الهوس بالشبكات الاجتماعية يعزى لصفات وراثية
في المرة القادمة التي يطالبك فيها والداك بالتوقف عن تصفح فيسبوك خلال العشاء، ربما قد ترغب في تذكِيرهما بأنَّ ذلك في الواقع هو خطؤهم.
وذلك بعدما كشفت دراسةٌ جديدة أنَّ مدى هوسنا بالشبكات الاجتماعية قد يكون في الواقع مطبوعاً في جيناتنا، وليس مجرد نتيجة لافتقارنا الكامل لقوة الإرادة،.
وبحثت الدراسة، التي أجرتها جامعة كينت الأميركية، مجموعاتٍ من التوائم، ووجدت أنَّ العوامل الوراثية تفوقت كثيراً على العوامل البيئية فيما يتعلَّق بتأثيرها على استخدامهم للشبكات الاجتماعية.
ووجد الباحث تشانس يورك، الذى سيُقدم نتائج الدراسة في المؤتمر السنوي السابع والستين لرابطة الاتصالات الدولية في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية حسب هافينغتون بوست، أنَّ ثلثي استخدامنا للشبكات الاجتماعية يُعزى إلى الصفات الوراثية.
في حين تكون العوامل البيئية الفريدة والمشتركة مسؤولة عن باقي التفاوتات في الاستخدام.
التأثير الوراثي
وأظهرت الأبحاث السابقة مِراراً أنَّ العوامل الوراثية تؤثر على الطريقة التي نتواصل بها مع الآخرين، ولكن هذه الدراسة تذهب أبعد من ذلك لإظهار أنَّ هذه الصفات تُؤثر أيضاً على سلوكياتنا على الإنترنت وليس في التواصل المباشر وجهاً لوجه فحسب.
وعلى الرغم من ذلك، أكدَّ يورك أنَّه لا يُوجد "جين خاص بالشبكات الاجتماعية" في البشر يُمكن عزله.
وبدلاً من ذلك، قال: "ما زلنا نعمل في صندوق أسود ولا نستطيع أن نلاحظ بشكل مباشر كيف تُؤثر الجينات على التشريح العصبي لدينا، وهذا بدوره يؤثر على المعالجة المعرفية، والشخصية، واختيار الوسائل اللاحقة، والتأثيرات".
وأضاف: "ومع ذلك، تُعَد هذه الدراسة، وهذه التساؤلات، نقطة انطلاقٍ لدراسة التأثير الوراثي على الاتصالات".
وقد أظهرت الدراسات الحديثة أيضاً أنَّ الحمض النووي لدينا ليس مسؤولاً عن كيفية التفاعل مع بعضنا البعض فحسب، ولكن يُمكن أيضاً أن يكون مسؤولاً جزئياً عن ميلنا إلى الانعزال.
ووجد الباحثون الأميركيون أنَّ الميل إلى الشعور بالاستبعاد من جانب الآخرين، والانعزال، وعدم وجود رفقة على مدى الحياة تعود إلى عوامل وراثية بنسبة 14-27٪.
ووجد الباحثون أيضاً أنَّ الناس الذين يرثون الانعزال يميلون إلى وراثة العصبية، وهي حالة شعورية سلبية على المدى الطويل.
أمي وأبي، لديكما الكثير لتجيباني عليه.