شرعيون يناقشون التحديات التي تواجه قطاعي البيئة والمياه في الأردن
جو 24 : أخبار الجامعة الأردنية (أ ج أ) هبة الكايد – شھدت جلسات مؤتمر "البيئة والمياه من منظور الشريعة الإسلامية والعالم المعاصر" الذي نظمته كلية الشريعة في الجامعة الأردنية ومركز الدراسات الإسلامية والتربية الدينية في جامعة مونستر الألمانية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ عصفا ذھنیا واسعا بین المختصین والمشاركین لإيجاد حلول ناجعة وقادرة على اجتياز التحديات التي تواجه قطاعي المياه والبيئة في الأردن.
وكشفت الأوراق العلمية التي تم مناقشتها في اليوم الأول للمؤتمر الذي انطلقت فعالياته أمس برعاية رئيس الجامعة الدكتور عزمي محافظة أن مشاكل البيئة والمياه من أهم التحديات التي تؤرق حياة البشر على كوكب الأرض في وقتنا الحاضر، وتشكل هذه المشاكل بأنواعها كافة تهديدا عالميا حقيقيا متناميا للبشرية كلها.
وأبرز المؤتمرون أن الاحتباس الحراري والتغير المناخي والتصحر واستنزاف الموارد المائية الصالحة للاستعمال البشري وتلوثها ما هي إلا نزر قليل من كثير متعاظم في البيئة العالمية التي يعيش الإنسان فيها.
وأكدوا أن آيات القرآن الكريم حثت المسلم على الحفاظ على الأرض وما فيها من خيرات، وأنها دعت إلى التعامل مع البيئة من منطلق أنها ملكية عامة يجب المحافظة على ثرواتها ومواردها ومكوناتها.
ودعوا في جلساتهم إلى ضرورة إدارة البيئة إدارةً رشيدة؛ معللين ذلك بأن من أنعم الله عليه بنعمة دينية أو دنيوية فلم يشكرها ولم يقم بواجبها اضمحلت عنه وذهبت، وأما من شكر الله تعالى على نعمه وقام بحقها فإنها تثبت وتستمر ويزيده الله منها.
وفي الجلسة الأولى التي أدارها عميد كلية الشريعة الدكتور محمد الخطيب استعرض الدكتور محمد عيد الصاحب من الجامعة الأردنية مدى اعتناء السنة النبوية بالمياه، ليتحدث من جانبه "شعيب سون" من جامعة مونستر عن آداب استعمال الماء المقتبسة من السنة النبوية الأسوة الحسنة، فيما عرض الدكتور أمير دريزي من مونستر الألمانية أهمية الاستخلاف الإنساني والأخلاق البيئية.
وتناولت الجلسة الثانية للمؤتمر التي ترأسها الدكتور أحمد عبد السلام من جامعة مونستر أربع محاضرات لأساتذة من "مونستر الألمانية" بدأها "شفلي أدمي" عن الشريعة : الطريق إلى النبع، وأخرى للسيد كامل أكتم حول البيئة في القرآن الكريم، وأخيرة للسيد علي غندور عن التزكية بين مفهومها الإنساني وبعدها البيئي.
وجاء المؤتمر الذي حظي بمشاركة واسعة من أساتذة الشريعة في الجامعات الأردنية وجامعة مونستر الألمانية والوزارات ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز المياه لإبراز ما تملكه الشريعة الإسلامية من منظومة قيمية وإيمانية متكاملة صالحة لإحداث التغيير الإيجابي عند اتباعها، ما أظهر الأهمية لمحاولة استدعاء منظومة تسهم في تعديل سلوكيات الأفراد والمجتمعات نحو البيئة عموما والمياه خاصة بما يقلل من المخاطر البيئية ويعمل على المحافظة على البيئة الصالحة لحياة الأجيال القادمة.
فيما يمكن تلخيص الهدف من تنظيمه بإظهار مكانة البيئة والمياه في الإسلام بنصوصه وأحكامه ومقاصده وقيمه بما يكشف عن رؤية الشريعة ورسالتها نحو البيئة والمياه في العالم المعاصر، إضافة إلى التشارك بين علماء الشريعة وهيآتهم العلمية مع الجهات المهتمة في قضايا البيئة والمياه تحقيقا لتكاملية الجهود وعالميتها في خدمة البيئة والمحافظة عليها والاسهام في رفد المناهج والخطط الدراسية بمقترحات تخدم هذا الهدف، وبالتالي تقديم رؤى وأفكار واضحة المعالم حول تلك القضايا على المستويين المحلي والعالمي
والمؤتمر الذي يستمر يومين بواقع خمس جلسات يناقش جملة من المحاور المتعلقة بالبيئة والمياه من ناحية دينية، والتحديات العالمية التي تواجه المياه، ونماذج لبعض الحلول التي اتبعتها مؤسسات مهتمة بقضيتي البيئة والمياه على المستويين المحلي والعالمي.