام الأردني..
جو 24 :
أحمد الحراسيس - نشرت صحيفة هآرتس العبرية تقريرا تحدث عن اهتمام بالغ أبداه رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي "جادي ايزنكوت"، بالأوضاع الاقتصادية والأمنية التي تعيشها الأردن في الفترة الأخيرة، حيث وصل الأمر به حدّ اطلاع دبلوماسيين أجانب على فحوى رسالة تقدير موقف "باعث على التشاؤم" تسلمها مؤخرا من سفيرة تل أبيب في عمان "عينات شلاين"، مؤكدا ضرورة دعم النظام في الأردن.
ذلك التقرير تجاهل العديد من الحقائق المعروفة والمسلّم بها والراسخة لدى الأردنيين، وعلى رأسها أن "اسرائيل" هي أكبر خطر أمني يتهدد المملكة والمنطقة بأسرها، وأن ممارسات جيش الاحتلال والتوسع في الاستيطان والتنكيل بالأهل هناك هو أحد أهم أسباب التهجير والضغط الكبير على الفلسطينيين للهروب من الواقع المأساوي الذي يعيشونه في كيان يدّعي أنه دولة ديمقراطية.
وأما القول بضرورة دعم النظام في الأردن، فهذا ما لا حاجة لنا به، فشعبنا كان على مدار سنوات الربيع العربي الأكثر تماسكا ووعيا وحرصا على استقرار بلاده وعدم المسّ بأمن الوطن، وقد اقتصرت مطالب الحراك الشعبي على الاصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد ولا زال مصرّا على ذلك تعزيزا لأمنه الوطني وتماسك دولته.
الواضح أن المقصود من التقرير ونشره بتلك الطريقة هو اضعاف الأردن وارباكه وليس تقديم الدعم، صحيح أننا نعاني حالة اقتصادية صعبة، وهي نتيجة طبيعية لزيادة عدد السكان بنسبة 25% خلال أربع سنوات فقط بسبب استضافة اللاجئين السوريين والعراقيين والفلسطينيين وتبرؤ المجتمع الدولي من مسؤولياته، لكن تلك الأزمة ليست كما يحاول الاسرائيليون والمطبلون لهم تصويرها.
لقد جاء التقرير بصورة مشبوهة تكشف الهدف الخبيث من ورائه؛ فالواضح أن القصد منه هو تخويف المواطن الأردني والمستثمرين ورجال الأعمال واظهار البلاد وكأنها تعيش حالة اقتصادية سيئة للغاية، والواقع أن الاحتجاجات التي تشهدها المملكة جاءت كنتيجة طبيعية للقرارات الاقتصادية التي اتخذتها حكومة الدكتور هاني الملقي وتخلي المجتمع الدولي والأشقاء عن مسؤولياتهم التي لطالما أشار إليها الأردن الرسمي في جميع المحافل الدولية.
وأما إن كان التقرير يسعى إلى تخويف الأردنيين من هجمات ارهابية وتشكيكهم في قدرة أجهزتهم الأمنية، فهذا أيضا يؤشر على جهل معدّيه بالشعب الأردني الذي لطالما تحوّل كلّ أبنائه إلى "عسكر" متوحّد خلف أجهزته الأمنية.
التقرير وكما بدا متداولوه يحاول التأكيد على وجود علاقة "صداقة" و"تنسيق أمني" بين الأردن واسرائيل، وهذا أمر اعتدناه وليس بالجديد ولا المفاجئ أو السر، وعادة ما يحرص الاسرائيليون على اظهاره دون التطرق إلى أصل المشكلة المتمثلة بكون اسرائيل كيان مارق لا يحترم التفاهمات أو الاتفاقات الدولية، تماما كما هو الحال بتجاهلهم الوصاية الهاشمية على المقدسات واستمرارهم بالاستيطان والتعدي على حقوق الأردنيين والفلسطينيين.
إن ادعاء الاسرائيليين الحرص على مصالح الأردن وهم الجانب الذي يتجاوز على الأردن هو جزء من العبث الذي يمارسه الكيان الغاصب المارق في فلسطين والمنطقة بشكل عام..