وفيات السير والانتحار ظاهرتان تؤرقان المجتمع
ظاهرتان اخذتا تؤرقان المجتمع مؤخرا هما(وفيات حوادث السير والانتحار) ، اذ يكاد لا يمر يوم واذا بحادث سير يقتل عددا من الناس او اقدام احد على الانتحار او اكتشاف حالات لمنتحرين .
ففي بيان للدفاع المدني عصر امس أسفر عن وفاة (8 ) اشخاص واصابة 19 آخرين نتيجة حادث تصادم وقع بين تريلا وحافلة ركاب متوسطة (كوستر ) تابعة لإحدى الشركات الخاصة على الطريق الصحراوي في منطقة القطرانة .
وتحصد حوادث المرور سنويا ارواح ما بين (600-700) شخص، ففي العام الماضي ذهب ضحية حوادث السير زهاء (688 ) وفاة وخلفت (14,790) جريحا من اجمالي(102.441 ) الف حادث مرور (...) ووفق احصاءات ادارة السير المركزية فان الخسائر المادية جراء حوادث السير تصل سنويا الى اكثر من (216 ) مليون دينار وان ثلث الارواح التي تزهق غالبيتها بفعل حوادث الدهس.
ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية التي لديها احصاءات وسجلات عن قتلى حوادث الطرق ومن ضمنها الاردن ، وباعتمادها على الدراسة البحثية التي قامت بها وعلى المعلومات التي حصلت عليها من الجهات الرسمية «الاردنية» ، قامت بتعديل أرقام الوفيات وقدرتها بـ1913 وفاة خلال العام 2013 بدلا من الرقم الرسمي وهو 768 وفاة، وبذلك يكون تقدير منظمة الصحة العالمية لمعيار عدد الوفيات لعدد السكان حوالي 26.3 وفاة لكل 100 الف نسمة، وهو أعلى من المعدل العالمي للعام 2013 والذي بلغ 18 وفاة لكل 100 الف نسمة، ويضع الأردن في مصاف أسوأ 20 دولة في العالم، وثالث أسوأ دولة عربية بحوادث الطرق بعد ليبيا والسعودية.
ورغم تغليظ العقوبات وتعديل قانون السير عدة مرات الا ان ذلك لم يحد من حوادث السير المميتة على الطرق ولا تزال مستمرة (...) وشهد العام الماضي والعام الجاري العديد من حوادث السير للمركبات الكبيرة ( الشاحنات والباصات وخاصة الكوستر) غالبا ما تأتي نتائجها مميتة اما لركاب عاديين او طالبة جامعات .
فيما بلغ عدد حالات الانتحار العام الماضي ( 117 ) جميعهم اردنيين تنوعت بين إطلاق نار وحرق وشنق وشرب سموم وتناول كميات كبيرة من الأدوية، والقفز عن مرتفعات وفق مصادر امنية .
وبلغ عدد المنتحرين من الذكور(91) فيما الاناث 26 حالة وسجلت العاصمة لوحدها( 35 ) حادثة (...) ومنذ مطلع العام الجاري 2017 سجل نحو 28 حالة انتحار اي 14 حالة كل شهر.
استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية حسين الخزاعي يؤكد ان الانتحار له أسباب عدة (نفسية اجتماعية اقتصادية )، وأن ابرز العوامل المؤدية إلى الانتحار في الدرجة الأولى هي العوامل الاقتصادية بشكل مباشر، ومن ناحية اجتماعية هي ظاهرة غريبة على المجتمع ولم تصل الى حد الظاهرة وهي طارئة وغير مقبولة إطلاقا على المجتمع الاردني .
واشار أن الفقر والبطالة والفشل في الحياة من ابرز الأسباب الاقتصادية والاجتماعية ويلعبا دورا رئيسيا في اتساع هذه الظاهرة، ناهيك عن المشكلات الاجتماعية المنتشرة ومنها حالات الطلاق والعنوسة، أو الخلافات بين الأزواج والإخوة والأقارب بشكل عام .
ظاهرتا «الانتحار واستمرار ارتفاع قتلى حوادث الطرق « تحتاجان الى تدخل الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات ووضع الحلول لوقفهما خاصة وان هاتين الظاهرتين تجاوزتا قتلى (10) امراض مستعصية في الاردن اهمها امراض السرطان والقلب والشرايين والتدخين .الراي