بالوثائق.. تعرف على أغرب واقعة تحرش في القرن التاسع عشر
في عام 1882م، أي منذ أكثر من 136 سنة، وقعت أحداث هذه القصة المثيرة، حين قام العبد مرسال باستدراج طفلة صغيرة لإحدى الحدائق بمنطقة بولاق بالقاهرة، وضربه له على وجهها بعد رفضها تقبيله.
تقارير ومتابعات
تقول الوثيقة النادرة، التي تنشرها "بوابة الأهرام": "إن ضبطية مصر (القاهرة) بعثت للمجلس إفادة تاريخها 27 محرم لسنة 1882م نمرة 776 وردت من معاون تمن باب الشعرية شرحًا بالمذكرة، حيث صار ضبط شخص سوداني، يسمى مرسال تابع صالح الخباز، مع بنت صغيرة داخل جناين الدسطوشي".
حسب كتاب "البوليس المصري" للدكتور عبدالوهاب بكر، فإنه تم تقسيم مدينة القاهرة في عهد محمد علي باشا إلى 8 أثمان، يسمى كل منها ثمنًا، وينقسم الثمن إلى شياخات، كما تنقسم الشياخة إلى حواري.
وكانت أثمان القاهرة هي: ثمن الموسوكي، الأزبكية، باب الشعرية، الجمالية، الدرب الأحمر، الخليفة، عابدين، السيدة، مصر العتيقة، وثمن بولاق.
ماذا فعل مرسال الذي كان يبلغ من العمر 25 سنة مع البنت الصغيرة، ولماذا تم ضبطه؟
توضح الوثيقة، أنه تم ضبطه على أثر صياح البنت الصغيرة التي قالت، إن اسمها فاطمة، وأنه كان معها مقدار "جوز دجاج" للبيع حين خرجت من منزل مخدومتها الشيخة عائشة، حيث أكدت فاطمة، أنها كانت متجهة بالدجاج للسوق لكي تقوم بالبيع، فأخذهم منها شخص لا تعرفه بطريقة الحيلة، مما جعلها تبكي وتصرخ في الشوارع.
مرسال صادفها وهي تبكي، وتبحث عن الشخص الذي خدع الطفلة الصغيرة، فأكد لها، أنه سيقوم بالبحث عن الشخص، وأنه القادر الوحيد على الإتيان به فصدقته الطفلة الصغيرة فاستدرجها إلى الحديقة، التي وصفتها الوثيقة بجملة"ودخل معها الغاب"، حيث قام بتفتيشها، ولم يجد معها شيئًا، وقصد ممازحتها، والضحك معها، فصاحت فاجتمع الناس، وأخرجوهما من الحديقة.
تم استجواب العبد مرسال عن الشيء الذي بيده، حيث أجاب مرسال بالموافقة على أقوال الطفلة فاطمة، مضيفًا، أن ما هو هو ملك سيده صالح الخباز، حيث تم استدعاء سيده، وتم سجنهما.
أما فاطمة، البنت الصغيرة، فقد تم استجوابها لتؤكد أن مخدومتها الشيخة عائشة، التي تقيم بكوم الشيخ سلامة، أعطتها مقدار دجاجتين برسم مبيعهم وتوجهت لسوق الخضار بالموسكي، وأخذهما منها شخص لا تعرفه، وأخذ الدجاجتين وتوجه بهم لمكان لا تعرفه من أجل أن يأتي لها بثمن الدجاج.
وحين تأخر صارت تبحث عنه في كل الشوارع والأزقة، وهناك قابلها العبد مرسال الأسود، فأخبرته بقصتها، فأكد لها، أنه سيأتي لها بالشخص الذي أخذ الدجاج، وتوجه بها "وسط الجناين بطريق بولاق"، وبعد تفتيشه لها ولم يجد معها أي شيء مازحها، وأراد أن يقبلها على وجهها "فصاحت وناحت وضربها بالكف على وجهها وقرع عليها العصي، ولم يضربها فحضر لهم الجنايني، وأحضرهم للقراقول (نقطة الشرطة)، ليتم تحرير محضر بالواقعة وانتظار حكم في القضية.