قصة أحلام التي يرفض قاتلها الكشف عن مكان دفنها
لا تزال عائلة الضحية أحلام زيادات (20 عاما) في الناصرة، والتي قتلها زوجها عوني زيادات (24 عاما) بتاريخ 24.10.2016 تجهل مكان جثة ابنتها ولم يُعرف ما إذا جرى دفنها بعد قتلها أم لا.
ولا يزال القاتل رغم اعتقاله يتستر على مكان دفن أحلام.
وتقول والدة الضحية إن 'من الضروري معرفة مكان إخفاء جثة ابنتي، وأهمية المساهمة الجماهيرية في البحث عنها، وألا يقتصر البحث والمتابعة على العائلة فقط، فالعائلة ثكلى ووجعنا وجرحنا لا زال ينزف بعد رحيل ابنتنا أحلام'.
وأضافت الوالدة أنه 'في قصّة أحلام، الكثير من المصائب الحارقة والحياة القاسية التي عاشتها منذ الصغر، فلا يقتصر الوجع على العائلة، إذ باتت الحاجة مُلحة اليوم أكثر من أيِ وقتٍ مضى، لمعرفة مكان دفن أحلام، وعلى النيابة (الإسرائيلية) أن تجد أسلوبًا ملائمًا يجعل القاتل يعترف بحقيقة مكان دفنه لزوجته، والأهم ألا يخرج من سجنه دون عقاب، خاصةً أنه أكدّ رغبته بقتل أحلام وإخفائها عن الدنيا، وكان مُصرًا على القيام بما فعله".
وأوضحت أن القاتل كان يُصر على منع زوجته من الحياة الطبيعية، حتى في أسخف الأمور الخاصة بها، غيرته قتلتها وسجنته، غيرة أوصلته حدّ الجنون، وعندما كان يراها بكامل أناقتها يردد جملته 'أنتِ ملكة الكون بكامله'.
"وفي إحدى المرّات، ادعى أنّ شخصًا كان ينظر لزوجته، فترجّل من سيارته وقام بضربه بوحشية، كاد يُقتله بين يديه، وأحلام تنظر إلى زوجها عاجزة، ومؤكدة لأمها أنّ الرجل لم ينظر إليها بتاتًا. كان القاتل غيورًا وحاقدًا على زوجته، كان يضربها أكثر من مرّة، ضربها في عينها التي أجرت فيها عملية زراعة عين بشرية. حتى اليوم لم يهتم مكتب الشؤون الاجتماعية بالسؤال عن احتياجات العائلة'"
وأكدت الوالدة أن 'أحلام كانت تخاف زوجها وتتهرب منه، وحين تأتي لبيت العائلة كانت آثار العنف والاعتداء عليها بارزة في وجهها، وكأنما أراد زوجها الانتقام منها بتشويه وجهها بصورة وحشية. ابنتي كانت يتيمة وتزوجها مكرهة، وأذكر في فترة الخطوبة أنني أردتُ تقديم شكوى ضده، قلتُ لابني محمد، سأشكوه للشرطة، فقال ابني: ماذا ستقولين للشرطة؟! ستمنعينه من لقاء زوجته؟! عُدنا إلى البيت فوجدناه لا يزال جالسًا، سألني أينَ الشرطة؟ وقال سأتزوجها أو سأخطفها. قلنا لها أتركيه، فقالت كيف يكون ذلك؟ أخشى أن يقتلني في الشارع. ابنتي أحلام عاشت حياتها تحت الظلمٍ والبؤس ولم ترَ امرأة أخرى مثل هذا الشقاء والإيذاء مِن زوجها. ذات مرةٍ سمعتُ ابنتي وهي تصرُخ بعد أن شدّها من شعرها واقتلع خصلات كثيفة من رأسها، طردته من بيتي بعد أن أوسعها ضربًا على بطنها وهي حامل'.
وواصلت الوالدة سرد ما عانته ابنتها في حياتها بالقول: 'لم نرَ يومًا سعيدًا مع هذا الشخص، حتى عندما رشق عليها ماء النار، ظلّت قويّة رغم الألم الشديد، وحتى في خسارة عينها ظلّت صامدة، وقد ذاقت صنوف العذاب أيامًا وليالٍ طويلة، لم نرَ من زوجها سوى المرارة والأسى'.