2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

أوروبا تعاني لمواجهة "الإرهاب المتنكر"

أوروبا تعاني لمواجهة الإرهاب المتنكر
جو 24 :

يبدي مسؤولون أوروبيون قلقا متزايدا إزاء الأحداث الإرهابية المتلاحقة، مقرين بأنهم باتوا يعانون صعوبات جمة، في مراقبة المتطرفين المشتبه فيهم، للحؤول دون تنفيذ مخططاتهم الدموية.

صحيح أن السلطات الأوروبية نجحت في إجهاض عدد من المخططات الإرهابية، خلال السنوات الأخيرة، لكنها أخفقت أيضا في أن ترصد مخططات أخرى رتبها ونفذها متطرفون مسجلون لدى مصالح الأمن.

وبحسب صحيفة "تايمز" البريطانية، فإن المصالح الأمنية الأوروبية، أدرجت آلاف الأشخاص بمثابة متطرفين يشكلون تهديدات محتملة، 3 آلاف منهم في بريطانيا و16 ألفا في فرنسا.

ويزيد "الإرهاب المتنكر" صعوبة إحباط الهجمات في أوروبا، حيث أن المتطرفين باتوا يعمدون إلى أساليب "مبتكرة" مثل الدهس بالشاحنات الثقيلة وهي طريقة توقع عددا كبيرا من الضحايا، ففي هجوم مدينة نيس، جنوبي فرنسا، مثلا، سقط عشرات القتلى جراء هجوم مماثل.

أما في لندن، فقام الإرهابي الذي لقي مصرعه، يوم الأربعاء، بالخروج منه سيارته، وسار إلى طعن ضابط شرطة، مما يعني أن أدوات تنفيذ المخطط الإرهابي لم يعد من الصعب تحصيلها، إذ لم تستدع في الحالة المذكورة، إلا سيارة وسكينا ومنفذا، وفق ما يشرح الخبير في شؤون الإرهاب بجامعة سانت أندروز باسكتلندا، تيموفي ويسلون.

وفي مسعى إلى التجاوب مع الوضع، حرصت فرنسا، على توسيع صلاحيات المخابرات والشرطة، ورصدت قرابة 10 آلاف جندي مسلح لحماية الأهداف المرشحة للاستهداف على يد إرهابيين.

أما ألمانيا التي تلقت بدورها هجوما موجعا بالشاحنة في فترة أعياد الميلاد، ديسمبر الماضي، فسرعت عملية منح اللجوء، ووظفت برنامجا ذكيا لتحديد المتطرفين المحتملين من بين الآلاف، ومعرفة المرشحين منهم للإقدام على أفعال عنيفة.

في هجوم برلين مثلا الذي أوقع 12 قتيلا، ارتكبت السلطات الألمانية خطأ، إذ كانت تراقب المنفذ أنيس عامري، في فترة من الفترات، ثم توقفت عن القيام بذلك، بعدما رأت أنه بات يشرب الكحول ويتعاطى المخدرات، باعتبار ذلك مؤشرا على حصول تغيير في شخصيته، وأنه أضحى أقل خطرا.

أما الآن، فإن السلطات الألمانية لن تتخلى عن شكوكها في شخص متطرف، حتى لو رصدت تغيرا لافتا في شخصيته، إذ ستواصل إخضاعه للمراقبة، خشية أن يكون سلوكه الجديد مجرد تكتيك للتمويه والمرور إلى تنفيذ هجومه.

من ناحيتها، رفعت بريطانيا إنفاقها على الأمن، كما زادت من رقابتها الإلكترونية، على اعتبار أن متطرفين كثرا يستقطبون ضحاياهم في المنصات الاجتماعية ويتخذون شبكة الانترنت غرف عمليات لترتيب الهجمات الإرهابية.

من حيث المبدأ، تبدو الإجراءات الأوروبية المتخذة قادرة على تطويق المتطرفين، لكن مسؤولين أمنيين في أوروبا لا يعربون عن ارتياحهم، قائلين إنهم لا يعولون عليها بشكل كامل، فبالموازاة مع تشديد الإجراءات، ثمة تزايد في عدد المتطرفين المحتملين.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أمام البرلمان عقب الهجوم، إن مصالح الشرطة والمخابرات، نجحت في إحباط 12 هجوما منفصلا، منذ يونيو 2013.

ونبه المركز الدولي لمحاربة الإرهاب، مؤخرا، إلى أن تراجع "الخلافة المزعومة" لتنظيم داعش المتطرف بمعقله في مدينة الموصل، شمالي العراق، ينذر بمتاعب الإرهابية في نقاط أخرى من العالم.

ووضع المركز ثلاثة سيناريوهات لمآل مقاتلي داعش، ففي احتمال أول يمكنهم أن يختفوا وسط السكان المحليين بعد تراجع التنظيم، وإذ ذاك سيكونون عرضة للعقاب، وفي احتمال ثان، قد يولون وجوههم شطر بؤر متوترة أخرى كي ينضموا لجماعات متطرفة تقاتل جديدة.

أما السيناريو الثالث والأخطر، فهو أن يعود المقاتلون إلى بلدانهم، بعدما راكموا سجلا في الجرائم البشعة وخبرة في استخدام الأسلحة، مما سيفرض على بلدانهم بذل جهود كبير في تعقبهم ومحاكمتهم، قبل الدخول في مقاربات اجتماعية وفكرية لتجفيف منابع تشددهم.

 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير