حوار بدون استعمال كاتمات الصوت
قيل إن قرية كانت تشكو دوما من التصرفات اللاإنسانية للحانوتي القائم على مقبرة القرية والذي كان يدفن الميت نهارا وينتشله من قبره ليلا لينزع عنه كفنه ويعيد دفنه ومن ثم يقوم ببيع الكفن.
ويقال إن السخط على هذا الرجل بلغ مداه حتى انه صار محور حديث الأهالي وعليه تصب اللعنات في الصباح والمساء لأفعاله المشينة المنافية للدين والأخلاق.
لم يشفع للرجل موته بل ظل الناس يلعنونه ويدعون عليه ويضربون به المثل في الجشع والظلم وعدم مخافة الله ,وهو ماخلق في ولده شعور بالأسى فقرر وهو الذي ورث الأب في مهنته إن يجعل الناس تترحم على زمن والده وتتذكره بكل ماهو طيب.
بدأ الولد تنفيذ خطته أو بالأصح مسار سلوكه الجديد الهادف تربية أهل القربة الذين أكثروا من حقدهم على أبيه حسب ظنه فكان بمجرد إن يغادر أهل الميت المقبرة حتى يسارع إلى انتشال الميت ونزع الكفن ورمي الجثة في العراء لتأكلها السباع.
بدأ أهل القرية يتململون من تصرفات الابن التي فاقت في بشاعتها تصرفات الأب فبات ماكان يفعله الأب في نظرهم فعلا إنسانيا مقبولا مقارنة بأفعال الابن على الأقل لجهة إن الأب كان يعيد الميت إلى قبره وان كان بدون كفن, فصاروا يترحمون على الأب الذي تحول في نظرهم إلى رجل طيب ورحيم لكنه كان جشعا قليلا ويحب المال والجاه؟؟
بعد أقل من شهر سوف نفتح أعيننا على مجلس نواب جديد قد بدت ملامح رجاله تظهر علينا منذ الان ... فالمتابع للحدث لا يجد فارق كبير بين مجلس اليوم (المنحل) بقرار ملكي ,, ومجلس الغد المنتظر والمعول عليه كثيرا من الجميع,, فمن حيث المرشحين جلهم من المجالس المنحلة باشخاصهم وشعاراتهم فهل سيكونون هم العائدون !! واذا كان الامر كذلك فلماذا الانتخابات اذا ؟؟
وهنا ولكي لا نعود الى مربع الاحتقان الاول فعلينا وقبل فوات الاوان وقبل ان يطالب الشعب بحل المجلس الجديد ان نضع النقاط على الحروف ؟؟ وعلى الحكومة ان تبرئ ذمتها من دم يوسف وعلى العلن ؟؟
فعليها ان تثبت للجميع ان حصاد الانتخابات القادمة هو ثمرة ما رزعت ايدي المواطنين 100% وهذا يخفف عن كاهلها النقد بعد الانتخابات والاحراج فعليها ان لا تتدخل لا من قريب ولا من بعيد وان لا تكون هي واجهزتها ملاذا للفاسدين او المزورين وان تحارب كل من يعمل على ذلك, واولهما المال السياسي واخرها التزوير, فان عملت الهيئة المستقلة للانتخابات على ذلك، نجحت ولو من باب الاعداد للانتخابات وادارتها وعندها تقوم برمي الكرة في ملعب المواطن الذي يعد المصدر الاول للانتخاب ومحركها, فلنخاف الله في اهلنا ووطننا وان لا نكون عونا للفاسدين؟؟ لان الوطن يستحق منا الكثير، هي ايام وان الصبح لقريب فلا تدعونا نترحم على مجلس النواب المدفون.. وادعوا الله ان يكون بيننا رجل رشيد ؟؟ وحماك الله يا بلدي.