الى مدير الامن العام ..هل عدنا الى مربع الضرب والترويع الصفري؟!
جو 24 :
كتب باسل العكور - في الامس فقط ،تصاعدت الاحتجاجات على خشونة بعض رجال الامن العام ، وقيامهم بالاعتداء على المواطنين لفظيا وبالضرب واستخدام القوة المفرطة ،وهو ما اعتبره مراقبون احد المحركات الرئيسة التي أججت الاحتجاجات ودفعت الناس للنزول الى الشارع ابان الربيع العربي ، وفور اتساع رقعة الاحتجاجات ذهب مدير الامن العام الاسبق حسين المجالي لتبني سياسة الامن الناعم ليسحب فتيل الازمة ويلغي اثر تلك الممارسات غير المهنية لعناصر في جهاز الامن العام .
بعد هذا كله ، وفي الوقت الذي يتحدث به الملك في ورقته النقاشية السادسة عن سيادة القانون ،ولا شئ غير القانون، ويتحدث عن المهننة كقيمة وضرورة للارتقاء بالادوار والخطط والبرامج في الورقة النقاشية السابعة ،وفي الوقت الذي تنبري فيه حكوماتنا ونخبنا السياسية للحديث عن الاصلاح والتطوير والتحديث ، يعود بنا البعض الى مربع قيام عناصر في جهاز الامن العام بالاعتداء بالضرب المبرح على شابين في مقتبل العمر ،وفوق ذلك منع ذويهم من رؤيتهم والاطمئنان على سلامتهم بعد توقيفهم ؟!
ما حاجتنا للمحاكم والقضاء اذا كان الامن سينفذ على الناس احكامه ،وسيمارس جبروته ؟! لماذا لا يحوّل المذنبون الى القضاء النزيه العادل ، وهناك يأخذ كل ذي حق حقه ؟
كيف يقبل مدير الامن العام ان نعود الى تلك المدرسة التي تعتقد بان عودة الهيبة لا تتحقق الا باستخدام الهروة وتكسير الوجوه والايدي ؟! لماذا كلما بنينا جدارا منيعا واسسنا لممارسة فُضلى في بلادنا ، ينهار هذا البناء على رؤوسنا ونعود للمربع الصفري الاول وكأننا لم نضع حجرا على حجر ؟!
الناطق الاعلامي باسم الامن العام عامر السرطاوي يقول بان الشابين قاما بمقاومة رجال الامن ومنعهم من القيام بواجبهم بمحاولتهم تخليص احدى المتسولات من قبضة رجال الامن اثناء قيامهم بواجبهم ،وبما يتعلق بالشكاوي والتحقيق في تلك القضايا سواءا الاعتداء او الكاميرات هو من اختصاص المدعي العام الذي ستتحول اليه القضية .
شهود العيان اكدوا ل الاردن ٢٤ ان الامر اقتصر على قيام احد الموقوفين بالتعليق على المعاملة القاسية التي ابداها رجال مكافحة التسول (باللباس المدني) اثناء قيامهم بمحاولة احتجاز " متسولة " في وسط البلد ، ولم يتعد التعليق قول هذا الشباب "على مهلكم او رسلكم ،او شئ من هذا القبيل" ،فاصدر رجل الامن المسؤول توجيهاته للعناصر الاخرى بتوقيف هذا الشباب ، وعندما طُلب من بقية الشباب مغادرة المكان ،قال الشاب الاخر (الموقوف الاخر ) نحن بعيدون عنكم ونقف في الشارع ، فصدر امر توقيف الشاب الاخر ، وحسب عائلة الشابين فان الامن قام بالاعتداء عليهما بالضرب المبرح في مركز امن المدينة ، ولم يسمح لهم برؤية الشابين والتأكد من سلامتهما !
هل يقرأ المسؤولون ما يقوله الملك ؟ ما سر تلك اللعنة التي تحول دون تمكيننا مراكمة التجربة والخبرة والبناء عليها، وصولا الى ارث راسخ متوارث من الممارسات الفُضلى المستمدة من سنوات طويلة من الخبرة والتجربة ؟للاسف في بلادنا لكل مسؤول توجهاته الخاصة ورؤيته المختلفة ، التي يطبقها دون ضوابط وموانع ولو تتسبب في نسف كل ما حققناه من مهننة وحرفية وممارسة فُضلى ، وعلينا ان نتحمل وزر هذه التوجهات الى ان يغادر موقعه ؟
هيبة الامن لا تتحقق باستخدام القوة ضد الناس الذين وجد الامن لحمايتهم وخدمتهم ، هيبة الامن لا تتحقق بتلفيق التهم وتدمير مستقبل شبابنا والزج بهم في السجون ،هيبة الامن لا تتحقق بغير العدالة والمهنية والحرفية ومراكمة الخبرة والتجربة ،والاحتكام للقانون وللقضاء الاردني .
لا نقبل ان يقاوم اي مواطن رجال الامن ،ولا نسمح بان يُتطاول عليهم ولو حتى بنظرة جارحة ومشككة ، ولكننا بنفس الوقت لا نقبل ايضا ان يستغل رجل الامن السلطة الممنوحة له في احتقار المواطن والاعتداء عليه بالضرب دون مبرر ..
الشابان ما زالا بالاحتجاز ، وما زال ُمنع زيارتهما مستمرا حتى ساعة نشر هذه المادة ، والرد الامني على اسئلتنا هو ذاته في كل مرة .. والكاميرات لا تعمل !!!!