جماهير ريال مدريد وبرشلونة ولعبة تبادل الأدوار اللاإرادية!
جو 24 :
عندما يلعب ريال مدريد أو برشلونة، لا تتحدث التحليلات بعد المباراة عن كرة القدم وأداء الفريقين، بل تتحدث عن أداء الحكم، ومن المستفيد من قراراته!
هذا هو الواقع المؤسف.. والمسلي! فما حدث بالأمس لم يكن بالشيء الجديد، بل هو تكرار للسيناريو الذي حدث بعد مباراة الريمونتادا الشهيرة، كل شيء يتكرر، لا يوجد سوى اختلاف وحيد؛ تبادل الأدوار!
بعد مباراة الريمونتادا، هاجم جمهور ريال مدريد حكم المباراة، واتهموه بالتآمر لمساعدة برشلونة على التأهل، ونشروا الصور ومقاطع الفيديو التي تؤكد مزاعمهم، بينما نفى جمهور البرسا هذه الاتهامات، واستشهدوا بتحليل جمال الشريف، وهو التحليل الذي لم يعجب جمهور الريال!
بعد مباراة الأمس، هاجم جمهور برشلونة حكم المباراة، واتهموه بالتآمر لمساعدة ريال مدريد على التأهل، ونشروا الصور ومقاطع الفيديو التي تؤكد مزاعمهم، بينما نفى جمهور الريال هذه الاتهامات، واستشهدوا بتحليل جمال الشريف، وهو التحليل الذي لم يعجب جمهور البرسا!
يتكرر كل شيء، لكن الأدوار تبدلت، ولا يشعر أبطال هذا الفيلم أنهم متشابهون! ما يفعله مشجعو ريال مدريد في موقف ما، ويسخر منه مشجعو برشلونة، يفعله مشجعو البرسا عندما يتعرضون لذات الموقف، ويسخر منه مشجعو الريال!
18035077_10210628769467142_14242684_n
ينتقدون الظلم، لكنهم لا يتحدثون عن المظلوم! يهاجم جمهور ريال مدريد حكم الريمونتادا، لكنهم لا يتحدثون عن الظلم الذي وقع على باريس سان جيرمان، بل يتحدثون عن استفادة برشلونة! بينما يهاجم جمهور البرسا حكم مباراة الأمس، لكنهم لا يدافعون عن بايرن ميونيخ، بل يتحدثون عن استفادة الريال!
أصبحت الفرق الأخرى مجرد أدلة يستخدمونها لإثبات وجهة نظرهم، لا يعنيهم من تضرر، ولا يعنيهم المستفيد طالما أنه ليس ريال مدريد أو برشلونة! فعندما استفاد البايرن من الأخطاء التحكيمية وأخرج يوفنتوس في العام الماضي، لم نشاهد هذا الفيلم السخيف، انتهى الأمر، وخرج اليوفي، ثم تحدثوا عن هدف راموس الذي جاء من تسلل في النهائي!
شهدت مبارتا أتلتيكو مدريد ضد ليستر سيتي وبوروسيا دورتموند ضد موناكو العديد من الأخطاء التحكيمية المؤثرة، لكن هل كان الريال أو البرسا طرفاً في إحدى المبارتين؟ لا، إذاً فليتأهل من يتأهل، وليخرج من يخرج، فهذه الأخطاء لا تستحق الاهتمام إلا عندما تكون لصالح ريال مدريد أو برشلونة.. أو ضد أحدهما!
هل ظلم الحكم باريس سان جيرمان؟ هل ظلم الحكم بايرن ميونيخ؟ هذه الفقرة لا تؤكد ذلك ولا تنكره، ولا تحلل أداء الحكام، فهذا الأمر متروك للخبراء!
وفي النهاية، هناك من يرفضون الاستعانة بالتكنولوجيا، ويؤكدون أنها ستفسد متعة كرة القدم، لكنهم يشتكون دائماً من أخطاء الحكام، ويؤكدون أنها تفسد متعة كرة القدم! وفي كل يوم ندرك أهمية استخدام التكنولوجيا، ولا بد من اتخاذ تلك الخطوة ليتحقق أكبر قدر من العدالة في الملاعب، لكن الجدل لن ينتهي، وربما نجد من يهاجم قرارات التكنولوجيا، ويتهمها بالتآمر!