مورينيو .. إما الدخول في نفق مظلم أو العودة إلى القمة
جو 24 :
من أصعب ما يواجهه المحللين والنقاد وحتى المتتبعين هذا الموسم مسألة الحكم على تجربة جوزيه مورينيو في مانشستر يونايتد، وذلك يعود إلى عدم وضوح شكل الموسم حتى الآن، فمن ناحية لا يمكن إنكار أن الفريق تطور مع المدرب البرتغالي عما كان عليه في السنوات الماضية، لكن من جهة أخرى ما زال وضع الفريق لم يعد كما كان في عهد آلسير أليكس فيرجسون رغم الصفقات الضخمة التي أبرمها السبيشل ون في الصيف.
البعض يرفض فكرة الحكم على المدرب في الموسم الأول، وهذا صحيح، لكن عندما يتعلق الأمر بمدرب كبير بحجم مورينيو فالمسألة مختلفة، فصحيح أن إنجازاته العظيمة كانت تأتي دائماً في الموسم الثاني في جميع الفرق التي دربها، لكنه كان يحدث طفرة في النتائج والأداء منذ الموسم الأول.
مورينيو يسير مع مانشستر يونايتد على الطريق الصحيح حتى هذه اللحظة، فقد أحرز لقب الدرع الخيرية وكأس الرابطة، وتأهل إلى ربع نهائي اليوروبا ليغ، لكن هذا لن يعني أي شيء إذا فشل الفريق في التأهل لدوري الأبطال نهاية الموسم، فالطريق صحيح نعم لكنه وعراً، ويمكن لمركبة مورينيو أن تنحرف عن المسار في أي لحظة من المباريات المتبقية.
مورينيو يسعى إلى خطف بطاقة التأهل لدوري الأبطال بطريقتين، الأولى عبر حجز مقعد بين المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي، أو الفوز بلقب الدوري الاوروبي الذي سيضمن له التأهل بشكل مباشر.
إلى الآن مصير مانشستر يونايتد بيده، فهو يحتل المركز الخامس في سلم ترتيب البريميرليج خلف ليفربول بفارق 4 نقاط فقط، لكنه يملك مباراتين مؤجلتين ستجعله يتقدم على الريدز في حال الفوز بهما، كذلك سيواجه أندرلخت البلجيكي في ربع نهائي الدوري الأوروبي وهو خصم متوسط من حيث القوة.
إذا نجح مانشستر يونايتد بالتأهل إلى دوري الأبطال وبالأخص إن حقق لقب اليوروبا ليغ فحينها يمكننا القول أن مورينيو ومانشستر يونايتد عادوا إلى القمة معاً، لكن إن حدث عكس ذلك فسيكون موسم السبيشل ون فاشلاً بامتياز، فالفوز بلقبي كأس الرابطة والدرع الخيرية لن يشفعا له لأن الهدف الرئيسي لم يتحقق في نهاية المطاف، ولم تكن ألقاب كهذه هاجساً لمانشستر يونايتد في أي وقت سابق.
عدم مشاركة مانشستر يونايتد في دوري الأبطال سيضع النادي والمدرب في ورطة كبيرة، فمن جهة سيواصل الفريق للموسم الرابع على التوالي يفشل في تحقيقه أهدافه وقد يؤثر هذا على قيمة النادي التسويقية كما حدث مع ميلان والإنتر، على سبيل المثاث، ومن جهة أخرى سيواصل مورينيو فشله للموسم الثاني على التوالي وهو ما لم يحدث من قبل طوال مسيرته الاحترافية، الأمر الذي قد يدخله في نفق مظلم وقد يبدأ بفقدان الثقة بنفسه.
جوزيه مورينيو يسير بمانشستر يونايتد على طبقة رقيقة جداً من الجليد، فبأي لحظة يمكن أن تنكسر ويسقط هو وفريقه، لكنه إلى الآن ما زال متماسكاً بحذر شديد ويتلمس خطى النجاة.