المسفر يدعو المجتمع الدولي إلى دعم الأردن لمواجهة أعباء تدفق اللاجئين
جو 24 :
قال المفكر العربي الدكتور محمد المسفر إن لدينا راهنا عربيا صعبا, سياسيا واقتصاديا واجتماعيا, راهنا لا تنهض به مؤسسات العمل العربي المشترك ولا القمم الدورية .
وأضاف في محاضرة ألقاها في الجامعة الأردنية أمس بحضور رئيس الجامعة الدكتور عزمي محافظة أن الواقع العربي الراهن لا ينهض إلا بالوعي والإدراك والرغبة الجادة في الإصلاح، مشيرا أن لدينا اليوم طبقة وسطى يزداد طموحها للترقي الاجتماعي وتحسن مستواها الاقتصادي.
وزاد المسفر أن لدينا دولا ضعيفة تكاد تعجز عن القيام بمهامها الأساسية، وعلى رأسها توفير الخدمات العامة، واقتصادا هشا يعاني جملة من الأمراض الهيكلية التي تدفع بنموه إلى التباطؤ, فضلا عن وجود محاسيب تنمو ثرواتهم بدأوا يطفون على سطح السياسات العامة بل يجيرون الدولة لخدمتهم لأجل نمو ثرواتهم.
ومن سمات الواقع العربي في المرحلة الراهنة قال المسفر " تعمق التخلف والانحطاط والفساد والعفن المستشري في الدوائر والأجهزة المؤسساتية العربية وتراجع القطاع العام وهروب الخبرات وهجرتها، عدا عن غياب الديمقراطية وسيادة العقلية البونابرتية الاستبدادية والتسلطية القمعية والاضطهادية، وتنامي حالة الاغتراب المجتمعي وشيوع اللامبالاة بين الجماهير الشعبية المقموعة والمهمشة وعجز قيادات المجتمعات العربية المعاصرة عن الإبداع السياسي".
وأكد المحاضر أن تغلغل الطائفية البغيضة والإقليمية الضيقة والسلفية الممنهجة الطاغية على الخطاب والعقل العربيين وانتشار القوى والتيارات المتأسلمة والحركات الظلامية التي تمارس التكفير والإقصاء والعنف والاغتيال والإرهاب الفكري باسم الإسلام والإسلام منها براء، إضافة إلى استحواذ قضايا الفقر والجوع والمعاناة الاقتصادية الصعبة والخانقة التي تعيشها الأوساط المطحونة والمنسحقة كلها عوامل تحدد العلاقة بين الوعي والثقافة والتاريخ.
وتناول المسفر الوضع السياسي العربي الراهن في ظل وجود ثلاثة مشاريع قومية هي المشروع الصفوي الإيراني والمشروع التركي العثماني بصيغته النيوكمالية والمشروع الصهيوني، مشيرا إلى أن هذه المشاريع متقدمة تقنيا وبحثيا ومعرفيا ولديها أهداف محددة واستراتيجيات لامتلاك المعرفة.
وبين المسفر أن العالم العربي يعاني من التأخر المعرفي والتقني, وأن الخروج من المأزق العربي يتطلب من الشعوب والأنظمة الهروب إلى الأمام؛ فمحاربة التدخل والتبعية للغرب تتم بتحالف عربي مع باقي الدول الإسلامية، والخروج من النفق لا يتم بالوعود إنما بإدراك القادة عمق الأزمة وتحديد سبل النهوض، وتعظيم القدرات الوطنية وتعزيز دولة المؤسسات والحكم الرشيد، ووقف الفساد والمفسدين والالتفات إلى الشباب وتعظيم دورهم لا بمجرد الاستثمار بهم في المؤتمرات والمبادرات.
ودعا المسفر المجتمع الدولي ومنظماته إلى دعم الأردن لمواجهته الأعباء المتزايدة من تدفق اللاجئين، خصوصا وأنه يعاني من أزمات اقتصادية وندرة المياه، وارتفاع تكلفة الكهرباء وتخصيص أموال هائلة من موازنة الدولة على قطاعات التعليم والصحة والبيئة والتنمية البشرية والاجتماعية.
وكان أستاذ التاريخ في الجامعة الدكتور علي محافظة الذي أدار المحاضرة قد رحب في مستهلها بالمسفر مشيدا بإنجازاته العلمية والفكرية على جميع الأصعدة العربية والإقليمية والدولية.
وأشار محافظة إلى أن موضوع المحاضرة التي جاءت بعنوان "النظام العربي وتحدياته الراهنة" يعكس واقع الأزمة العميقة والحروب الأهلية المريرة التي تشهدها بعض الدول العربية، لافتا إلى أن هذه المرحلة قد تكون الأسوء في تاريخ الأمة العربية.
وأجاب المسفر خلال المحاضرة التي استمع إليها نواب رئيس الجامعة وعدد من أساتذتها ونخبة من طلبة الجامعة عن استفسارات ومداخلات بعض الحضور، تناولت في مجملها الحالة العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومعرفيا وسبل النهوض بالأمة لا سيما بعد مرحلة الربيع العربي الذي أصبح ربيعا دمويا بحسب وصف المحاضر له.