«إيفانكا ترامب» ليست مجرد ابنة .. 8 مواقف جعلتها الأكثر تأثيرًا في تاريخ أمريكا
جو 24 :
هكذا كان ردّ إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عند سؤالها في أحد اللقاءات الصحفية حول الأقاويل المثارة بشأن كونها جزءًا من إدارة ترامب في المستقبل، غير أنها نفت ذلك الأمر نفيًا قاطعًا، مشددةً على أنها لا تطمح للحصول على أي دور في البيت الأبيض ولا إدارة ترامب، وأنها فقط ستتصرف بوصفها ابنة، دون تولِّي أي مناصب رسمية.
في استطلاعٍ للرأي أجريَ في بداية الشهر الجاري، وتحديدًا في 12 أبريل (نيسان) 2017، تبيَّن أن إيفانكا ترامب هي العضو الأكثر شعبيةً داخل البيت الأبيض حتى الآن، ضمن فريق ترامب، إذ يؤيدها ويفضّلها حوالي 46% من الذين أدلوا بأصواتهم في الاستطلاع، بينما يوجد 36% آخرون لا يؤيدونها ولا يدعمونها، بينما يوجد فقط 17% لم يسمعوا بها من قبل، بينما توجد نسبة 1% لم يتم ذكرها في الاستطلاع، والتي عادةً ما تكون أصواتًا باطلة؛ إمَّا غير مُجابة، أو تم اختيار أكثر من إجابة لها.
وتأتي هذه النتائج وسط نسبٍ أقلّ لجميع العاملين في البيت الأبيض دون ترامب، وخاصّةً المستشارين الذين من المفترض لهم أنهم يملكون التأثير والنفوذ الأكبر، مثل ستيف بانون، كبير المخططين الاستراتيجيين للرئيس، الذي يفضله فقط نسبة 22%، وأيضًا كيليان كونواي التي يؤيدها 30% فقط من المدلين بأصواتهم، وأيضًا شون سبايسر الذي يؤيده 28% فقط من الأصوات، ولذلك تصبح إيفانكا الحاصلة على أكبر نسب للتأييد الشعبي داخل البيت الأبيض.
وبالرغم من وجود بنات لرؤساء سابقين في الولايات المتحدة الأمريكية ذوات تأثير واسع في السياسة الأمريكية مثل أليس روزفيلت ومورين ريجان، إلا أن إيفانكا ترامب تُصنَّف على أنها الابنة الأكثر تأثيرًا ونفوذًا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. نشرح لكم هذه في ثمانية مواقف.
1- تعمل من مكتب السيدة الأولى بالفعل
انتقلت إيفانكا ترامب إلى العمل من مكتب السيدة الأولى في البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، وليس هذا فقط، بل إنها أعادت تصميمه بطرقٍ مختلفة، وأعلنت أنه سيُطلق عليه (مكتب الأسرة الأولى) من الفترة القادمة، بدلًا من اسم (مكتب السيدة الأولى).
هذا في الوقت الذي ما زالت السيدة الأولى، «ميلانيا ترامب»، تقيم فيه في برج ترامب في مدينة نيويورك، في الوقت الذي تعمل فيه هي الأخرى على ترميم منزلها الفخم الذي تصل تكلفته إلى 100 مليون دولار تقريبًا. وحتى الآن، لم تظهر ميلانيا ترامب بدور مؤثر في السياسة الأمريكية، وإنما كان ظهورها في معظم الوقت مجرد ظهور صوري.
من جانبها، أعلنت ميلانيا أن سبب بقائها في نيويورك هو البقاء مع بارون، الابن الأصغر للرئيس دونالد ترامب، في أوقات دراسته، ولمساعدته في مذاكرة دروسه، مشيرةً إلى أنها ستنتقل معه في شهر يونيو (حزيران) القادم، بعد نهاية العام الدراسي، إلى البيت الأبيض في العاصمة.
هذا في الوقت الذي يشير فيه عدد من المحللين إلى أن حياة الرئاسة هي من اهتمامات دونالد ترامب، وابنته إيفانكا، بينما هذه الحياة لم تكن هي الحلم بالنسبة لإيفانكا. الأمر الذي دفعهم لوصفها بالبائسة في تأديتها لدور السيدة الأولى.
2- مساعد خاص للرئيس
انضمت إيفانكا إلى فريق العمل الرسمي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك في أواخر شهر مارس (آذار) الماضي، لتصبح موظفة حكومية رسمية، وبذلك تنضم إلى زوجها، جاريد كوشنر، الذي يعمل هو الآخر مستشارًا في إدارة ترامب. الوظيفة التي حصلت عليها إيفانكا مؤخرًا هي وظيفة غير مدفوعة الأجر، غير أنها ذات موقع مهمّ ومؤثِّر ضمن خريطة أصحاب النفوذ داخل البيت الأبيض. وبذلك تتأكد الأقاويل والمزاعم بشأن تعيين ترامب لأصدقائه وأفراد أسرته في إدارته، لأنه لا يضع ثقته في كل من هو غريب.
يُذكر أن الولايات المتحدة تملك قانونًا ساريًا صدر عام 1967 يرفض المحاباة لأيٍّ من أقارب وأصهار وأهل المسؤولين، وعند مواجهة إدارة ترامب بالأمر، أصدرت وزارة العدل الأمريكية بيانًا تشرح فيه أن القانون لا ينطبق على البيت الأبيض.
اقرأ أيضًا: «كلمة السر».. ترامب يختار أصدقاءه لإدارة الولايات المتحدة
3- مستشار للفريق الانتقالي لترامب
هناك ما يقرب من 4000 وظيفة حكومية يتم تغييرها كل أربع سنوات؛ إمَّا بعد حضور رئيس جديد، أو حتى بعد فوز الرئيس بولايةٍ جديدة، ففي كل الحالات تتغير هذه المناصب كل فترة رئاسية. وينبغي على الرئيس أن يعيِّن هؤلاء جميعًا، ولكنه بالطبع غير متفرِّغ، ولا يستطيع تعيين 4000 فرد وحده في وقتٍ قليل، ولذلك فيعين ترامب ما يعرف باسم الفريق الانتقالي، المكون من 100 مساعد وخبير في شئون السياسة والمجالات المختلفة، بالإضافة إلى مسئولين حكوميين سابقين.
وظيفة هذا الفريق هي: توصية وترشيح عدد من الأسماء المناسبة للرئيس من أجل ملء التعيينات الرسمية في الحكومة الفيدرالية الجديدة، بما في ذلك وظائف مجلس الوزراء، والوظائف الرفيعة في البيت الأبيض. كانت إيفانكا ترامب ضمن هذا الفريق الانتقالي، الذي يبدو من وظيفته أن له دورًا مهمًا وفعَّالًا أيضًا.
4- داعم أساسي لغارة الولايات المتحدة في سوريا وتدعم اللاجئين
صرَّحت صحيفة (صانداي تايمز) الأمريكية في وقتٍ لاحق من الضربة الأمريكية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على النظام السوري بعد مجزرة خان شيخون، أن إيفانكا ترامب هي من أصرَّت على ضرب قاعدة الشعيرات بالصواريخ، متأثرةً بصور المجزرة الناتجة عن الهجوم الكيميائي.
اعترفت إيفانكا أنها بالفعل أعربت عن رأيها بخصوص الضربة لوالدها، نافيةً أن تكون هي من طلب ذلك؛ حيث أكدت أنه هو بنفسه من اتخذ القرار، وأن ما قالته كان مجرد رأي. كما أعلن البيت الأبيض أيضًا أن إيفانكا أعربت عن رأيها فقط تجاه الضربة كأيّ شخصٍ في البيت الأبيض.
الأمر الآخر المثير والمؤثر هو اهتمام إيفانكا مؤخرًا بأزمة اللاجئين السوريين؛ حيث أكدت أنها قضية مهمة تستحق البحث، قائلةً إن العالم يواجه أزمة إنسانية عالمية، وعلينا أن نتحد ونقوم بتسويتها، وذلك في تصريحاتٍ مخالفة تمامًا لرأي والدها الرئيس حول الأمر.
وبسؤالها حول إمكانية استقبال لاجئين سوريين في الولايات المتحدة بعد رأيها هذا، لم تنفِ إيفانكا الأمر، ولم تؤكده أيضًا، وإنما أشارت إلى أنه يجب أن يكون الرد ناتجًا عن نقاشات واسعة، وليس كافيًا بحد ذاته.
5- لديها الآن فريق عمل خاص بها
يبدو أن الدور الذي تشغله إيفانكا ترامب في البيت الأبيض دفعها لتعيين فريقٍ كامل خاصٍ بها؛ فإلى جانب وجود مستشارتها الوثيقة، دينا باول، التي عملت مساعدًا للرئيس الأسبق، جورج بوش، فإن إيفانكا الآن تعمل على تعيين رئيس لفريقها في البيت الأبيض. واختيرت جولي رادفورد، للعمل رئيسًا لفريق إيفانكا المساعد في البيت الأبيض، وذلك منذ شهر فبراير (شباط) الماضي.
كانت إيفانكا قد عيَّنت مارجريت سبيلنجز، التي عملت في وزارة التعليم في عهد الرئيس الأسبق بوش، ضمن فريقها في البيت الأبيض. وتشغل الآن باول منصب نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، وكبير المستشارين الاقتصاديين. وكانت باول قد صرَّحت عن رادفورد، والتي عملت على انتقائها بنفسها على أن يكون الاختيار لإيفانكا، أنها: واحدة من أكثر النساء الموهوبات اللاتي قابلتهنّ في حياتها.
6- تعمل على تشريع قوانين لرعاية الطفل
بالرغم من عدم كونها عضوًا بالكونجرس، إلا أن إيفانكا ترامب عملت على تشريع قانون جديد يتمثَّل في إصلاح ضريبي يشمل اقتطاع نفقات رعاية الأطفال، ولكن بقيمة تبلغ 500 مليار دولار على مدى عشر سنوات، وهو الأمر الذي تجد فيه إيفانكا صعوبة للحصول على الدعم في الكونجرس الأمريكي.
اجتمعت الابنة الشابة، صاحبة الخمسة والثلاثين ربيعًا، مع أعضاء من الكونجرس، ومن مجلس الشيوخ، في البيت الأبيض في أواخر فبراير (شباط) الماضي، وذلك لبحث استحقاقات ضريبة رعاية الطفل التي اقترحتها. الاجتماع الذي جرى في البيت الأبيض، ولم يجرِ في الكونجرس، دلالةً على التأثير الذي يمكن أن تؤثره إيفانكا في السياسة الأمريكية في المرحلة الحالية، وبالطبع في المستقبل أيضًا.
الجدير بالذكر أن إيفانكا في خطابها في يوليو (تمّوز) من العام الماضي، وقت الحملة الرئاسية الانتخابية، وعدت بأن والدها سيعمل على جعل رعاية الأطفال متوفرة للجميع، في حال تم انتخابه رئيسًا، على الرغم من عدم ذكر ترامب لأي شيء بخصوص هذا الأمر.
7- تمثِّل الرئاسة في قضايا المرأة
أضحت الابنة الكبرى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب مُفوَضة من قِبل الرئاسة الأمريكية لتمثيلها في قضايا المرأة. وكانت البداية في هذا الأمر عندما أجرت إيفانكا مكالماتٍ هاتفية مع رئيسة كتلة الأقليَّة الديمقراطية في مجلس النواب، نانسي بيلوسي، بشأن قضايا المرأة بشكل عام.
غير أن الزيارة الخارجية الأولى لإيفانكا ممثلةً عن الرئاسة جرت الثلاثاء 25 من أبريل (نيسان) الجاري، عندما سافرت إيفانكا إلى برلين لحضور قمَّة برلين للمرأة، والتي حضرها عددٌ من الشخصيات العامة المهمة، من أبرزهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد.
ولاقت زيارة إيفانكا، ومشاركتها في القمة، عددًا من الانتقادات التي وُجهت لها بسبب تصريحات والدها عن المرأة، فاضطرت للدفاع عنه بالتأكيد. غير أن محاولات إيفانكا لتبرير سلوك والدها تجاه المرأة قوبلت باستهجان من طرف الجمهور الذي بدأ بإصدار همهمات تعني أنه غير موافق على ما تقوله. وتعرَّض ترامب لانتقادات واسعة بسبب موقفه من النساء وإشاراته المتكررة لهن بشكل يقلل من قيمتهن في عددٍ من المواقف.
8- قابلت عددًا من المسؤولين الأجانب في زياراتٍ رسمية
تحرص إيفانكا على حضور معظم الاجتماعات الرسمية التي يجريها والدها في البيت الأبيض، إن لم تكن تحضرها كلها. وفي إطار ذلك، قابلت إيفانكا عددًا من المسئولين والرؤساء من الدول الأخرى. وعلى الرغم من أن الزيارات الرسمية للرؤساء ورؤساء الحكومات تكون للمسؤولين بشكلٍ عام في الدولة، أو لأصحاب التأثير، إلا أنهم يتقابلون مع إيفانكا التي من المفترض علنًا أن تأثيرها محدود، وأنها تتصرف بوصفها ابنة بحد تعبيرها.
كانت إيفانكا قد التقت برئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، وهو الاجتماع الرسمي الأول الذي تظهر فيه إيفانكا. أثار ظهور إيفانكا الرأي العام الياباني، حيث صرَّح يوشينوبو ياماموتو، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة نيجاتا اليابانية، في تصريحٍ لوكالة الصحافة الفرنسية، أنه من غير المعتاد رؤية أحد أفراد العائلة حاضرًا أول لقاء بين زعيمين، وإن كان اللقاء غير رسميّ.
كما التقت إيفانكا برئيس وزراء كندا، جاستن ترودو، في أحد اللقاءت الرسمية بالرئيس ترامب، والذي كان يتحدث فيه عن دور النساء في الشركات. وفي الوقت الذي اتخذت فيه إيفانكا مكانًا قريبًا بجانب ترودو، وظلت تنظر له نظراتٍ وصفها الكثيرون بأنها نظرة محبين، وليست نظرة عادية، الأمر الذي أثار الشكوك بشكلٍ أكبر عندما اصطحبت إيفانكا ترودو إلى عرض مسرحي.
من جانبها، قالت إيفانكا خلال اللقاء مع ترودو وترامب: «يشرِّفني أن أكون هنا معكم وأستمع إلى آرائكم ومقترحاتكم، فكل واحد منكم قدوة كبيرة لي ولغيري من كبار رجال الأعمال في أمريكا، ويمكننا التفكير في دخول تحديات فريدة من نوعها وخاصة بالنسبة لسيدات الأعمال».
لم يتوقف الأمر هنا، بل تطور لتقابل من بعد «آل جور»، نائب الرئيس الأمريكي الأسبق، والناشط في قضية المناخ حاليًا، وذلك لمناقشة قضية المناخ. وهو الاجتماع الذي أسعد آل جور، والذي أعلن أنه كان اجتماعًا ناجحًا، وسعى مع ابنة ومستشارة الرئيس لإيجاد حلول وتوصيات لحل أزمة التغير المناخي فيه، كما أكد أنه فوجئ باهتمام إيفانكا بقضية تغير المناخ، نظرًا لعدم اهتمام والدها، والذي اعتبر قضية تغيير المناخ خدعة.
على مستوى الرؤساء، أثارت محادثة هاتفية بين الرئيس الأرجنتيني «ماوريسيو ماكري»، وإيفانكا ترامب ابنة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ كشف الرئيس الأرجنتيني أنه تحدث عبر الهاتف مع ترامب وابنته إيفانكا، قائلًا إنه يعرفها جيدًا منذ طفولتها المبكرة، ومعجب بها.