كونتي وكانتي وأسباب أخرى.. كيف توج تشلسي؟
لم يحتج الإيطالي أنطونيو كونتي وقتا طويلا للتأقلم مع أجواء الدوري الإنجليزي الممتاز، ونجح في موسمه التدريبي الأول في بلاد الضباب في حمل اللقب السادس لتشلسي، الذي خرج العام الماضي من موسم عصيب أنهاه في المركز العاشر.
وترك كونتي، الفائز كمدرب بلقب الدوري الإيطالي 3 مرات مع يوفنتوس، بصمة سريعة على تشلسي بفضل شخصيته القوية داخل الملعب، واستطاع أن يغير انطباعا سائدا عن الفريق الذي اعتاد أن يقدم كرة دفاعية غير ممتعة، ويجمع بين اللعب الراقي وحصد النقاط.
ويرجع جزء كبير من الفضل في تتويج الـ"بلوز" هذا الموسم، إلى "المرونة التكتيكية بعقلية كونتي، الذي قرر بعد الهزيمة صفر-3 أمام أرسنال في المرحلة السادسة في سبتمبر الماضي، تغيير طريقة اللعب والاعتماد على 3 مدافعين في الخلف، ما أمن له حماية أكبر لمرماه وفي الوقت ذاته كثافة عددية أكبر في الوسط والأمام.
كما يحسب لكونتي صاحب الـ47 عاما، أنه المدرب الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم الذي استخدم التغييرات الثلاثة للاعبيه في جميع مباريات المسابقة بلا استثناء.
وعادل كونتي ما حققه جوزيه مورينيو في موسم 2004-2005، وكذلك كارلو أنشيلوتي في موسم 2009-2010، بإحراز لقب الدوري في موسمه الأول مع تشيلسي.
ومنذ اللقاء الأول بين كونتي ومالك تشلسي رومان أبراموفيتش في فبراير 2016، كان المدرب الإيطالي محددا في مطالبه، وعلى رأسها التعاقد مع نغولو كانتي الذي كان وقتها يلعب دورا محوريا في تألق ليستر سيتي قبل تتويجه بلقب تاريخي.
ويشترك كانتي مع كونتي في أكثر من صفة، منها الهدوء والتركيز وتحديد الأهداف وعدم التحدث كثيرا، علما أن النجم الفرنسي حصد لقب أفضل لاعب في المسابقة هذا الموسم.
ويتميز كانتي بمجهود وافر في وسط الملعب وقدرات استثنائية على استخلاص الكرات من المنافس، كما أنه صاحب أكبر عدد من الانقضاضات على الكرة في دوريات أوروبا خلال الموسمين الماضيين، مع ليستر سيتي ومن قبله كاين الفرنسي.
إلا أن كونتي وكانتي ليسا وحدهما وراء فوز الفريق باللقب السادس، إذ أن هناك عوامل أخرى لعبت دورا مهما، منها تألق إيدين هازارد قائد هجمات تشلسي والممول الأهم للخط الأمامي، الذي سجل 15 هدفا وصنع 5 أهداف أخرى.
كما أن تراجع المنافسين، وعلى رأسهم الجار العنيد توتنهام هوتسبير لا سيما في الأمتار الأخيرة من المسابقة، كان له دور كبير في حسم تشلسي للقب.
وعلى مدار الموسم، عانى مانشستر يونايتد الذي يبني فريقا جديدا تحت قيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، وجاره مانشستر سيتي بفلسفة جديدة مع المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا، كما أهدر ليفربول نقاطا بالجملة من تعادلات وهزائم في مباريات كانت بالمتناول، فضلا عن ممارسة أرسنال هوايته المعتادة في تخييب ظن جماهيره به.
ومن وراء فريق تشلسي داخل الملعب وعلى الخطوط، يحظى النادي بدعم لا محدود من الملياردير الروسي أبراموفيتش، الذي لم يبخل بأمواله الطائلة على بناء فريق يحمل جينات البطل.
ومنذ استحواذ أبراموفيتش على تشلسي عام 2003، فإن الفريق يشارك مانشستر يونايتد صدارة المسابقة كأكثر من حمل لقبها ولكل منهما 5 دروع، مقابل لقبين لمانشستر سيتي وواحد لأرسنال ومثله لليستر سيتي.