كاسيميرو أهم لاعب في ريال مدريد .. خرافة يرددها الجميع
جو 24 :
"كاسيميرو من أفضل لاعبي الارتكاز في العالم إن لم يكن الأفضل”، جملة سمعناها كثيراً في الموسم الحالي من أنصار ريال مدريد ومن بعض المحللين والنقاد، وما يدعم وجهة النظر هذه أن النجم البرازيلي عنصر أساسي في تشكيلة المدرب زين الدين زيدان، بل ضمن الأهم في الفريق بحسب اختيارات المدرب الفرنسي.
كاسيميرو لاعب جيد في الضغط على المنافس وتكسير الهجمات المرتدة للخصم، كما أنه يلعب بروح قتالية عالية ويملك عقلية اللاعبين الذين يرفضون الهزيمة داخل الملعب، كما لديه قوة بدنية هائلة سواء من حيث الاحتكاكات أو الجري في الملعب، لكن هل هذه الميزات تجعله لاعباً مهماً لهذه الدرجة؟ وهل هو مفيد حقاً لريال مدريد؟
هل كاسيميرو لاعب ارتكاز أم مدافع؟
عندما نتحدث عن لاعب ارتكاز في فريق كبير بحجم ريال مدريد، لا يجب تقييمه على عدد الكرات التي يستخلصها فقط، بل هناك عدة جوانب أخرى تلعب دوراً مهماً، مثل عدد التمريرات ومعدلها، رؤيته للملعب، وقدرته على بناء اللعب والخروج بالكرة.
النجم البرازيلي يحتل المركز التاسع في ريال مدريد من حيث عدد التمريرات بواقع 44 تمريرة في المباراة الواحدة، كما أن دقة تمريرات لا تتجاوز 85% محتلاً المركز 13 في النادي الملكي ، هي أرقام ليست كارثية، لكن بالنسبة للاعب خط وسط في واحد من أكبر أندية العالم فهي تصنف ضمن الأرقام الضعيفة، ويجب أن لا ننسى أن معظم تمريراته تكون للخلف أو للاعب القريب، وهذا يجعلنا نضع علامات استفهام كبيرة على معدل دقة تمريراته.
في برشلونة يعد بوسكيتس الأكثر تمريراً في معظم المباريات، الأمر نفسه ينطبق على نجولو كانتي في تشيلسي، أندير هيريرا في مانشستر يونايتد، جابي في أتلتيكو مدريد والقائمة تطول، فهذا أمر طبيعي، لأننا نتحدث عن لاعب مركزي في خط الوسط، فيجب أن يكون عدد تمريراته ومعدلها ضمن أفضل 3 لاعبين في الفريق على الأقل.
خرافة التوازن
أهمية كاسيميرو في ريال مدريد أنه يخلق التوازن في العمليتين الهجومية والدفاعية، هذا ما يراه البعض، لكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، لأن ريال مدريد لم يتوقف عن استقبال الأهداف حتى مع تواجد النجم البرازيلي، والمساحة أمام رباعي خط الدفاع ما زالت موجودة ويستفيد منها الخصوم في كل مباراة.
البعض سيستشهد بحال الفريق عندما كان كروس ومودريتش يلعبان وحدهما، فقد كان الفريق يعاني فعلاً في تلك الفترة مع كارلو أنشيلوتي ومع زين الدين زيدان في بدايته، لكن في الوقت ذاته، ما زال ريال مدريد يعاني أيضاً، لم يتغير أي شيء سوى أن الفريق أصبح يسجل عندما يُسجل به.
كذلك، عندما كان يلعب كروس ومودريتش وحدهما في خط الوسط، كان هناك خلل بالتوازن لأنه لم يكن يتم تدعيمهما بلاعب ثالث مثل ماتيو كوفاسيتش أو إيسكو، وحتى إن لعب الأخير كان يقوم بدور صانع الألعاب ولا يشارك في بناء اللعب.
لو نتذكر مباراة كلاسيكو الذهاب أمام برشلونة هذا الموسم، كان حينها يلعب كوفاسيتش وإيسكو إلى جانب لوكا مودريتش في خط الوسط، ورغم ذلك، قدم الفريق مباراة كبيرة في خط الوسط ولم يترك أي مساحات للبرسا كما حدث في لقاء العودة عندما كان يلعب كاسيميرو، فالمسألة لا تتعلق بوجود لاعب ارتكاز تقليدي أم لا، بل بكيفية توظيف اللاعبين.
حتى دفاعياً .. كاسيميرو ليس لاعباً خارق
اعتماد زيدان على كاسيميرو بشكل مستمر يعود إلى الدور الدفاعي الكبير الذي يقدمه، وهذا ما يجعل الجماهير معجبة باللاعب إلى درجة كبيرة، لكن الحقيقة أن كاسيميرو لا يقوم بأكثر مما يفعله كروس ومودريتش، بل على العكس، فالنجمان الكرواتي والألماني يتفوقان عليه على هذا الصعيد أيضاً.
كاسسميرو يعد أكثر لاعب في ريال مدريد يتدخل على حامل الكرة من الخصم بواقع 4.4 تدخل في المباراة الواحدة، وقبل أن تبدي إعجابك بهذا الرقم، عليك أن تعرف أن 50% من هذه التدخلات يتركب فيها خطأ، فهو أكثر لاعب بالفريق يمنح المنافسين أخطاء في مناطق ريال مدريد بواقع 2,2 خطأ في المباراة، ولكي ندرك مدى سوء هذا الرقم علينا أن نرى اللاعب صاحب المرتبة الثانية بالأخطاء وهو دانيلو الذي يرتكب 1.1 خطأ في المباراة الواحدة فقط!
كاسيميرو ليس أفضل قاطع كرات في الفريق، وليس الثاني ولا حتى الثالث أو الرابع، بل يحتل المركز السابع بـ1.7 افتكاك في المباراة، علماً أن لوكا مودريتش يقطع الكرة 1.8 مرة في اللقاء الواحد.
الخلاصة
قد يكون لكاسيميرو دور مهم دفاعياً رغم أن الأرقام تثبت عكس ذلك، لكن ريال مدريد ما زال يستقبل الأهداف حتى مع وجوده، ومشكلة المساحات ما زالت حاضرة في معظم المباريات، الأمر الذي يجعلنا نتساءل؛ ما هي فائدة كاسيميرو إن كان الفريق يعاني دفاعياً بجميع الأحوال في الوقت الذي لا يقوم به اللاعب بأي دور هجومي أو في عملية بناء اللعب والخروج بالكرة؟
يمكن لزيدان توظيف ماتيو كوفاسيتش إلى جانب مودريتش وتوني كروس، وتوزيع الأدوار الدفاعية عليهم جميعاً بدلاً من الاعتماد على لاعب واحد فقط، فهذا من شأنه أن يساعد الفريق هجومياً ويخلق حلول أكثر لحامل الكرة، كما ويمكن الاعتماد على إيسكو في هذا الدور أيضاً، لاسيما وأنه شغله في العديد من المرات مع أنشيلوتي وكان بارعاً فيه مع الأخذ بعين الاعتبار قلب مثلث خط الوسط، بحيث يصبح مودريتش وكروس هما لاعبان الاتركاز ويتحول إيسكو للاعب محوري.