هل تطيح اللحوم البرازيلية الفاسدة بـ هايل عبيدات؟
جو 24 :
مالك عبيدات - بينما يتواصل تفاعل الناس والحكومات في جميع الدول مع قضية اللحوم البرازيلية، والتي تعتبر من أكبر مصدري اللحوم في العالم ويستورد منها الأردن جزءا كبيرا من احتياجاته، تذهب المؤسسة العامة للغذاء والدواء نحو سياسة الاختباء ودفن رأسها بالرمال متفادية التصريح حول ذلك الملف إلا في الحدود الدنيا التي لا يمكن القبول بها في ظلّ التأكيدات الواردة حول تصدير البرازيل لحوما فاسدة بكميات كبيرة جدا.
ولم يصدر عن مؤسسة الغذاء والدواء أي تصريح صحفي رسمي أو بيان يوضّح للمواطنين إذا ما كانوا قد استهلكوا وتناولوا لحوما فاسدة أم لا، رغم أنها المسؤولة عن ذلك الأمر.. وقد حاولت جو24 التواصل مرارا مع مدير عام المؤسسة الدكتور هايل عبيدات ومدير الغذاء في المؤسسة، غير أن ذلك قد تعذر بزعم انشغال عبيدات في اجتماع.
الواقع أن كثيرا من المواطنين الأردنيين يعيشون اليوم حالة من الريبة والشكّ، فلقد اعتادوا السماع عن شحنات قمح فاسدة وأرز غير صالح للاستهلاك البشري، وليس غريبا أن يكون اللحم البرازيلي الذي يشترونه هو فاسد أيضا.. وإن كان ذلك الأمر قد حدث فلا يمكن تمرير هذا التجاوز دون محاسبة المسؤولين في مؤسسة الغذاء والدواء بدءا من مديرها العام الدكتور هايل عبيدات وحتى أصغر موظف مسؤول.
وكانت تقارير عالمية كشفت عن تحقيق للشرطة يعود إلى عامين حول تلقي مفتشين صحيين رشاوى من أجل منح شهادات للحوم فاسدة على أنها صالحة للاستهلاك، وهو ما أصاب سمعة البرازيل في مقتل.
وتكاد هذه الفضيحة ان تطيح بالرئيس البرازيلي ميشال تامر الذي يحاول جاهدا الى لملمة تلك الفضيحة العالمية التي ستؤثر على الاقتصاد البرازيلي وسمعة هذا البلد الذي يعتبر من اكبر الدول المصدرة للحوم.
وأعلنت وزارة الزراعة البرازيلية أنّ السلطات داهمت الجمعة أكثر من عشرة مراكز لتوضيب اللحوم، وأصدرت 27 مذكرة توقيف وأغلقت مصنعا لمعالجة لحوم الدواجن تديره شركة "بي آر أف" المتعددة الجنسيات، إضافة الى مركزين لمعالجة اللحوم تديرهما شركة باكين.
وطردت الوزارة 33 مسؤولا متورطا في القضية، وأبقت على 21 مؤسسة إضافية قيد التحقيق. ولم تكشف السلطات البرازيلية الأمكنة التي تم ضبط اللحوم الفاسدة فيها، لكنها أشارت خلال مؤتمر صحفي في مدينة كوريتيبا في جنوب البلاد إلى استخدام مواد مسرطنة في بعض الحالات لإخفاء رائحة اللحوم الفاسدة. ومن المتوقع أن تعقد الشرطة الفيدرالية مؤتمرا صحفيا الاثنين لإعطاء مزيد من التفاصيل.
وإضافة إلى شركة "بي آر أف" العملاقة التي تملك العلامتين التجاريتين "ساديا" و "بيرديغا"، هناك شركات أخرى قيد التحقيق رائدة عالميا في تجارة اللحوم مثل شركة "جاي بي إس" التي تملك العلامات التجارية "بيغ فرانغو" و"سييرا اليمنتوس" و"سويفت".
وقامت شركة "جاي بي إس" بنشر إعلان على صفحة كاملة في صحيفة "أو غلوبو" تقول فيه إن الشرطة الفيدرالية التي تجري التحقيق لم تشر إلى أي مشاكل صحية ناتجة عن منتجات الشركة، وحذت "بي آر أف" أيضا حذوها بنشر إعلانات مشابهة تقول فيها إن منتجاتها لا تشكل أي خطر من أي نوع على الصحة العامة.