في حضرة الجوع.. صورة طفل نازح أبلغ من كل الكلمات
لكارثة النزوح السوري ألف وجه ووجه، لا يجمع بينها سوى وجع المأساة، وغياب الضمير.. والكثير الكثير من الألم المخفي الذي لن تزيده السنوات وصمت العالم، إلا عمقاً ونزفاً وحسرة.
وإذا كان لتراجيديا النزوح أسماء خاطبت بوجعها العالم، وعكست المأساة والظلم والقلق والعتب والفجيعة، فإن ملائكة مثل "ايلان" و"عمران" و"عبود".. وغيرهم الكثير الكثير ممن لم تسجل الكاميرات لحظات شقائهم التي لا يعرفون، والأرجح أنهم لن يعرفوا، سببه أو لماذا رمتهم الحياة في أتونه بديلاً عن حضن الأهل وضحكات الملاعب، هم الأكثر تعبيراً عن هول المعاناة وفظاعة الصمت الدولي الذي يلامس حدّ التواطؤ.
اليوم، نشر الناشط جميل بزّي صورة لطفل سوري نازح، مجهول الاسم شأن عشرات الآلاف من أبناء جيله ووطنه؛ أضناه الجوع فحاول، بعفوية وطهارة صادمة، تناول صورة "هامبرغر" معلقة على جدار أحد المطاعم بهدف الدعاية في إحدى المناطق اللبنانية.
هنا، في حضرة المأساة؛ تصمتُ الكلمات، وتغورُ المشاعر، وتختنقُ العَبَرات.. صورةٌ بألف كلمة وموقف، وطهارةٌ بمائة خطاب زعيم، وبراءةٌ أقوى من كل الكيماوي.. إنه جيل التغريبة السورية، ومَن كانت المأساة مُربيتهُ تكفّل بانتزاع قدره من بين مخالب الحياة وسياط الجلادين.. ومن يَعش يَرى.
(أ.ز)