القوات العراقية تلجأ للحصار والتطويق في مواجهة داعش
قال الفريق الركن عبد الغني الأسدي قائد جهاز مكافحة الإرهاب العراقية إن القوات العراقية تلجأ إلى خطط الحصار والتطويق لدفع عناصر تنظيم داعش المتشدد للخروج من الموصل القديمة وتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين المحاصرين داخل الحي التاريخي في الموصل.
وسمع دوي انفجار سيارتين ملغومتين على مقربة من مقر قيادة الأسدي أثناء حديثه أمس الاثنين. وشوهدت أعمدة دخان كثيفة متصاعدة فيما سمع دوي نيران بأسلحة ثقيلة اليوم الثلاثاء من مناطق تحت سيطرة المتشددين.
وقال الأسدي إن معظم المنازل في الموصل القديمة عتيقة جدا والشوارع والأزقة هناك ضيقة للغاية.
وأضاف أن الوحدات التابعة له لا تشتبك مع الدولة الإسلامية في المواقع التي يحتجز فيها المتشددون مدنيين ويتخذونهم دروعا بشرية.
وقال "حتى نجنب أهلنا وعوائلنا إيقاع خسائر بهم اتُخذ هذا الأسلوب" مضيفا أن ذلك لا يعني عدم شن "عملية دقيقة... ومحسوبة حتى نحرر أهلنا من الأسر الذي فرضه عليهم هؤلاء الأوباش".
وحاصرت قوات الحكومة المتشددين في شمال غرب الموصل الذي يتضمن الموصل القديمة وبه مسجد النوري الذي أعلن منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إقامة دولة "الخلافة" على مناطق في العراق وسورية.
ويتصدى تنظيم داعش للهجوم عليه بنصب شراك مفخخة وشن هجمات انتحارية بسيارات ملغومة كما تلجأ لنيران القناصة وقذائف المورتر وأحيانا بإطلاق غاز سام.
* "كارثة إنسانية"
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو نصف مليون شخص محاصرون داخل مناطق في الموصل ما زالت تحت سيطرة داعش في ظل نقص مستمر للغذاء والمياه. ومن بين المحاصرين 400 ألف في الموصل القديمة وحدها.
وقالت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق لرويترز الأسبوع الماضي إن القتال في الموصل القديمة ربما يؤدي "لكارثة إنسانية ربما هي الأسوأ" خلال الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات لطرد داعش من العراق.
وقدرت منظمات الإغاثة الدولية عدد القتلى من المدنيين والعسكريين بعدة آلاف منذ بدء حملة القوات الحكومية، المدعومة من الولايات المتحدة، لاستعادة السيطرة على الموصل والتي بدأت في أكتوبر تشرين الأول. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة نزح أكثر من 330 ألفا حتى الآن.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير اليوم الثلاثاء "شركاء العمل الإنساني يعدون خططا طارئة لعدة سيناريوهات مختلفة للنزوح في غرب الموصل بما في ذلك احتمال حدوث تدفق جماعي لعدد يتراوح بين 350 ألفا و450 ألفا من المدنيين".
وسيطرت داعش على الموصل كبرى مدن شمال العراق في منتصف عام 2014 لكن القوات الحكومية استعادت معظم أنحاء المدينة بما في ذلك نصفها الواقع شرقي نهر دجلة.
وسيطر الجيش العراقي اليوم الثلاثاء على مزيد من الأراضي حيث نجح في إخراج المتشددين من منطقة حي التنك إحدى أكبر المناطق في الشطر الغربي من المدينة.
وقال الأسدي إن المعركة ستنتهي بعد وقت قصير دون أن يحدد إطارا زمنيا لها. وقال "إن شاء الله الوقت قصير". وأضاف "هذه حرب عصابات" لا "حرب نظامية" لذا يصعب تحديد المدى الزمني لها. وقال إن تنظيم داعش "يقاتل من بيت إلى بيت".
ويقدر الجيش العراقي مقاتلي الدولة الإسلامية بعدد يتراوح بين 200 و300 مقاتل معظمهم أجانب لا يزالون في الموصل مقارنة بنحو 6000 عند بدء الحملة.
وقال ضابط بجهاز مكافحة الإرهاب اليوم الثلاثاء إن نحو 500 متشدد قتلوا الأسبوع الماضي دون أن يذكر عدد القتلى أو المصابين في صفوف قوات الحكومة.
وقال الأسدي إن مقاتل "داعش في سياقته وفِي أسلوبه لا يترك نفسه للأسر. هو جاء لكي يموت والقسم الأكبر منهم الآن ذهبوا إلى جهنم وبئس المصير".(رويترز)