نظرية العقدة وعكسها .. ديربي مدريد دليل على أنها لا تتحكم في النتائج
الإحصائيات التاريخية لها أهمية كبيرة في عالم الساحرة المستديرة، فهي تضاعف المتعة والترقب قبل المباريات، كما يرى البعض أنها قد تعطي مؤشر للفريق الأقرب للفوز في اللقاء، لاسيما وإن كانت تلك الإحصاءات مستخلصة من ماضي قريب..
ومن الإحصائيات المثيرة قبل مباراة ديربي مدريد بين الريال وأتلتيكو يوم غد في ذهاب دوري أبطال أوروبا، أن ريال مدريد يتفوق دائماً على جاره اللدود في دوري الأبطال، حيث تكرر هذا السيناريو 4 مرات، المرة الأولى في موسم 1958-59، وحدث الأمر ذاته في آخر 3 مواسم عندما انتصر الريال في نهائيين 2014 و2016، وانتصر في عام 2015 بمجموع مباراتي الذهاب والعودة بربع النهائي.
البعض يرى هذه الإحصائية بمثابة العقدة لأتلتيكو مدريد في مواجهات الديربي بدوري أبطال أوروبا، مما يعني أن الفريق الملكي هو دائماً الأقرب للفوز عندما يتعلق الأمر بدوري الأبطال لأنه لم يحدث من قبل أن خرج على يد الروخي بلانكوس.
وعلى مدار السنوات الماضية، شاهدنا العديد من "العقد الكروية” مثل عقدة ملعب الأنويتا على برشلونة، وعقدة الموسم الثالث للمدرب جوزيه مورينيو وغيرها الكثير.
إحصائياً .. العقدة خطر على الفريق المهيمن !
مثلما هناك وجهة نظر تدعي أن عقدة ريال مدريد لأتلتيكو في دوري الأبطال تصب في مصلحة زيزو ورفاقه، هناك وجهة نظر معاكسة تماماً ترى أن هذه الإحصائية ترجح كفة الروخي لانكوس للعبور إلى المباراة النهائية.
الفكرة تتضمن أنه عندما نتحدث عن فريقين نسبة حظوظهما متساوية نسبياً على الورق، يكون الفريق الذي يخسر دائماً هو الأوفر حظاً للفوز، وكمثال توضيحي؛ من الصعب أن ترمي قطعة نرد 5 مرات وتأتي النتيجة كتابة، يمكن أن يحدث ذلك، لكن احتمالية حدوثه ضعيفة للغاية.
فمثلاً، قالوا أن الكلاسيكو أصبح عقدة علىليونيل ميسي كونه لم يسجل في آخر 6 مباريات ضد ريال مدريد، قبيل أن يرد النجم الأرجنتيني بتسجيله هدفين وقيادة فريقه نحو الفوز الأسبوع الماضي، فاحتمالية أن يسجل لاعب مثل ميسي في الكلاسيكو تتجاوز نسبة 50%، واحتمالية المواصلة في إيقافه للمباراة السابعة على التوالي ستكون أضعف عن المباراة التي سبقتها، وهكذا.
ماذا نستفيد من ذلك؟
هو درس نتعلمه بأن الإحصائيات التاريخية ما هي إلا مجرد أرقام، ولا يمكن أن نتنبأ من خلالها بأي نتيجة خصوصاً إن كنا نتحدث عن فريقين متقاربين بالمستوى، فكل مباراة لها ظروفها ومعطياتها، ولا يمكن القياس على المواجهات السابقة بتاتاً.
فكما رأينا، هناك وجهتان نظر متناقضتان تماماً، وكل شخص يتبنى إحداها يكون لديه الحجج بأنها هي الصحيحة، ولكن الحقيقة هي أن الرأيان خاطئان، فشاهدنا الكثير مما أطلق عليها "عقد” تستمر لفترات طويلة، وبإحصائيات غريبة، لكنها بالنهاية تحثل، كما تمكن برشلونة من حل عقدة ملعب الأنويتا هذا الموسم، وقد يحدث ذلك في أي وقت.