الرفاعي: في المحافظات منجمٌ فكريّ غير مستغل ولا بد من الإصغاء له
جو 24 :
يرفض رئيس الوزراء الأردني الشاب الأسبق سمير الرفاعي الاستسلام لفكرة انه لم يأخذ فرصته في الولاية العامة لمجلس الوزراء، معتبرا نفسه قد أخذها "وزيادة” بمجرد كون عاهل البلاد الملك عبد الله الثاني "اختاره” لرئاسة حكومة من الأساس ومنحه شرف التكليف.
الرفاعي تحدث عن كونه لا يشعر بأي ظلم من الشارع أو من صانع القرار، وعلى العكس يعتبر نفسه حصل على فرصته مرّتين، الأولى حين تم اختياره كرئيس وزراء والثانية حين اختار تقديم استقالته تجاوبا مع ظروف يعلمها الجميع في حينه.
وفقال لقراءات تلك المرحلة استقالت حكومة سمير زيد الرفاعي في بداية شباط/ فبراير عام 2011 إثر موجة الاحتجاجات التي اشتعلت في الأردن (الربيع الأردني- كما اصطلح على تسمية تلك الموجة)، وروّج في ذلك الحين أن حكومته هي سبب الأزمة الاقتصادية ليخلفه الدكتور معروف البخيت.
حديث الرفاعي هذه المرة يتضمّن منحىً شخصيا بعض الشيء، رغم أن الرجل في جعبته الكثير في جانبي الاقتصاد والسياسية، إلا أن توضيحاته في البعد الشخصي والتي فنّد فيها بالكثير من الودّ بعض ما أثير حوله منذ ترك مكتب رئاسة الوزراء في الدوار الرابع، وانتقل لمجلس الملك (الغرفة التشريعية الثانية) في العبدلي، أتاحت نشرها بصورة منفصلة.
الرفاعي بدا نشطا جدا في الفترة الاخيرة اذ زار معظم المناطق والمحافظات والمخيمات في المملكة وعقد مئات الندوات الحوارية مع الشباب في مختلف الأندية والجامعات، الامر الذي رآه الرئيس السابق الأنيق باعتباره "طبيعيا” لأي شخص يريد أن يفهم خبايا البلاد وتفاصيلها.
وأكد الرفاعي في حديث مطوّل انه لا يسعى للظهور للعودة للسلطة، مشددا على ان ذلك لن يجعله يرفض اي ثقة ملكية تمنح له بكل الاحوال، إلا ان له "فلسفته الخاصة” في تحركاته الاخيرة.
فلسفته تنطوي ببساطة على كونه لايزال رئيس الوزراء الاصغر الذي استلم المنصب، ما يضع على كاهله مسؤولية مضاعفة، لطمس الصورة الذهنية لدى المجتمع عن الشباب باعتبارهم منسلخين عن واقعهم وبعيدين عنه، وهو تحديدا ما جعله لا يتوقف عند تنحيه عن منصبه، لا بل "حفّزه ذلك ليستمر في لقاء الأردنيين في مختلف مناطق المملكة وفهم ما يفكرون به” وفق ما قاله لـ "رأي اليوم”.
رئيس الوزراء الاصغر، حين استلامه منصبه في الدوار الرابع حظي بفريق شاب من حوله، إلا انه قوبل بالعديد من الصور النمطية وفق مقربين من المشهد في ذلك الوقت.
في كل الحالات كانت النتيجة واحدة هي ان الرفاعي حورب بشراسة من قبل مختلف الفئات، كما انتهت ولايته قبل اتمامه برنامجه الاقتصادي المتكامل الذي وضعه لنفسه منذ توليه الولاية ورئاسة الوزراء.
الرفاعي يؤكد أيضا أن جولاته لم تكن صورية وأن اللقاءات التي حضرها على امتداد المملكة الأردنية عمّقت لديه موسوعة فكرية إضافية عما لدى أبناء الأردن من مطالب وما يشكلونه من منجم فكري واقتصادي غير مستغل بأفضل الطرق- على الأقل- ما يجعله اليوم، يستشعر مجددا الفجوات التنموية بين المحافظات والمناطق، ويحذّر كثيرا من زيادة التهميش.
لحديث الرفاعي الاقتصادي والاجتماعي بكل الأحوال تتمة تنشرها "رأي اليوم” بتقاريرها. "