ترامب ولوبن...قصة حب من طرف واحد!
جو 24 :
يوم التاسع من تشرين الثاني الماضي، كانت زعيمة الجبهة الوطنية مارين #لوبن السياسية الاولى التي تهنئ الرئيس الاميركي دونالد #ترامب بفوزه. ومذذاك، نزلت بثقلها لربط حملتها بالانتصار المفاجئ لقطب العقارات، معتبرة أن فوزها سيكون حلقة جديدة بعد البركزيت وانتصار ترامب، في ظاهرة عالمية جارفة تضع أسس عالم المستقبل على أنقاض النظام القديم. ومع ذلك، أطل ترامب اليوم على مسافة ثلاثة أسابيع من #الانتخابات الفرنسية، في مقابلة مع "الفايننشال تايمس"، قائلاً إنه لا يعرف زعيمة الجبهة الوطنية المتطرفة، وأنه لم يلتقها يوماً.
ففي مقابلة مع صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، لم يجاذف الرئيس الاميركي بأي ىوقعات في شأن الانتخابات الفرنسية وتحفظ عن ابداء دعمه المباشر لمارين لوبن، وهو ما أثار تساؤلات عن الصورة الحقيقية للوبن في العالم. فقبل أسبوع، حظيت لوبن باستقبال حار في الكرملين، مدت لها سجادة حمراء في الدوما، الامر الذي اعتبر على نطاق واسع دعماً روسيا ضمنياً للمرشحة اليمينية، وخصوصاً بعد تراجع حظوظ حزب الجمهوريين فرنسوا فيون، إثر ربطه بسلسلة فضائح تتعلق بفساد.
ولكن عندما قيل لترامب أن مارين لوبن تحمل رسالة مشابهة لرسالته، فهل يعتقد أن فوزها في الانتخابات الفرنسية يدعم توجهاته في الولايات المتحدة، أجاب بأنه "لا يعرف مارين لوبن".
ولم يجرؤ ترامب على الادلاء بتوقعات عن الانتخابات الفرنسية الصاخبة، قائلاً: " لا أعرف ماذا سيحصل تماماً. أعرف أنه حصلت بعد الامور الخارجية التي غيرت مسار السباق"، في اشارة على الارجح الى المتاعب التي يواجهها فيون بعد كشف ارتباطه بفضائح فساد. وأضاف: "سيكون سباقاً شيقاً. في الحقيقة لا أعرف (ماذا سيحصل)، ولا أعرفها (لوبن). لم التقها قط. ستكون انتخابات شيقة جداً"، مكرراً أن "أموراً خارجية حصلت قد تغير مسار السباق".
اللافت أنه خلال الحملة الانتخابية، حصل ترامب على دعم كبير من لوبن شخصياً. حتى أن مرشحة الجبهة اليمينية المتطرفة أكدت أن مرشح الحزب الجمهوري لديه رقم هاتفها، إذ قالت مرة: "لدينا معارف مشتركة. إذا أراد غداً لقائي، خلافاً لهولاند، فهو لديه رقمي".
وكان فوز ترامب اعتبر مؤشراً لفوز محتمل للمرشحة اليمينية المتطرفة. وقد أعرب مناصرون لها علناً عن فرحتهم بفوز قطب العقارات، وثمة من غرد على "تويتر" بأن "فوز ترامب على كلينتون، هو فوز للشعب ضد النخب. إنه نبأ سعيد لفرنسا".
وقالت لوبن بنفسها أن "فوز ترامب هو حجر إضافي في عالم جديد هدفه الحلول محل نظام قديم".
وفي مقابلة مع إذاعة "صوت الشمال"، قالت إنها لا تقلده، لا بل هو الذي "يطبق ما أقترحه منذ سنوات، ويعتبره خصومنا السياسيون تافهاً".
ولكن بعد مضي خمسة أشهر على الانتخابات الاميركية، يبدو أن ترامب أضاع رقم لوبن. وفي 12 كانون الثاني، تناقل خصومها صوراً لها تحتسي القوة في باحة برج ترامب في نيويورك، في انتظار لقاء لم يحصل مع سيده.
ولكن لوبن نفسها بدأت تراجع حساباتها على ما يبدو وتنأى بنسفها عن الرئيس الاميركي.
ولم تعد كلمة ترامب ترد الا نادراً في تجمعاتها الانتخابية. وعندما واجهت المرشحين الاربعة الاخرين في المناظرة الاولى بينهم في 20 آذار، تجنب ذكره في أي نقاش، على رغم الفرص الكثيرة التي كانت متاحة لذلك.
وعلى صعيد أوسع، لاحظت صحيفة "الواشنطن بوست" أنه بعد هزيمة غيرت فيلدر في الانتخابات الهولندية في آذار الماضي، بدأت لوبن ومناصروها ينؤون بأنفسهم عن توقعاتهم بموجة شعبوية تصل الى فرنسا وتحملهم الى السلطة.
وفي كلمة لها أخيرا في معرض زراعي في برتاني الفرنسية قالت لوبن: "أعتمد عليكم لتخوضوا معي معركة فرنسا...علينا أن نعيد فرنسا الى النظام".النهار