إيمانويل وبريجيت قصة حب غير مألوفة... "مهما فعلت سأعود وأتزوجك"
جو 24 :
"أشكر عائلتي و...بريجيت أيضاً"....بكثير من الدفء والحب، وجه إيمانويل #ماكرون في خطاب الفوز مساء أمس تحية مميزة إلى .زوجته بريجيت، مخترقاً تصفيقاً حاراً لمناصريه في مقر حملته الانتخابية، ليلتفت الى يسار المنصة ويقول: "أشكر بريجيت التي من دونها لما كنت أنا".
وإذا صار ماكرون سيداً للإليزيه، وهو ما بات مرشحاً، ستكون بريجيت ترونيو سيدة أولى لم تشهد #فرنسا مثيلاً لها.
هي جزء أساسي من زوجها، بحسب كتاب "ليه ماكرون" للصحافيتين كارولين دوريان وكانديس ندليك." فلا إيمانويل بلا بريجيت". دورها في حياة مؤسس حركة "أون مارش" سري ولكن أساسي جداً.
زوجان خارجان عن المألوف. وعلى غرار كبار المشاهير، احتلت صورهما أربع مرات غلاف مجلة "باري ماتش" وتصدرت عشر مرات صفحات من مجلة "في إس دي".
قصة الزوجين غير العاديين تستأُثر باهتمام الصحافة، لا لأن بريجيت تشارك بنشاط في حملة المرشح المستقل الانتخابية فحسب، ولكن أيضاً بسبب قصة حبهما وفارق العمر بينهما. فهذه السيدة البالغة (63 عاما) تكبر إيمانويل ماكرون (39 سنة) بـ24 عاماً. وهي كانت أستاذته في المعهد الثانوي الذي درس فيه. وكانت آنذاك تدرسه المسرح ووقع في حبها. وعندما سافر إلى باريس لمواصلة دراسته، قال لها: "مهما فعلت، سوف أعود وسأتزوجك".
أطاح الحب بين إيمانويل وبريجيت كل الحواجز، بما فيها فارق العمر بينهما، ودفعها الى الطلاق من زوجها "بعدما عجزت عن مقاومته" كما تقول. وتزوج الاثنان عام 2007.
لبريجيت ثلاثة أولاد من زواجها الاول وهم سباستيان(41 سنة) وهو مهندس، وطبيبة الأمراض القلبية لورانس (40 سنة) وتيفاني(33 سنة)، وهي محامية وأم لولدين وتشرف على الحملة الانتخابية لماكرون.
إذاً كانت بريجيت مرشدة ماكرون ومدربته منذ كان في الخامسة عشرة، قبل أن تضطلع بدور بارز في حملته الانتخابية الاخيرة، مقدمة له النصح في شأن خطاباته وتساعده عملياً على وضع أجندته.
عيون إيمانويل وأذناه
خلف شعرها الاشقر وبشرتها البرونزية، تعتبر بريجيت "عيون إيمانويل وأذنيه" وصلة الوصل مع المجتمع. فأستاذة اللغة الفرنسية تعيد قراءة خطابات المرشح، وتقول: "إذا لم أفهم أنا، لن يفهم أحد"، وتفند الصحف وتستقبل الصحافيين الذين يريدون اجراء مقابلات مع زوجها، وتتبعه في تنقلاته "لأن ثمة أمور تقال بسهولة أكبر للمرأة". وهي أفضل الوسيلة الافضل لايصال رسالة الى ماكرون.
ومع أن سيدات فرنسا الأولى لهن تاريخ متقلب، وغالباً ما استأثرن بالعناوين بسبب البذخ أو العلاقات الغرامية خارج الزواج أو الخيانة وحتى القتل، لم تكن أي منهن أساسية في سنوات التكوين لأزواجهن، كما كانت بريجيت بالنسبة الى ماكرون.
وتنقل صحيفة "الفيغارو" عن مارك فيراتشي، مستشار في الحملة الانتخابية لماكرون وشاهد على زواجه: "ايمانويل ماكرون لم يكن سيخوض هذه المغامرة من دونها...وجودها اساسي له".
في الثامن من آذار الماضي، قال في تجمع انتخابي في باريس: "إذا انتخبت...آسف، عندما ننتخب، ستكون هنا مع دور ومكانة...أدين لها بالكثير...ساهمت في جعلي من أكون".
وإذا صار ماكرون سيداً للاليزيه، سيكون الزوجان أمام تحدي منع حياتهما الشخصية غير المألوفة من أن تشتت الانتباه عن التحديات الكبيرة التي تواجه رئيس فرنسا.
عائلة بورجوازية
تتحدر بريجيت من عائلة ترونيو البورجوازية المعروفة بمصنع للشوكولا في بلدية أمينز بشمال فرنسا. كانت مدرسة مسرح في مدرسة خاصة في البلدة عندما التقت ماكرون إذ كان في الخامسة عشرة. لعب أدواراً في مسرحيات أستاذته لتتطور العلاقة بينهما الى قصة حب دفعتها الى الطلاق من زوجها، والد أولادها الثلاثة.
وحتى بعد مضي أكثر من عقد على ارتباطهما، لا تزال علاقتهما الاستثنائية تثير الاعجاب، ولا شك في أنها ستثير اهتماماً أكبر عندما تسلط عليهما أضواء الاليزيه.
ولكن يبدو أن الزوجين يعرفان التحديات التي تواجههما في فرنسا البروجوازية والمحافظة، وهما يستعدان للرد على أي هجمات شخصية محتملة، متسلحين خصوصاً بقوة علاقتهما.
"لسنا عائلة كلاسيكية"
وكان ماكرون غرد مرتين عن الشائعات التي تتحدث عن أنه مثلي وأنه يعيش حياة مزدوجة، وأثار المسألة في تجمع سياسي رافضاً هذه المزاعم بمزحة. وحتى أنه لم يتردد في إثارة مسألة "التلميذ التي تزوج معلمته"، قائلاً : "لسنا عائلة كلاسيكية، هذا واقع لا يمكن انكاره...ليس ثمة غير الحب في عائلتنا".
وينقل أشخاص عملوا من قرب مع ماكرون أن بريجيت هي من الاشخاص القلائل الذين يثق بهم.
كانت بريجيت حاضرة بقوة في حملته الانتخابية. ففي فيلم وثائقي عرضته القناة الثالثة للتلفزيون الفرنسي، بدا يستعد لالقاء خطابه عندما قفزت من مقعدها لتقول له: "صوتك ينخفض عندما تقول...ارفع صوتك لكي نعرف عماذا تتحدث". وفي تقرير آخر، يُسأل ماكرون عن حضورها اجتماعاته، فيجيب: "رأيها يهمني" فتتدخل لتقول إنها "رئيسة نادي المعجبين به".
وعلى غرار الرئيس الراحل فاليري جيسكار ديستان الذي جعل زوجته آن أيمون شخصية رئيسية في حياته الرئاسية، تعهد ماكرون اعطاء زوجته موقعاً رسمياً، وهي سابقة في فرنسا "ولكن من دون راتب"، وهي خطة تدعمها بريجيت.
وعندما سئلت بريجيت من أي سيدة فرنسية أولى ستستلهم دورها في حال وصول زوجها الى الاليزيه، قالت إن كارلا بروني ساركوزي "قامت بمهمتها جيداً"، مضيفة :" انتقدت كثيراً وتجازوت كل ذلك مع كثير من اللباقة...هذا لم يكن سهلاً".النهار اللبنانية