علاوي يدعو المالكي للاستقالة
دعا زعيم قائمة "العراقية" إياد علاوي الجمعة رئيس الحكومة نوري المالكي إلى تقديم استقالته وإجراء انتخابات عامة مبكرة في البلاد، وترافقت الدعوة مع مظاهرات "جمعة الصمود" التي شارك فيها الآلاف احتجاجا على سياسة الحكومة، في وقت دعا فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى وحدة العراق.
وقال علاوي -في خطاب متلفز- "ليس هذا هو العراق الذي كافحنا من أجله لكي ينعم بالعدالة والحرية بعيدا عن الخوف والحرمان، وإن العراق لن يكون ملكا لأحد أو طائفة بل لكل العراقيين في دولة عزيزة".
وأضاف "ما يجري الآن في العراق هو ضمن الفراغ الحاصل في ظل غياب رئاسة الجمهورية بسبب مرض الرئيس جلال الطالباني لأنه يحمي الدستور".
وتابع علاوي "لقد وقفت دائما ضد تسييس الدين والطائفية السياسية والجهوية، وكما تعلمون آمنت ولا أزال بالمشروع الوطني ومشروع بناء الدولة المدنية، دولة العدل والمساواة، ولا أجد بديلا عنها لكي ينعم العراق بالأمان والاستقرار والازدهار".
وقال إنه إذا "استمرت الأوضاع على هذا الحال، فإن الأمور ستؤول إلى مزيد من التشظي والكوارث والتوترات، لذا لا بديل عن رحيل هذه الحكومة وفسح المجال أمام حلول جذرية سلمية وحقيقية".
وأضاف "لقد أثبتت الحكومة عجزها الكامل عن إصلاح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وتوفير الخدمات".
ومن جانبه، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الجمعة إلى الوحدة بين كل الطوائف في البلاد، وقال -في مسجد للسنة مكتظ بالمصلين- إنه يريد أن يثبت أن العراق موحد بشيعته وسنته وعربه وأكراده.
وأضاف أنه متعاطف مع مطالب الشعب بالحفاظ على وحدة البلاد.
وفي السياق نفسه، أكد الصدر -في مؤتمر صحفي عقده في كنيسة سيدة النجاة بوسط بغداد أثناء زيارته لها- أهمية ودور الطائفة المسيحية في العراق، وضرورة دعمها في المرحلة الحالية لكونها مكونا مهما من مكونات الشعب العراقي.
وقال "نحن مع حقوق الشعوب في التظاهر السلمي المدني على ألا يكون مسيسا، أو يحمل صورا وأعلاما وشعارات مناوئة للعراق وشعبه".
وفي الأثناء، شارك مئات الآلاف من العراقيين الجمعة في مظاهرات "جمعة الصمود" احتجاجا على سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي، وللمطالبة بإجراء إصلاحات شاملة في البلاد وإطلاق سراح المعتقلين.
وقد خرجت مظاهرات في العاصمة العراقية بغداد والأنبار وصلاح الدين والموصل وكركوك، في احتجاجات انطلقت منذ نحو أسبوعين وزادت رقعتها اليوم الجمعة.
وقال مراسل الجزيرة في مدينة الموصل إن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق المتظاهرين في ساحة المنصة، حيث تجمع الآلاف في مظاهرات "جمعة الصمود".
وفي محافظة الأنبار، شهدت مدينتا الفلوجة والرمادي مظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من العراقيين.
وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين منذ 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مظاهرات حاشدة شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين وتغيير مسار الحكومة، ومقاضاة منتهكي أعراض السجينات.
وفي أول رد فعل على المظاهرات، دعا ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي إلى طرح إلغاء مواد الإرهاب وقوانين أخرى على البرلمان.
يأتي ذلك في وقت حذر فيه مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية من وجود ما سماها مجموعات "إرهابية" تخطط لاستهداف المتظاهرين في مدينة الأنبار، مؤكدا أن القوات المسلحة ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين حماية المتظاهرين.
وعلى صعيد متصل، بثت قناة "العراقية" الحكومية صورا لمن قالت إنهن سجينات تم إطلاق سراحهن من قبل وزارة الداخلية.
وقالت الحكومة العراقية إن السجينات -اللاتي أخفيت وجوههن ويبلغ عددهن 11 من ضمن قرابة ألف سجينة- أطلقن من سجن "سايت 4" بعدما أوصت اللجنة الحكومية التي شكلت وأطلق عليها اسم "لجنة الحكماء" بتسليمهن إلى ذويهن.
(الجزيرة نت )