علاقات الحب الإفتراضية.. مصيرها مجهول!
ساهمت شبكات التواصل الإجتماعي بشكلٍ كبير في إعادة رسم العلاقات بين الناس، من صداقات حقيقية وإفتراضية، وعلاقات حب عبر الانترنت تنتهي أحياناً بالزواج، أو علاقات حقيقية تفشل.
وفي هذا الإطار، يشير الدكتور جمال مختار، الخبير في الشبكات الإجتماعية، أنَّه "في أغلب الأحوال، تكون العلاقة مرضية فتاة تستغل وسائل التكنولوجيا والفوتوشوب، لإظهار صورة مغايرة لحقيقتها، وشاب يحاول بتصرفاته إظهار أنه نجم الفيسبوك، وتستمر العلاقة عبر الحوار "Text Chat" لمدةٍ طويلة تتجاوز الأشهر، وهنا يكون الحب متمثلاً في أحرفٍ وكلماتٍ تتواصل مع أحرفٍ وكلمات، ولا مانع من بعض الصور والـEomgies، ثم تتطور لمحادثات صوتية عن طريق المسنجر وغيره".
ويلفت مختار إلى أنَّ "التعود على الإدمان يزداد بين الحبيبين في هذه العلاقة الإفتراضية، إلى أنَّ تأتي اللحظات الحاسمة المتمثلة بلحظات المواجهة، عندما يلتقيانِ في الحقيقة بدون فوتوشوب، وهنا تكون الصدمة. وهنا قد تكون بداية نهاية العلاقة".
ويقول: "في بعض الأحيان، لا يكون هناك اختلاف بين الصور والواقع، وتدخل العلاقة مرحلة جديدة وهي مرحلة الحقائق، والتي يمكن أن لا يستسيغها الطرفان بسبب التعود على العلاقة الإفتراضية". ويرى المختار أنَّ "الصدمات تتوالى وتدخل في مرحلة عدم التصديق بأن هذا الشاب الطيب والودود تحوَّل إلى كائن آخر والعكس صحيح، ولكن الحقيقة أنَّ أحداً من الطرفين لم يتغير".
كذلك، يعتبر المختار أنَّ "كل طرفٍ قدَّم نفسه للعالم الإفتراضي بصورةٍ مغايرة للحقيقة والواقع، وسقطت كل الأقنعة من دخول العالم الحقيقي"، لافتاً إلى أنَّ "ما نراه هو فشل أغلب هذه العلاقات عندما تدخل في مرحلة الحقيقة، وحتى لو انتهت بالخطوبة أو الزواج".
وينبِّه مختار إلى أنَّ "جيل الشباب قد ينغمس أحياناً بالعلاقات الإفتراضية، إذ تتطور هذه العلاقات إلى إيحاءاتٍ جنسية ونشر صور عارية لأحد الطرفين أو لكليهما معاً، لدرجةٍ تدفع بأحدِ الطرفين لإستغلال الآخر، من خلال نشر صوره على وسائل التواصل الإجتماعي، مما يسبب بمشاكل وأزمات، وأبسط مثالٍ على ذلك إنتحار شابٍ مؤخراً، بعدما أقدمت صديقته على نشر صوره العارية على "إنستغرام".
ويختم المختار بالقول أنَّ "علاقات الحب الإفتراضية عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ليست في الغالب مضمونة النتائج وهي غير مأمونة، ولا تغني بتاتاً عن العلاقة المباشرة بين شخصين، والتي هي أساس العلاقات الناجحة".
