واشنطن تقاطع الاجتماع الثلاثي للأزمة السورية
قال ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا أمس إنه سيجري محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي غاتيلوف، في جنيف يوم الاثنين المقبل، وإن الولاياتالمتحدة رفضت المشاركة في أي اجتماع ثلاثي في الوقت الراهن.
وقال دي ميستورا للصحافيين «الاجتماع الثلاثي الذي كان احتمالا مطروحا كما تعلمون أرجئ ولن يعقد يوم الاثنين. سيكون اجتماعا ثنائيا. لكن الاجتماع الثلاثي مازال مطروحا.. فقط تأجل.» ورد دي ميستورا على سؤال عن نية الإدارة الأميركية المشاركة قائلا «هناك نية واضحة للإبقاء على هذه المناقشات الثلاثية واستئنافها، (لكن) الموعد والظروف غير ملائمة لعقدها يوم الاثنين». وقال يان إيجلاند، مسؤول المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، إن كل الأطراف السورية أبدت استعدادها للسماح لقوافل المساعدات بالوصول إلى دوما وأماكن أخرى في الغوطة الشرقية. وأضاف «من المهم للغاية أن نصل إلى الغوطة الشرقية».
في سياق آخر، قالت وسائل إعلام رسمية سورية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن آخر دفعة من مقاتلي المعارضة غادرت مدينة الزبداني قرب دمشق في إطار اتفاق إجلاء متبادل يشمل أربع بلدات محاصرة. وقالت وسائل الإعلام إن الآلاف غادروا أيضا قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب في إطار الاتفاق. وكان الاتفاق قد توقف تنفيذه عندما تعرضت قافلة للمرحلين لهجوم. وذكر التلفزيون الرسمي في بث من المنطقة التي ظلت فترة طويلة تحت حصار من قوات مؤيدة للحكومة أن الزبداني أصبحت خالية تماما من المتشددين الذين إما غادروا إلى مناطق تابعة للمعارضة أو قبلوا بالخضوع لسيطرة الحكومة.
وقال الإعلام الرسمي أن نحو 500 من مقاتلي المعارضة وأسرهم رحلوا عن الزبداني والمناطق المجاورة إلى أراض تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا. وذكر المرصد السوري أن ثلاثة آلاف شخص غادروا الفوعة وكفريا صوب مدينة حلب التي تسيطر عليها الحكومة مضيفا أن من بين هؤلاء قرابة 700 من القوات الموالية للحكومة. وبموجب الاتفاق بين الأطراف المتحاربة يجري نقل المدنيين والمقاتلين المؤيدين للحكومة خارج القريتين مقابل نقل مقاتلي المعارضة السنة والمدنيين من الزبداني ومضايا. وتوقفت عمليات الإجلاء بعد هجوم بقنبلة على قافلة حافلات من الفوعة وكفريا يوم السبت أسفر عن مقتل 126 شخصا بينهم 68 طفلا.
وقال علاء إبراهيم محافظ ريف دمشق للتلفزيون الرسمي في مضايا «ستبدأ محافظة دمشق بإعادة جميع الخدمات الأساسية إلى بلدة مضايا ومن ثم الزبداني.» وجرى إجلاء آلاف السوريين من مناطق معظمها محاصر وتحت سيطرة المعارضة في الشهور الأخيرة في إطار اتفاقات بين حكومة الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة الذين يحاربون منذ ستة أعوام للإطاحة به.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تصريحات ممثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول استخدام السارين في خان شيخون تثير العديد من التساؤلات. وقال إيغور كوناشينكوف، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، للصحفيين: «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تشكلت كمنظمة موضوعية ونزيهة للرقابة على تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.. وفي هذا الصدد، فإن تصريحات أحمد أوزومجو، ممثل هذه المنظمة، حول استخدام السارين في خان شيخون تثير العديد من التساؤلات».
وأكد كوناشينكوف أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تتحمل مسؤولية كبيرة لأن كافة تصريحاتها واستنتاجاتها يجب ألا تكون فرضيات مسيسة بل سردا لحقائق مؤكدة باستخدام الوسائل العلمية، مشددا على أهمية أن تكون كافة هذه الاستنتاجات متوفرة لإعادة التأكد منها. وتابع المسؤول العسكري الروسي: «هذا التصريح المتسرع لأوزومجو يعرض للخطر المنظمة بأكملها. ففي حال تم فعلا استخدام السارين في خان شيخون، كيف يمكن للمنظمة أن تفسر تحرك الدجالين من «الخوذ البيضاء» في سحابة السارين دون وسائل الوقاية؟».
من جانبه قال رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف إن خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية غير قادرين على تنفيذ التحقيق بشكل كامل بسبب «مناورات سياسية» داخل هذه المنظمة الدولية. وأكد كوساتشوف أن أي خطوات مقابلة ردا على ما حدث في خان شيخون يجب أن تعتمد على استنتاجات موضوعية للخبراء وليس على تصورات جيوسياسية معينة، مشيرا إلى أن خطوات واشنطن خرجت عن نطاق القانون الدولي.(وكالات).