الحبّ الإلكتروني.. علاقاتٌ إفتراضية مجهولة المصير!
ساهمت شبكات التواصل الإجتماعي بشكل كبير في إعادة رسم العلاقات بين الناس، من صداقات حقيقية وأخرى إفتراضية، وصولاً إلى علاقات حب عبر الإنترنت، ينتهي بعضها بالزواج فيما يفشل بعضها الأخر.
وفي هذا السياق، علّق الخبير في شبكات التواصل الإجتماعية جمال مختار فقال: "في أغلب الأحوال تكون العلاقة مرضية بين فتاة تستغل وسائل التكنولوجيا والفوتوشوب، لإظهار صورة لها أفضل، وشاب يحاول بتصرفاته إظهار أنّه نجم الفايسبوك، وتستمر العلاقة عبر الحوار TEXT CHAT لمدة طويلة تتجاوز الشهور، وهنا يكون الحب متمثلاً في أحرف وكلمات تتواصل مع أحرف وكلمات، ولا مانع من بعض الصور والـ EMOGIES، ثمّ تطور الأمر إلى محادثات صوتية عن طريق الماسنجر وغيره، فيزداد التعوّد "الإدمان" بين الحبيبين في هذه العلاقة الإفتراضية، إلى أن تأتي اللحظات الحاسمة (لحظات المواجهة) عندما يلتقيا في الحقيقة من دون فوتوشوب.. وهنا تكون الصدمة أو الصدمات، وقد تكون بداية نهاية العلاقة، أو بسبب التعود تستمر، أو أحياناً قد لا يكون هناك إختلاف بين الصور والواقع.
وتدخل العلاقة مرحلة جديدة وهي مرحلة الحقائق، والتي يمكن أن لا يستسيغها الطرفان بسبب التعود على العلاقة الإفتراضية. وتتوالى الصدمات وتدخل في مرحلة عدم التصديق أن هذا الشاب الطيب، الودود تحول إلى كائن آخر، "والعكس صحيح"، لكن الحقيقة أنّ أحداً من الطرفين لم يتغير!!
كل طرف قدّم نفسه للعالم الإفتراضي بصورة مغايرة للحقيقة/الواقع، وسقطت كلّ الأقنعة مع دخول العالم الحقيقي، فما نراه هو فشل غالبية هذه العلاقات عندما تدخل في مرحلة الحقيقة، حتى لو انتهت بالخطوبة أو الزواج."
وتجدر الإشارة، إلى أنّ جيل الشباب ينغمس أحياناً كثيراً بالعلاقات الإفتراضية، وتتطور هذه العلاقة إلى إيحاءات جنسية، ونشر صور عارية لأحد الطرفين أو لكليهما معاً، لدرجة تصل إلى حدّ الإستغلال بنشر الصور على وسائل التواصل الإجتماعي، ما يؤدّي إلى أزمات اجتماعية ونفسية، ليس آخرها انتحار شاب بعدما قامت صديقته بنشر صوره عارياً على تطبيق "انستغرام".
وفي الختام، لا بدّ من الاشارة إلى أنّ علاقات الحب الإفتراضية عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ليست في الغالب مضمونة النتائج، وهي غير آمنة، ولا تغني بتاتاً عن العلاقة المباشرة بين شخصين، هذه العلاقة التي أساس العلاقات الناجحة.