لماذا لم تعد أولوية واشنطن إسقاط الأسد؟
جو 24 :
كشفت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، الخميس، إن أولوية واشنطن في سوريا لم تعد "إسقاط" الرئيس السوري بشار الأسد، في تصريح يتعارض مع الموقف السابق للإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما.
قالت السفيرة لمجموعة صغيرة من الصحفيين إن "أولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على طرد الأسد.. أولويتنا هي كيفية إنجاز الأمور، ومن نحتاج للعمل معه لإحداث تغيير حقيقي للناس في سوريا..".
وأضافت قائلة "لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد بالطريقة التي فعلتها الإدارة السابقة"، التي كانت تعتبر أن الرئيس السوري فقد شرعيته بعد أن قمعت أجهزته الأمنية المظاهرات الدامية الأمر الذي حول الاحتجاجات السلمية إلى نزاع مسلح.
ويبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة ترامب تسعى إلى مقاربة الأزمة السورية بطريقة مختلفة عن إدارة أوباما، وتبحث عن حلول أخرى لإنهاء النزاع الذي تسبب في مقتل أكثر من 300 ألف شخص وتشريد الملايين منذ 2011.
وسارعت المعارضة السورية إلى الرد على تصريحات هيلي، وقالت متحدثة باسمها إنه "من المؤسف سماع رسائل متضاربة من أميركا بشأن سوريا"، وحثت واشنطن على الاضطلاع بدور قيادي وألا تركز فقط على قتال داعش.
إلا أن تصريحات هيلي لا توحي بأن تغيير أولوية واشنطن مرده فقط محاربة داعش بل هي لوحت إلى ضرورة "إحداث تغيير حقيقي للناس"، ما يشير إلى أنها تسعى إلى وضع رؤية جديدة للحل السياسي خصوصا في ما يتعلق بتدخلات إيران بسوريا.
وهذا ما أكدته هيلي، حين أضافت أن واشنطن ستركز على طرق التخلص من نفوذ ايران حليفة الأسد، والتي تدعمه في الحرب ضد الفصائل المعارضة، عبر مجموعة من الميليشيات اللبنانية والأفغانية والعراقية والإيرانية الطائفية.
كما كشفت، في تصريحها في البعثة الأميركية لدى الامم المتحدة التي ستتسلم رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر أبريل، أن واشنطن ستعمل مع أطراف أخرى بما فيها تركيا، سعيا للتوصل إلى حل طويل الأمد للنزاع السوري.
واللافت أن إعلان هيلي جاء في اليوم نفسه الذي أكد فيه وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو في أنقرة، أن "وضع الرئيس الأسد على المدى البعيد سيقرره الشعب السوري".
يشار إلى أنه عام 2016 انطلقت محادثات دبلوماسية بإشراف الأمم المتحدة لحل النزاع السوري، لكنها عجزت في جولة تلو الأخرى عن إحراز تقدم بسبب الهوة الواسعة بين طرفي النزاع حول نقطتي الانتقال السياسي ومصير الأسد.