الأمير هاري "يربك" عرش بريطانيا... فهل يعيد التاريخ نفسه؟
جو 24 :
يجمع المتابعون لشؤون عائلة ويدنسور الملكية أن الامير هاري، حفيد ملكة بريطانيا وثاني أبناء ولي عهد المملكة الأمير تشارلز، يشبه والدته الراحلة الاميرة ديانا من حيث توقه إلى التمرد على قوانين النظام الملكي الصارمة.
الخبر صادم في أروقة قصر كنسينغتون: الامير هاري (32 عاماً) وحبيبته الممثلة الأميركية ميغان ماركل) 35 عاماً) على علاقة عاطفية، رغم تحفظ الملكة اليزابيت الثانية على دخولها العائلة لأنها امرأة تزوجت من منتج الأفلام الأميركي تريفير أنغلسون الذي طلقها بعد عامين، ولا تنحدر من عائلة عريقة تليق بالأمير هاري. لا شك في أن دوقة كورنوال كاميلا، زوجة الأمير شارلز والد الامير العاشق، تشن جبهة "ممانعة" لهذه العلاقة العاطفية غير المتجانسة بين هاري المنحدر من عائلة ملكية وميغان ماركل ابنة عائلة متواضعة جداً، اذا ما قارناها بمكانة عائلة ويدنسور.
كيف وقع هاري في شباكها؟
قابل هاري حبيبته في مدينة تورونتو الكندية، ووقع في شباك حبها، وفقاً لما كشفه أحد المقربين من العاشق المتيم لصحيفة " الإكسبرس" البريطانية. حاول هاري تقديمها الى عائلته، فعمدت إلى نشر صور لها معهم في حسابها بإنستغرام برفقة الامير ويليام وزوجته كايت والامير تشارلز. لكن مجلة "باري ماتش" الفرنسية، التي تخص هذه العائلة حيزاً مهماً في معظم أعدادها، ذكرت ان ملكة بريطانيا اليزابيت الثانية تكن معزة خاصة لحفيدها الثاني هاري. ينقل مقربون عنها بأنه نقطة ضعفها، وهو يتمتع برأيها بروح دعابة يفتقر اليها شقيقه الاكبر وليام.
هل يرتبط هاري بخطيبته؟ يجيب احد المقربين من العاشق الوله بأنه "سيعلن خطوبته بميغان ماركل مطلع هذا الربيع". تجمع الثنائي نقاط عدة أهمها انهما ينجرفان وراء العمل الانساني بإندفاع لافت. برز ذلك في زيارة رسمية قام بها الامير هاري في 26 تشرين الثاني الماضي بمبادرة لإنقاذ السلاحف في جزيرتي "سان فانسان" والـ "غرونالدين" التابعتين لـجزر الكاراييب. تعيش ماركل شغف العمل الإنساني حيث تم تعيينها سفيرة النوايا الحسنة لجمعية غير حكومية لدفع عجلة المساعدات في راوندا.
عرضت مجلة "غالا" الفرنسية لـ "بروفيل" خاص عن ميغان ماركل، فهي نشأت في كنف عائلة إنجرفت طوعاً الى عالم السينما. أدركت تماماً "مكانة" العالم السابع في حياة والدها الذي يشغل منصب مدير قسم التصوير في عالم هوليوود الشهير. واجهت ماركل بعض الصعاب في رسم مستقبلها المهني، رأت نفسها أمام خيارين أساسيين الأول الإنجراف طوعاً في عالم المسرح أو قلب هذه الصفحة لدخول معترك السياسة.
نجحت ماركل في دراسة المسرح والعلاقات الدولية في الجامعة. جذبتها "الشاشة الصغيرة"، رغم أنه عرض عليها وظيفة في مقر السفارة الأميركية في بوينس آيريس، عاصمة الارجنتين. حسمت خيارها، وإنخرطت في عالم التمثيل في عام 2002، اضطلعت بأدوار ثانوية الى أن عرفت بدورها في مسلسل Suits الأميركي.
لم تتردد صحيفة الـ "صنداي تايم" في أحد أعدادها الصادرة في أيار الماضي أن يتردد هاري في اعلان ارتباطه بماركل. فقد تابعت الصحيفة معلومات كشفتها سامنتا غرانت الاخت غير الشقيقة لميغان ماركل، أشارت فيها الى تلكؤها من مساعدة أخ لها غير شقيق من أبيها عانى الافلاس. تابعت ايضاً انتقادها اللاذع لشقيقتها الميسورة جداً والتي رفضت دعم والدها المفلس، ما دفعه الى اليأس والاكتئاب والعيش في المكسيك وحيداً.
التاريخ يعيد نفسه!
لا يشكل مشروع ارتباط الامير هاري بالممثلة الاميركية ماركل سابقة لأنه سبق أن تزوج امير موناكو الراحل رينيه غريمالدي بالممثلة غريس كيلي. لكن الاسئلة الكثيرة، التي تراود بعض المتابعين لهذه القصة العاطفية، تطرح مدى جهوزية ماركل لاعتناق الإنغليكانية والالتزام بالنظام الملكي.
لم يحدد اليوم الثمن الذي يمكن أن يقدمه هاري عند ارتباطه الرسمي بماركل. لكن الذاكرة تعود الى اعتراف الحب الجنوني والعنيف، والذي دفع الملك ادوارد الثامن ملك المملكة المتحدة وبريطانيا العظمى و"الدومنيون" البريطانية وامبراطور الهند الى التنازل عن العرش لمصلحة اخيه دوق أوف يورك والذي سيحمل منذ تلك اللحظة اسم جورج السادس، والد الملكة البريطانية الحالية اليزابيت الثانية.
أما السبب الاساسي، الذي دفعه الى التخلي عن العرش في 11 كانون الاول، هو قراره الزواج في الثلاثينات من القرن الماضي من والاس سيمبسون امرأة أميركية مطلقة عرفت تجربة زواج فاشلة مرتين. ولم يكن يدرك أن حبه لها هو مخالفة صريحة للدستور الملكي البريطاني وبرتوكول زواج أصحاب العرش الذي لا يسمح للملك العازب بالاقتران من مطلقة.
يذكر التاريخ الخطاب الشهير لادوارد الثامن الذي خاطب فيه البريطانيين قائلاً: "اخيراً بات في امكاني ان اقول بضع كلمات تخصني... منذ ساعات قليلة تخليت عن مهمتي وواجبي كملك وامبراطور والآن اذ خلفني - على العرش - اخي دوق اوف يورك، ستكون اولى كلماتي اعلان الولاء له. وهو شيء سوف افعله من كل قلبي". اكمل قائلاً:"... اريدكم ان تعرفوا انني اذ اتخذت قراري لم أنس ابداً البلد والامبراطورية اللذين حاولت ان اخدمهما طوال 25 عاماً.... ولكن عليكم ان تصدقوني حين اقول لكم انني وجدت من المستحيل ان اقوم بواجبي الثقيل وان اتخلى عن مسؤولياتي كملك لولا العون والدعم اللذين قدمتهما الي المرأة التي أحب...".
هذا ما قاله ادوارد الثامن عند تخليه عن العرش من اجل امرأة! فهل يجبر هاري إلى التنازل عن حقوقه الملكية – حتى لو لم يكن ولي عهد بريطانيا المرتقب! قد يكون التطور، الذي شهدناه حافزاً جديداً لدخول مطلقة العائلة الملكية البريطانية.النهار