فوز السعايدة.. الصحافيون يغيرون قواعد اللعبة
جو 24 :
كتب ابراهيم قبيلات -
بعثت نتائج انتخابات مجلس نقابة الصحافيين رسائل عميقة لصانع القرار بعد أن فاجأت الهيئة العامة زعاماتها وعرابي الانتخابات برقم غير مسبوق في عمر نقابتهم، في إصرار منهم على وقف حالة النزيف والاعوجاج واستبدالها بحالة نقابية تحتكم لمعايير نقابية حقيقية لا تقبل التلوين في معالجاتها.
أن ينتخب 513 عضوا في نقابة الصحافيين الزميل راكان السعايدة فهذا تعبير لا يقبل الشك بقرار صحافي حقيقي في استعادة هيبة مهنتهم ونقابتهم بعد أن جرى تشويهها وخطفها لسنوات طويلة، جرب بها الزملاء كل ألوان التهميش والخذلان؛ فقرروا تغيير قواعد اللعبة.
نشعر بالفخر برد زملاء المهنة النقابي والواعي ليس بخيارتهم وفرزهم في صناديق النقيب فقط، بل على طريقة الانتخاب الحضارية في قيادة المشهد وإعادة رسمه بهدوء.
"مشهد" يفيض بسلسلة من المطالب والتحديات التي تعصف بشارع الصحافة وتحتاج لعقل بارد يفكفكها أولا ثم يأتي بحلول قابلة للتطبيق.
لا شك أن قرار الزملاء في انتخاب نقيبهم لم يخضع لمشاعر وانفعالات لحظية بقدر ما خضع لمحطات نقابية قاسية انحازوا عبرها إلى قناعاتهم، وقرروا إحداث فارق حقيقي في مسارها، والبعد عن الشجب والإدانة لصالح التأسيس لحالة نقابية تدرك عمق التحديات الداخلية والخارجية من دون تفريط بما تبقى من هوية صحافية.
في الحقيقة، ما حدث اليوم أقل ما يوصف بأنه تاريخي، ومحطة فاصلة في عمر النقابة، وليس أدل على ذلك من حصول النقيب على ضعفي ما حصله أربعة مرشحين لمنصب النقيب مجتمعين، ما يقدم الدليل القاطع على تشكيل قناعات شبابية راسخة تحتاج من يؤطرها ويضعها في سياقها الحقيقي.
المطلوب من راكان اليوم أن يكون بمستوى آمال زملائه الذين وضعوا ثقتهم به، النجاح الاستثنائي الذي سجله الزميل السعايدة والذي فاق كل التوقعات يضعه امام مسؤولية كبيرة فلا مفر من الايفاء الكامل بما التزم به من وعود وبرامج ورؤى وتطلعات، المطلوب منه اليوم ان يرتقي لمستوى الامال والطموح، انها حقبة التغيير والاصلاح، بعد سنوات من التيه والاختطاف والعنت وفقدان البوصلة.