تغيير مفاجئ في "قواعد الإشتباك" قبل موقعة برنابيو
يمكن اعتبار مواجهة الكلاسيكو المقبلة بينريال مدريدوبرشلونةمحطة في غاية الأهمية من أجل إرساء متغيّرات جديدة أو ربماتغيير "قواعد الإشتباك"بين الغريمين اللدودين في ظل ما انتجته ظروف كل منهما في الآونة الأخيرة، وفي هذا الموسم على وجه الخصوص.
"يوم" برشلونة لا يشبه "أمْسَه"
يقولون ما أشبه اليوم بالبارحة، لكن الأمور ستكون مختلفة كلياً في مواجهة الأحد (على الأقل)، لأن "يوم" برشلونة على سبيل المثال لا يشبه "أمْسَه"، ولأن هذا الأمس أضحى بصفحاته الحالية جزءاً سيئاً من تاريخ الفريق الكاتالوني، فيما ان "يوم" ريال مدريد يشبه نجاح الأمس الذي لطالما تغنى به خصمه اللدود.
يَنْظُر كثيرون إلى موقعة ريال مدريد وبرشلونة على أنها الأهم في الكرة الأرضية قاطبة بغض النظر عن غياب نجم من هنا أو لاعب من هناك، على إعتبار انها الأكثر متابعة والأكثر إثارة في ظل وجود أفضل نجمين في العالم هما ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.
صحيح ان لا جدال في هذا الكلام خاصة وان مواجهات ريال مدريد وبرشلونة في السنوات الماضية أفرزت الكثير من التأكيدات على انالكلاسيكو هو كل العالم.. والعالم هو الكلاسيكو، لكن يمكن اعتبار تلك الصورة هي الواجهة فقط لكل مواجهات الفريقين حتى لو كانت في الصين، أما كيف يظهر جمال تلك الصورة فهنا بيت القصيد.
برشلونة هو السؤال والجواب في آن معاً
ومما لا شك فيه ان برشلونة (في هذه الموقعة) هو السؤال والجواب في آن معاً، اذ أن خروجه من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا على يد يوفنتوس الإيطالي والمستوى المتفاوت الذي يقدمه اللاعبون هذا الموسم، فرضا واقعاً لا يمكن نسيانه ويتلخص بالهوّة العميقة التي تسبب بها المدرب لويس انريكي داخل أروقة الفريق الكاتالوني،تلك الفجوة أسقطت كل المحرمات في البارشالدرجة ان رفاق ليونيل ميسي باتوا معرضين للخسارة بالثلاثة والأربعة، حتى ان الجماهير أصبح بإمكانها مشاهدة دموع اللاعبين أكثر من مرة في موسم واحد وهو أمر كان أقرب إلى الخيال.
انريكي سيئاً إلى حد القسوة!
ولأن الحقيقة تُغضب في أحيان كثيرة، فإن الثابت يبقى أمراً وحيداً ألا وهو، أن ما ارتكبه انريكي بحق الفريق وجماهيره هذا الموسم تجاوز كل التوقعات والتمنيات التي يمكن أن يأملها حتى ألد أعدائه،فكان سيئاً إلى حد القسوةوفاشلاً في تغييراته إلى حد رفض كل الفرص التي منحت له وخاصة في الدوري الإسباني، لذلك فإنه بات قاب قوسين أو أدنى من وداع متناقض كلياً ومختلف عن الذي وجده حين ولج باب النادي الكاتالوني دخول الفاتحين.
زيدان.. محظوظ أم ماذا؟
في المقابل وعلى الرغم من كل النجاحات التي حققها مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان منذ توليه تدريب الميرينغي والتي كان أهمها الفوز بدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، إلا أن الفرنسي أثبت بما لا يدع للشك مجالاً أنه يمتلك "حظاً" يغطي على تجربته المتواضعة في عالم التدريب، وإن كان زيزو يُظهر بين الفينة والأخرى، قدرته على التعلم بسرعة إلا ان ذلك لا يبعد عنه "شبهة" الحظ التي باتت تلازمه في كل مكان يشّد الرحال إليه.
لا قرارات "فوق العادة"
من هذا المنطلق فإن لغة الكلاسيكو الحالي ستنطق بها أقدام اللاعبين على أرض الملعب في الدرجة الأولىوليست اي قرارات "فوق العادة"من انريكي أو زيدان، وحتى يثبت العكس في موقعة البرنابيو فإن الأنظار ستبقى شاخصة على ما يمكن ان يفعله نجوم "مئات الملايين" على العشب الأخضر،فإما حسم أبيض أو فرصة كاتالونية لاستجماع القوى والقوة من جديد!.