الاشغال تطمر آثارا بمنطقة انهيار السيل.. السياحة تقلل من أهميتها ومناشدة لإنقاذها
جو 24 :
عبدالناصر الزعبي -
ناشد خبير السياحة مدير مركز دراسات العهد القديم الدكتور يوسف رشيد زريقات الجهات المعنية لإنقاذ موقع قبور مهمة تعود لعصور ما قبل التاريخ (العصر البرونزي: ألفي عام قبل الميلاد، وابكر)، مبينا الزريقات أن عمر هذه القبور اكثر من (4) آلاف عام، بحسب ما توصلت إليه دراسات علمية اطلع عليها زريقات.
وقلل مدير آثار جرش الدكتور اسماعيل ملحم من أهمية القبور التاريخية وأوضح أنه قام بالكشف على المنطقة وتبين له أنه لا يوجد قيمة تاريخية لمثل هذه القبور التي يكثر وجودها في العديد من الأماكن، لافتا أنه الى جانب اهمية العمل على فتح الطريق بمنطقة انهيار السيل لا يوجد اهمية لمثل هذه القبور واوضح انه لا يوجد لها بصمة تاريخية ذات قيمة واضاف ان الموقع تم مسحه وتوثيقه الى جانب العديد من المناطق التي تعود لنفس الفترة وتحمل نفس المواصفات.
وأوضح زريقات أن هذه القبور موجودة الأن تحت أنقاض الجرافات التي بدأت تعمل مساطب لمنطقة انهيار السيل على طريق جرش عمان قبالة محطة السيل الأمنية المعروفة للجميع، لغايات انهاء أثر الانهيارات المفاجئة هناك.
وقال زريقات: أن هذه القبور تم دفن أغلبها تحت الاتربة التي جرفتها اليات المتعهد المعتمد من الإشغال العامة والتي بدأت التجريف من أعلى الجبل لتهبط بالمساطب الى سفح الجبل المنهار، موضحا أن الاتربة تتساقط بكميات من الأعلى للأسفل ليعمل ذلك على طمر بقية القبور التي سيتم تجريفها واخفاء معالمها بحال وصل منسوب التجريف الى هذه القبور الأثرية.
واضاف زريقات أنه يمكن إنقاذ هذه القبور الهامة بالعمل على قطعها إلى أجزاء ونقلها إلى ساحات المتاحف لافتا أنه لا يوجد اي منها في ساحات المتاحف أو الجامعات الأردنية، وشدد على انها وثيقة لتاريخ الاردن وارثه الحضاري.
وقال زريقات: القبور الأثرية محفورة في جرف صخري على جانب طريق عمان جرش ويمكن للجهات الرسمية او حتى متبرعين من القطاع الخاص دفع تكاليف نقلها ولا حجة لأحد بوجود أي صعوبات.. واضاف بما أن القبور موجودة على جانب الطريق من المفترض أن دائرة الآثار العامة قد لاحظت الخطر عليها، ونوه الى ان القبور موثقة لدى دائرة الآثار العامة منذ عقود وعند الرحالة قبل مائتي عام.
وشدد زريقات على أن دفن القبور تم اليوم من قبل جرافات المتعهد وغدا ستكون من الماضي، وقال: يكفي تسيبا واهمالا لمثل هذه القبور، وطالب أن يكون لها متاحف مفتوحة وتوجيه السياحة لها وزيارتها، واضاف قد يقولون انه يوجد منها الكثير على ضفاف سيل الزرقاء ولكني أذكر أن كل حجر وكل حصاة مهمة ولها بصمتها الخاصة.
واثنى مدي آثار جرش الدكتور اسماعيل على حرص الدكتور يوسف وعلى اهتمامه بالإرث الحضاري ايما كان، لافتا أنه لديه من الخبرة التي تزيد عن خمسة وعشرون عاما ويحمل درجة الدكتوراه بالآثار وبين انها ليس بالضرورة ان تكون مدافن موضحا انها كوات او مجموعة من الكهوف او الكوة مسمطة بمعنى كوة مغلقة ولا تفتح على فراغ وبين ان هذه الكوات المسمطة تعود على الأرجح لنهايات العصر البرونزي، واضاف انها مفتوحة من مئات السنين ولا تحمل اي اهمية تاريخية أو اثرية ولا اي دلالات لافتا ان الناس تقوم بتهويل الموضوع.
وبين الدكتور ملحم ان الظرف الذي تعمل به الأشغال العامة بالغ الصعوبة ونوه الى انه جرت العادة ان تقوم الاشغال العامة بالتنسيق مع الوزرات المعنية التي يتقاطع عملها مع مشاريع الاشغال بحكم الاختصاص واوضح ملحم ان الاشغال هذه المرة لم تنسق مع الاثار بحكم ان الوضع طارئ ومستعجل وبحكم ان الموقع ليس موقعا اثريا موثق على قوائم دائرة الاثار العامة المسجلة بالجريدة الرسمية واشار ملحم انه لا يؤيد التباكي على شيء لا قيمة له أمام المصلحة العامة التي يحققها العمل نهاك ولا يمكن لهذه الكهوف ان تنقل لأي مكان وهناك صعوبة بالغة بنقل مثل هذه الصخور واشار انه لا يؤيد اي تعطل لفتح مثل هذه الطريق الحيوي.
وقال ملحم: لو كان هناك اي اهمية او قيمة لمثل هذه الكوات لأرسلنا طواقمنا المختصة واوقفنا العمل هناك بدون تردد. وشدد على انه يجب ان يتم تعثير العمل هناك لأهميته وحيويته.