رسائل اردنية واضحة: لا للتدخل البريّ في سوريا.. ولا للارهابيين أو المذهبيين
جو 24 :
مالك عبيدات - شهدت الساحة السورية على مدار السنوات الستّ الماضية تطورات وتغيرات كثيرة على أرض الواقع نتيجة الأزمة التي تعيشها البلاد هناك اثر تحويل المظاهرات السلمية إلى مواجهات مسلحة أفرزت تنظيمات ارهابية واستقدمت مليشيات شيعية وطائفية. وبالرغم من التغير في مواقف الدول المشتركة والمؤثرة في الصراع السوري، حافظ الأردن على ثبات موقفه طيلة الأزمة، بل إن المملكة أظهرت صبرا غير محدود على جميع محاولات الاستفزاز سواء التي كان مصدرها التنظيمات الارهابية أو النظام الرسمي السوري وحلفائه الايرانيين..
مؤخرا عاد السعار الرسمي السوري الموسمي إلى الواجهة مجددا، وذلك مع انطلاق فعاليات تمرينات "الأسد المتأهب" العسكرية والتي تقام سنويا بتواجد قوات أمريكية إلى جانب قوات من نحو 20 دولة حليفة، حيث صدرت تصريحات مخجلة على لسان الرئيس السوري بشار الأسد، تبعتها تصريحات صادرة عن وزير خارجيته وليد المعلم بدا فيها الأخير كمن يحارب طواحين الهواء، وألحقتها وسائل اعلام سورية ولبنانية بتصريحات منسوبة إلى مسؤولين في حزب الله تزعم تجهز القوات الأردنية والأمريكية والبريطانية لاقتحام الأراضي السورية..!
ولم تجد التصريحات الأردنية المتكررة حول ثبات المملكة على موقفها بضرورة ايجاد حلّ سياسي للأزمة طريقها إلى عقول المسؤولين السوريين ومسؤولي الميلشيات الحليفة للنظام السوري، فظلّ الجانب الآخر مصرّا على ترويج الشائعات المتعلقة بوجود نوايا أردنية على المشاركة بمعركة برية في سوريا..
الصفدي: لا نريد ارهابيين أو مذهبيين
ومن جانبه، جدد وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي تأكيده خلال مكالمة أجراها مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، الجمعة، على ضرورة وقف القتال في جميع الأراضي السورية كخطوة أساسية نحو حل سياسي يقبل به الشعب السوري الشقيق وينهي الأزمة في سورية.
وأكد الصفدي أهمية وقف إطلاق النار في الجنوب السوري، مشددا أن الأردن لا يريد منظمات إرهابية ولا ميليشيات مذهبية على حدوده الشمالية التي تضمن قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية أمنها.
وأكد الصفدي ان الأردن يدعم حلا يحفظ وحدة سورية الترابية وتماسكها واستقلالية قرارها ويلبي طموحات الشعب السوري.
غنيمات: لا عمليات برية
الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، اللواء متقاعد سليمان غنيمات، رأى من جانبه أن المملكة لن تشارك بأية عملية بريّة داخل الأراضي السورية، مشيرا إلى أن "التراشق الاعلامي الذي نشهده" يعبّر عن أزمة النظام هناك ومحاولته تصدير تلك الأزمة عبر مهاترات لا قيمة لها.
وأضاف غنيمات لـ الاردن24 إن السياسة الاردنية حكيمة بهذا الاتجاه، وهي قائمة على عدم التورط بالمستنقع السوري في ظلّ الظروف الراهنة، مستدركا بالقول: "إن المملكة قد تشارك في عمليات محدودة جدا وسريعة في بعض المناطق الحدودية".
وشدد غنيمات على أن القوات المسلحة الاردنية لن تسمح بعبور أو بقاء أي قوات قرب الحدود الأردنية، وذلك من خلال طوق ناري بواسطة المدفعية وغطاء جوي محدود.
وقال إن السياسة الأردنية لا تستهدف التصعيد وصبّ الزيت على النار، لافتا إلى أن الحديث عن اقتطاع 10 كم من الأراضي السورية على طول الحدود وضمها الى الاردن مجرّد أوهام وشائعات تستهدف تأجيج الوضع في المنطقة وخلق ذريعة لتصعيد المواقف.
وحذر غنيمات من تنفيذ المشروع الصفوي الايراني "الهلال الشيعي" الذي يمتد من المناطق الشمالية في العراق باتجاه الشمال السوري وصولا الى البحر الابيض المتوسط وهو الحلم التاريخي للدولة الايرانية والخطر الحقيقي على المنطقة برمتها وعلى الاردن بشكل خاص.