"وقور" على لينكد إن و"مجنون" على إنستغرام.. دراسة تكشف لماذا تختلف سلوكياتنا على الشبكات الاجتماعية
جو 24 :
جميعنا يمتلك حساباً على عدد من الشبكات الاجتماعية، واحد على فيسبوك، وآخر على تويتر، وثالث على إنستغرام، وهكذا، على الرغم من أن غرض المواقع متشابه، وأحياناً تكون قائمة الأصدقاء في أحد المواقع هي نفسها أسماء المتابعين على موقع آخر، وهذا ما أكده مركز بيو Pew للأبحاث.
ورغم ذلك، فإن لكلٍّ منا شخصية مختلفة أثناء استخدام كل شبكة اجتماعية، بحسب ما أكده بحث لكلية العلوم والتكنولوجيا في ولاية بنسلفانيا الأميركية، وكلية كينغز في مدينة لندن البريطانية.
إذ وجد البحث أن الشخصيات المختلفة للشخص الواحد تنبع من فكرة التكيف مع ثقافة كل موقع وآدابه، فمثلاً صور الرحلات والسهرات المميزة والأخرى المدمج لها فلاتر يستخدمها الشخص على حسابه على إنستغرام، وليس لينكد إن، بل ربما يتعجب إذا رأى أحدهم ناشراً صورة مماثلة على موقع التوظيف الشهير.
لذا تجد لكل شخص شخصية مختلفة تتناسب مع العالم الافتراضي الموجود به في لحظتها، من خلال صوره والمعلومات الذاتية المكتوبة عنه. ويختلف الأمر باختلاف الفئات العمرية والجنس، بحسب ما استنتجه القائمان على البحث، دونغون لي الأستاذ المساعد في جامعة بنسلفانيا، ونيشانث ساستري المحاضر الكبير في كلية كينغز.
على سبيل المثال، أظهر البحث أن النساء أقل احتمالاً لارتداء نظارات النظر في صورهم الشخصية، بينما يشيع عدم ابتسام المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً في الصورة الشخصية.
حتى إنه بتجربة البحث عكسياً عبر تحليل وصف وصورة الملف الشخصي لأي مستخدم، أمكن للنموذج تحديد المنصة التي تم إنشاء حساب عليها، بنسبة تصل دقتها بين 60 إلى 80%.
إذ جمع البحث معلومات عن أكثر من 100 ألف مستخدم للشبكات الاجتماعية من خلال استخدام موقع About.me، الذي تطوع فيه المستخدمون بنشر ملفاتهم الشخصية لأكثر من شبكة اجتماعية، ليعمل هذا الموقع بمثابة دليل لكل الشبكات الاجتماعية.
فيما يعتقد الباحثون أن المستخدمين لا يُعدلون صفاتهم بشكل صريح بما يناسب كل شبكة اجتماعية، ولكنهم يتكيفون مع السلوك العام دون وعي منهم.
ويُفسر ساستري ذلك بالقول: "تستهلك الشبكات الاجتماعية -وبشكل متزايد- جزءاً كبيراً من حياتنا. ولذا، ففهم كيفية تفاعلنا مع بعضنا البعض على الشبكات الاجتماعية مهم لفهم مَن نحن في عالم الإنترنت، وكيف نرتبط مع بعضنا البعض بطرق افتراضية، ونعرف المزيد عن سلوكنا".
جدير بالذكر أن المؤسسة الوطنية للعلوم البريطانية (NSF)، ومجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية البريطاني (ESRC) دعما الدراسة المعنونة بـ"ارتداء قبعات (اجتماعية) كثيرة: ما مدى اختلاف شخصياتك على الشبكات الاجتماعية؟" لدراسة الظواهر المختلفة على الشبكات الاجتماعية.
فيما سيتم عرض دراستهم المشتركة كاملةً في مؤتمر AAAI الدولي عن شبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية (ICWSM) في مايو/أيار المقبل.
ومن شأن إجراء المزيد من الأبحاث في هذا المجال أن يوفر طرقاً أفضل لمستخدمي الشبكات الاجتماعية لتصميم ملفاتهم الشخصية بشكل مثالي.