قمة الوفاق الثانية
م. مدحت الخطيب
جو 24 :
رغم توالي الإخفاقات والخلافات العربية، فإن الأردن يريد بقيادة الملك عبد الله الثاني، لقمة البحر الميت الحياة الأمل والتفاؤل، يريد لكل الناطقين بالعربية الحالمين بغد أفضل السلام والامن والامان،...يريد لها أن تكون "قمة الوفاق الثانية" بعد تلك التي انعقدت في عمّان عام 1987 وشهدت ولادة مجلس التعاون العربي بعد سلسلة من المقاطعات والتوترات العربية..كيف لا وعالمنا العربي يمر الان باخطر مراحل وجودة على الاطلاق..
لا شك ان الجميع يدرك حجم الأحداث والتطورات التي تُعقد في ظلها القمة العربية. لكن مهم جداً أن يحصل الوفاق ويجري تقريب وجهات النظر في مسائل خلافية مهمة تتعلق بحربي سوريا واليمن على وجه الخصوص،وان تعود القضية الفلسطينية الى المشهد العربي من جديد.
أعتقد أن الهاجس الاكبر الذي يحيط بالقمة، وقبل سقوط ورقة التوت الأخيرة عن الجسد العربي المتعب اصلا ،هو ما يختص بمكافحة الإرهاب وأطر مواجهته والوقوف بوجه التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، فمقاومة الارهاب واللجوء، من أبرز الملفات أمام القادة العرب في قمة البحر الميت ،دون معزل بالطبع عن كل المتغيرات الأخرى على الساحة الدولية، والتي تنعكس آثارها سلباً على مصير أمتنا وقيم عملنا العربي المشترك..
لا شك أن المملكة الاردنية الهاشمية تحمل رؤية واضحة، سبق أن عبرت عنها مراراً وتكراراً،وعلى لسان الملك عبد الله ،ولا شك أن حرب المأجورين والمتآمرين على الدول العربية لم تعد تستهدف قتل المدنيين وترويع المواطنين فقط، بل امتدت إلى محاولة هدم الهوية العربية والحضارات التي شهدتها المنطقة، وذلك من خلال تدمير الآثار في سوريا والعراق واليمن وليبيا..
لذلك وفي مواجهة كل هذه المخاطر ينتظر الشارع العربي من القمة العربية ، ويأمل أن تتخذ من الخطوات ما يحقق الخير للجميع ، ما يرجوه المواطن العربي عودة الاستقرار والآمان ..
لقد تواترت القمم والاجتماعات العربية على مستويات متعددة منذ ان انشأت جامعة الدول العربية ومرّت الامة العربية بجملة من النكسات والمحن والنكبات بشكل جعل من المواطن العربي يجني آثار الهزائم المتتالية ويفقد الأمل في المستقبل بل انه صار لا يُعير اهتماما بانعقاد هذه القمم التي تبقى فعالياتها محاور للجدل والنقاش عند النخبة العربية لا أكثر ولا أقل....
لذلك وبعين المراقب الطامح نجحت عمان ونجحت قيادتها في جمع شمل الأمة العربية في وقت كان يعتقد الجميع أن شملها يصعب جمعه..
برهنت عمان مرة أخرى أن الاردن كانت وستبقى أرض اللقاء العربي وصوت الأمة العربية وصوت شعوبها وشارعها...
قمّة البحر الميت كانت قمّة «الملك عبد الله الثاني » الذي نجح في توحيد الصف العربي من جديد..
كما نجحت هذه القمة في إعادة الاعتبار لمؤسسة الجامعة العربية التي اعطتها القمة روحا جديدة ونفسا جديدا سيمكنها من تطوير هياكلها وتقدمها في قادم الايام...