إذا كنت ممن يكتبون باليد اليسرى فعليك إذاً معرفة ما يعنيه ذلك.. دراسةٌ تقدِّم لك تفسيراً مثيراً
جو 24 :
أظهرت دراسة جديدة مُثيرة للدهشة، أنَّ الأشخاص الذين يمتلكون ملامح وجهٍ نحيفة، هم أكثر احتمالاً لأن يكونوا معتمدين على يدهم اليسرى.
وأظهرت نتائج الدراسة التي ذكرت نتائجها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الجمعة 28 أبريل/نيسان 2017، أنَّ الوجوه النحيلة تزيد من احتمال أن يكون الشخص ممن يُفضِّلون استخدام اليد اليسرى.
وتشير الصحيفة إلى أن الباحثين يأملون في أن تسلط هذه الرابطة ضوءاً جديداً على جذور الاعتماد على اليد اليسرى خلال التطور البشري.
كيف أجريت الدراسة؟
حلَّل باحثون في جامعة واشنطن وجوه 13.536 فرداً شاركوا في ثلاث دراسات وطنية في الولايات المتحدة. وأظهر التحليل أنَّ الوجوه النحيلة ترتبط بزيادة قدرها 25% في أن يكون الشخص من المُعتمدين على اليد اليسرى.
واكتشفوا أيضاً أنَّ الوجوه والفُكُوك النحيلة كانت مرتبطة بما يعرف بـ"تراكب العضة"، وهو بروز مقدمة الفك العلوي عن السفلي. ويُعد الفكان النحيلان سمةً شائعة في الوجوه، تظهر في واحدٍ من بين كل خمسة مراهقين في الولايات المتحدة.
وكانت ظاهرة الفكَّين النحيلين قد رُبِطَت في السابق باحتمال الإصابة بمرض السل، وهو المرض الذي أثَّر بشكلٍ كبيرٍ في تطور الإنسان، ويُؤثِّر اليوم على ملياري شخص في جميع أنحاء العالم.
left hand writing
ويعتقد الباحثون أنَّ النتيجة تُشير إلى أنَّ الجينات الوراثية التي تُشكل ملامح الوجه واحتمال التعرض لمرض السل يرتبطان أيضاً بزيادة احتمال أن يكون الشخص أعسر (الشخص الذي يستخدم يده اليسرى في الأفعال أكثر من يده اليمنى).
وتشير صحيفة "ديلي ميل" إلى أن بريطانيا كانت تُعرف باسم "عاصمة السل" في أوروبا الغربية، كما ينتشر فيها الأشخاص الذين يعتمدون على اليد اليسرى بصورةٍ كبيرة، فضلاً عن وجود نسبةٍ أعلى من الأشخاص الذين يمتلكون وجوهاً نحيلة.
وتضيف الصحيفة في هذا السياق: "تمتلك جماعاتٌ أخرى، مثل الإسكيمو؛ وهم شعبٌ يسكن في المناطق المُتجمِّدة شمالي الكرة الأرضية، ووُصِفوا في القرن التاسع عشر بأنَّهم مقاومون لمرض السل، سمات وجهٍ قويةٍ، وعادةً ما يجري تصويرهم في الأعمال الفنية بإظهار الانتشار الواسع لاستخدام اليد اليمنى عند استخدام الأدوات والآلات".
"ظاهري البنية"
البروفيسور فيليب هوغول، المؤلف الرئيسي للدراسة قال إنه: "منذ ما يقرب من ألفي سنة، كان أحد الأطباء اليونانيين هو أول من أشار إلى أنَّ الفكين النحيلين يُعدَّان إشارةً إلى احتمال الإصابة بمرض السل، واتضح أنَّه كان على صواب".
وأضاف هوغول: "أكَّدت دراسات القرن العشرين ملاحظاته السريرية، إذ أصبحت ملامح الوجه النحيلة معترفاً بها باعتبارها تُمثِّل إحدى سمات البنيان النحيل للشخص الذي يكون عُرضةً للإصابة بمرض السل. ولايزال مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها يعتبر أنَّ وزن الجسم المنخفض لهذا البنيان النحيل دليل على قابلية الإصابة بالسل حتى اليوم".
وفي أوائل القرن الـ20، كان الشخص النحيف يُوصف بما يُعرف بـ"ظاهريّ البِنية" (ويعني الشخص النحيل طبيعياً ويعاني من أجل اكتساب الوزن)، وهو المصطلح الذي لا يزال مُستخدماً في الثقافة الشعبية للإشارة إلى اتّباع النظام الغذائي وكمال الأجسام.
وأضاف الدكتور هوغول: "في عالم تهيمن عليه أزمة السمنة والاعتماد على اليد اليُمنى، يُمكن أن يكون الأشخاص ذوو البنية النحيلة مختلفين في رغباتهم. وتُشير المواقع الشهيرة إلى أنَّهم عادةً ما يُعبِّرون عن رغبتهم في زيادة الوزن أو زيادة كتلة العضلات. ويُعد الاحتمال الأكبر بعض الشيء في أن يكون الأشخاص الذين يعتمدون على اليد اليسرى يعتبرون ذلك ميزةً إضافية تجعلهم مختلفين".
left hand writing
وأشارت دراسة قامت بها الأكاديمية للطب في العام 2010، أن اعتماد الأشخاص على يدهم اليسرى، يؤثر على صحتهم سلباً وإيجاباً، وذكرت الدراسة أنهم قد يصابون بعسرٍ في القراءة وبتغيرات مزاجية مفاجِئة، فيما بيّن استفتاءٌ لأكثر من مليون و400 ألف شخص في برلين قام به موقع "بوابة الأبحاث العلمية" أن إصابة كتّاب اليد اليسرى بالتهاب المفاصل والقرحة خفيفة جدّاً مقارنةً بكتّاب اليد اليمنى.
ومن الأمور الأخرى التي تميز من يكتب باليسار عن غيره أنهم يسمعون الخطابات بطريقة مغايرة، إذ يلاحظ "اليساريون" تغير الصوت أسرع من الآخرين، حسب ما أشارت دراسة صادرة عن المركز الطبي لجامعة جورجتاون في كانون الثاني 2012، وذكرت أن القسم الأيمن من الدماغ الذي يتحكم بالجهة اليسرى من الجسم يلتقط التحرك السريع في الحديث، كالانتقال من أحرف العلة إلى الأحرف الأخرى، بينما القسم الأيسر المتحكم بالجهة اليمنى يلتقط المتغيرات البطيئة، كالتوقف في الحديث وتغيير المقاطع في الجُمَل، وفقاً لما ذكرته صحيفة "النهار".
وقالت المجلة الأميركية لعلم النفس في كانون الأول 2011، إن من يستعملون اليد اليسرى هم أفضل من ناحية التفكير التباعدي وطريقة توليد الأفكار، فيولّدون تلقائياً عدداً من الحلول أكثر من الآخرين.