الفلسطينيون يحيون الذكرى 69 لـ"نكبة" العام 1948
« النكبة «.. مصطلح أطلقه الفلسطينيون على أحداث العام 1948 ليعبر عن تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية في ذلك العام، وهي السنة التي طرد فيها الفلسطينيون خارج ديارهم. وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يزيد على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر الوحشية والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحي الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي. وعلى الرغم من أن السياسيين اختاروا 1948/5/15 لتأريخ بداية النكبة الفلسطينية، إلا أن المأساة الإنسانية بدأت قبل ذلك عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً. واليوم ،بعد مضي 69 عاما على النكبة لم تنفك حكومة الاحتلال الصهيونية تواصل ارهابها واغتصابها للأراضي الفلسطينية ، مازال التوسع الاستيطاني مستمرا وما زال الاعتقال والتعذيب ومحاولات الطرد والتهجير للمواطنين الفلسطينيين من أراضيهم، وما زالت الانتهاكات بحق الارض والانسان الفلسطيني وبحق المقدسات الاسلامية، مازال الحصار مفروضا على قطاع غزة، ومازال الأسرى يواصلون اضراباتهم، «الامعاء الخاوية» والحرية والكرامة»، النكبة لا زالت مستمرة بل ويعيشها الفلسطيني في جميع أنحاء فلسطين كل يوم .
حرب 1948 هي حرب نشبت في فلسطين بين كل من المملكة المصرية ومملكة الأردن ومملكة العراق وسورية ولبنان والمملكة العربية السعودية ضد المليشيات الصهيونية المسلحة في فلسطين والتي تشكلت من البلماخ والإرجون والهاجاناه والشتيرن والمتطوعون اليهود من خارج حدود الانتداب البريطاني على فلسطين.
وكانت المملكة المتحدة قد أعلنت انهاء انتدابها على فلسطين وغادرت تبعا لذلك القوات البريطانية من منطقة الانتداب، وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت قرارا بتقسيم فلسطين لدولتين يهودية وعربية الأمر الذي عارضته الدول العربية وشنت هجوما عسكريا لطرد المليشيات اليهودية من فلسطين في مايو 1948 استمر حتى مارس 1949.
الانتداب البريطاني على فلسطين
كانت فلسطين حتى العام 1914 ضمن حدود الدولة العثمانية لتشكل الحدود الإدارية لمتصرفية القدس، وبعد أن دخلت الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى بجانب الألمان خسرت كافة أراضيها في البلاد العربية لصالح بريطانيا وفرنسا بحسب معاهدة سيفر الموقعة عام 1920 ومعاهدة «لوزان» الموقعة عام 1923.
وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد وقعتا اتفاقا لتقاسم الأراضي العثماني أثناء الحرب العالمية الأولى فكانت فلسطين من ضمن الأراضي التابعة لبريطانيا بحسب الاتفاق البريطاني-الفرنسي.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى خضعت فلسطين للانتداب البريطاني حتى العام 1948.
تقسيم فلسطين
في 29 نوفمبر 1947 وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية فلسطينية وتدويل منطقة القدس (أي جعلها منطقة دولية لا تنتمى لدولة معينة ووضعها تحت حكم دولي) وكان التقسيم كالتالي :
56% :لليهود
43% :للعرب
1% : منطقة القدس (وهي منطقة دولية ووضعت تحت الأنتداب بأدارة الأمم المتحدة)، وقد شمل القرار على الحدود بين الدولتين الموعودتين وحدد مراحل في تطبيقه وتوصيات لتسويات اقتصادية بين الدولتين.
وبشكل عام، رحب الصهاينة بمشروع التقسيم، بينما شعر العرب والفلسطينيون بالاجحاف. فكانت عصبة التحرر الوطني، وهي مجموعة إميل حبيبي، إميل توما وآخرين من العرب الذين تركوا الحزب الشيوعي الفلسطيني.
تصاعدت حدّة القتال بعد قرار التقسيم ،في بداية عام 1948، تشكل جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي، وبحلول يناير 1948 كانت منظمتا الأرجون وشتيرن قد لجأتا إلى استخدام السيارات المفخخة (4 يناير، تفجير مركز الحكومة في يافا مما أسفر عن مقتل 26 مدني فلسطيني) وفي مارس 1948 قام المقاتلون الفلسطينيون الغير نظاميين بنسف مقر الوكالة اليهودية في القدس مما أدى إلى مقتل 11 يهوديا وجرح 86. وفي 12 أبريل 1948 تقر الجامعة العربية بإرسال الجيوش العربية إلى فلسطين وأكدت اللجنة السياسية أن الجيوش لن تدخل قبل أنسحاب بريطانيا المزمع في 15 مايو.
عين بن غوريون يغال يادين مسؤولا عن إيجاد خطة للتحضير للتدخل العربي المعلن. وخرجت تحليلات يغال يادين بالخطة دالت، والتي وضعت حيز التنفيذ منذ شهر نيسان إبريل وما تلاه. ترسم «الخطة دالت» الجزء الثاني من مراحل الحرب، حيث انتقلت فيها الهاجاناه من موقع «الدفاع» إلى موقع الهجوم.
انتهاء الانتداب
قررت الحكومة البريطانية إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في منتصف الليل بين ال14 و15 من مايو 1948 بضغط من الأمم المتحدة التي طالب بريطانيا بانهاء أنتدابها على فلسطين
في الساعة الرابعة بعد الظهر من 14 مايو أعلن المجلس اليهودي الصهيوني في تل أبيب أن قيام دولة إسرائيل سيصبح ساري المفعول في منتصف الليل، وقد سبقت هذا الإعلان تشاورات بين ممثل الحركة الصهيونية موشيه شاريت والإدارة الأمريكية دون أن تعد حكومة الولايات المتحدة الاعتراف بالدولة، أما بالفعل فنشر الرئيس الأمريكي هاري ترومان رسالة الاعتراف بإسرائيل بعد إعلانها ببضع دقائق. أما الاتحاد السوفياتي فاعترف بإسرائيل بعد إعلانها بثلاثة أيام. امتنعت القيادة الصهيونية عن تحديد حدود الدولة في الإعلان عن تأسيسها واكتفت بتعريفها ك»دولة يهودية في ايريتس يسرائيل»، أي في فلسطين. أسفر الإعلان مباشرة عن بدء الحرب بين إسرائيل والدول العربية المجاورة. في 26 مايو 1948 تم تشكيل جيش الدفاع الإسرائيلي بأمر من ديفيد بن غوريون رئيس الحكومة الإسرائيلية المؤقتة.
بدأت الحرب عندما وصلت الجيوش العربية من مصر وسوريا والعراق والأردن والسعودية ولبنان إلى فلسطين وهاجمت القوات العربية المستعمرات الصهيونية المقامة في فلسطين وهاجم القوات المصرية تجمعي كفار داروم ونيريم الصهيونيتين في النقب.
الدور الأردني في الدفاع عن فلسطين
كانت أقوى الجبهات وأهمها هي الجبهة الأردنية الأسرائيلية فقد عبرت ثلاثة ألوية تابعة للجيش الأردني نهر الأردن إلى فلسطين في 16 مايو 1948 ثم ازدادوا إلى اربعة مع مضي الحرب، بالإضافة إلى عدة كتائب مشاة.
كان هناك حوالي خمسين ضابط بريطاني يخدم في الجيش العربي الأردني، الذي كان على درجة عالية من التدريب.وكان الجيش العربي الأردني ربما أفضل الجيوش المتحاربة من الناحية التكتيكية.حيث عانت باقي الجيوش من ضعف شديد في إتخاذ القرارات الحاسمة على المستوى الإستراتيجي والقيام بمناورات تكتيكية، وقد رافق الجيش العربي فريق من الصحفيين الأجانب من ضمنهم مراسل مجلة التايم. وتم تقسيم القوات الأردنية كالتالي:
الوحدة العسكرية القائد الرتبه المنطقة العسكرية
القائد العام للجيش العربي الأردني جون باغوت جلوب جنرال (فريق أول) القيادة العامة (زرقاء) القائد الميداني نورمان لاش بريجاديير (عميد) اللواء الأول ويتضمن الفوجين الأول والثالث ديزموند غولدي كولونيل (عقيد) منطقة نابلس العسكرية الفوج الأول بلاكدين كولونيل (عقيد) منطقة نابلس العسكرية الفوج الثالث ويليام نيومان كولونيل (عقيد) منطقة نابلس العسكرية اللواء الثاني ويتضمن الفوجين الخامس والسادس سام سيدني أرثر كوك بريجاديير (عميد) قوة دعم الفوج الخامس جيمس هاوكن ميجور (رائد) قوة دعم الفوج السادس عبد الله التل ميجور (رائد) منطقة القدس العسكرية اللواء الثالث ويتضمن الفوجين الثاني والرابع تيل أشتون كولونيل (عقيد) منطقة رام الله العسكرية الفوج الثاني سليد ميجور (رائد) منطقة رام الله العسكرية الفوج الرابع حابس المجالي لفتنانت كولونيل (مقدم) اللطرون، اللد والرملة اللواء الرابع أحمد صدقي السيد كولونيل (عقيد) قوة دعم: رام الله, الخليل, والرملة
ومن ثم خاض الجيش الأردني ثلاث معارك كبيرة هي:
1- معركة باب الواد
2- معركة اللطرون
3- جنـــــيـــن
فاستطاع الحفاظ على القدس والضفة الغربية كاملة مع انتهاء الحرب وكانت خسائر الأسرائليين في هذه المعارك ضخمة، فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ومؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون في حزيران عام 1948 امام الكنيست: «لقد خسرنا في معركة باب الواد وحدها أمام الجيش الأردني ضعفي قتلانا في الحرب كاملة».
وعلى الجبهه الشمالية استولت القوات النظامية اللبنانية على قريتي المالكية وقَدَس في الجليل الأعلى جنوب الحدود اللبنانية. واستمرت المعارك على هذا النحو حتى تدخل مجلس الأمن التابع للأمم الدولية وفرض عليها وقفا لإطلاق النار في 10 يونيو 1948 وتضمن حظر تزويد أي من أطراف الصراع بالأسلحة ومحاولة التوصل إلى تسوية سلمية. وعقب هذا القرار الدولي توقف القتال بين الجيش الإسرائيلي والجيوش العربية النظامية أما جيش الإنقاذ فواصل عملياته العسكرية في منطقة الجليل. تم تحديد الهدنة لمدة 4 أسابيع وفي 8 يوليو 1948 استأنف الجيش الإسرائيلي القتال في جميع الجبهات رغم محاولات الأمم المتحدة لتمديد مدة الهدنة. وعندما استؤنفت المعارك من جديد كان للجيش الإسرائيلي اليد العليا واتخذت المعارك مسارا مختلفا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم واستطاعت إسرائيل فرض سيطرتها على مساحات واسعة من أراضي فلسطين التاريخية. وانتهت المعارك في 21 يوليو بعد أن هدد مجلس الأمن بفرض عقوبات قاسية على الجوانب المتقاتلة. قبل العرب الهدنة الثانية التي كانت اعترافا بالهزيمة ودخلت حرب فلسطين التاريخ العربي تحت اسم (النكبة). انتهى القتال في 7 يناير 1949 بعد استيلاء الجيش الإسرائيلي على معظم منطقة النقب وتطويق القوات المصرية التي كانت مرابطة حول الفالوجة في النقب الشمالي. وبعد نهاية القتال بدأت مفاوضات في جزيرة رودس اليونانية بتوسيط الأمم المتحدة بين إسرائيل من جانب وكل من مصر والأردن وسوريا ولبنان من جانب آخر. تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة الأربع بين 24 فبراير و20 يوليو 1949، وفيها تم تحديد الخط الأخضر. في 7 مارس 1949 أوصى مجلس الأمن بقبول إسرائيل عضوا كاملا في الأمم المتحدة وفي 11 مايو 1949 أقرت الجمعية العامة هذه التوصية.
دور كتائب الإخوان المسلمين
بعد معارك شرسه عام 1948م استولى المقاتلون الإخوان على مدرعه صهيونية وكتب عليها شعار الإخوان الله أكبر ولله الحمد.
شارك الإخوان المسلمين بقيادة أحمد عبد العزيز، من مصر والأردن وسوريا وفلسطين والعراق، من أبرز مجاهديهم الوزير الأردني كامل الشريف والشيخ محمد فرغلي وأبو الفتوح شوشة من مصر، والسوري مصطفى السباعي، والعراقي محمد محمود الصواف.